ترجمات أجنبية

ميدل إيست آي – أليكس ماكدونالد – إسرائيل والعالم العربي : تاريخ من محاولات الاعتراف

 «ميدل إيست آي» – أليكس ماكدونالد –  14/8/2020

تمحور جزء كبير من تاريخ الشرق الأوسط في القرن الماضي أو نحو ذلك، حول محاولات عقد اتفاقيات سلام بين إسرائيل وجيرانها. منذ إعلان تأسيس إسرائيل في عام 1948م، وما صاحب ذلك من طرد أكثر من 750 ألف فلسطيني من المنطقة، لم تُوقع سوى اتفاقيتي اعتراف ناجحتين مع الدول العربية، إلى جانب دول غير عربية، مثل تركيا وإيران.

يوم الخميس الماضي، أصبحت الإمارات ثالث دولة عربية توقع صفقة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لتعلن ما كان منذ فترة طويلة سرًّا مكشوفًا عن زيادة التعاون بين البلدين.

مع انتشار الشائعات بأن البحرين وسلطنة عمان يمكن أن تحذوَا حذوها قريبًا، يلقي موقع «ميدل إيست آي» نظرة على المحاولات السابقة – الناجحة وغير الناجحة – للتوسط في صفقات التطبيع بين إسرائيل وبقية دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

مصر – 1979

ربما كان الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في كامب ديفيد، بين رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن، والرئيس المصري أنور السادات، أشهر صفقات السلام التي جرى إبرامها بين إسرائيل ودولة عربية، وأكثرها شهرة، وقد أثارت الجدل بشكل كبير في وقته، سواء في العالم العربي الأوسع، أو محليًّا.

أشادت الدول العربية بحرب 1973م بين مصر وسوريا وإسرائيل، بوصفها انتصارًا (على الرغم من أنها كانت إلى حد كبير ورطة) ورأى السادات في وضعه المعزز فرصة لفتح مفاوضات مع إسرائيل. وكانت النتيجة النهائية تطبيع العلاقات بين البلدين، وتسليم شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 لمصر.

لكنها أدت في النهاية إلى اغتيال السادات عام 1981 على يد متشدد غاضب من اتفاقية التطبيع.

لبنان – 1982

بينما كانت لدى غالبية الفصائل السياسية والطائفية العديدة في لبنان مواقف سلبية تجاه جيرانها في الجنوب، كانت إسرائيل تأمل في التوصل إلى اتفاق مع بيروت في عام 1982م.

بعد طرد منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1982م في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان، دخل الإسرائيليون في محادثات مع الرئيس اللبناني المنتخب، بشير الجميل، حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام. بعد أن دعمت إسرائيل لسنوات حزب الجميل الماروني المسيحي في الحرب الأهلية اللبنانية، أجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن الجميل على توقيع اتفاق سلام خلال لقاء معه في سبتمبر (أيلول) 1982م.

خوفًا من أن يُنظر إليه على أنه دمية لإسرائيل، قال الجميل إنه سيحتاج إلى التوصل إلى إجماع وطني حول القضية قبل التوقيع. وأثناء المفاوضات حول أي تغييرات محتملة، اغتيل الجميل على يد عضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي بعد أسبوعين. واحتلت إسرائيل جنوب لبنان حتى عام 2000م، وخاضت حربًا شرسة مع حزب الله عام 2006.

الأردن – 1994

خلال نكبة 1948م التي خلقت إسرائيل وحرب 1967م، استقبل الأردن موجات من اللاجئين الفلسطينيين، مما جعل أكثر من نصف سكان الأردن من أصل فلسطيني.

وفي أعقاب حرب 1967 واستيلاء إسرائيل على القدس الشرقية من الأردن، سُمح للأوقاف الإسلامية التي كانت تسيطر على مجمع المسجد الأقصى والأماكن المقدسة الأخرى في المدينة – وهي هيئة أنشأها العاهل الأردني الملك حسين عام 1948م – بالبقاء في الإشراف عليها.

لم يوقع الأردن معاهدة سلام مع إسرائيل حتى عام 1994م، أي بعد عام من توقيع اتفاقات أوسلو. جاء الاتفاق بعد عدة سنوات من المفاوضات مع المسؤولين الإسرائيليين، وشهدت تخلي الأردن عن مطالبته بالضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، التي كانت المملكة تسيطر عليهما بين عامي 1948م و1967م.

شمل الاتفاق فوائد كبيرة لكلا البلدين من حيث التجارة، والسياحة، والدفاع، والموارد المائية. كما اتفق البلدان على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. ومع ذلك، فإن السياسات الإسرائيلية، وخاصة ضد الفلسطينيين، لم تفعل شيئًا لكسب الشعب الأردني.

وتحت ضغط شعبي، ألغت الحكومة الأردنية في عام 2018م صفقة تأجير الأراضي الزراعية لإسرائيل. ومع التهديد بضم أجزاء من الضفة الغربية الذي يلوح في الأفق حاليًا، هدد الملك عبد الله «بنزاع واسع النطاق» وتمزيق معاهدة وادي عربة لعام 1994م.

مبادرة السلام العربية – 2002

شهدت مبادرة السلام العربية، المعروفة أيضًا باسم المبادرة السعودية، دفعة كبيرة بقيادة الرياض لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

من بين البنود العديدة في خطة المبادرة – بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية – كان الوعد بأن يعمل أعضاء جامعة الدول العربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل واعتبار الصراع العربي الإسرائيلي منتهيًا. كما دعت المبادرة إلى انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان السورية المحتلة، ومناطق جنوب لبنان (مثل مزارع شبعا) التي ما زالت تسيطر عليها.

أعادت جامعة الدول العربية تأييدها المبادرة مرارًا وتكرارًا، لكن إسرائيل رفضت التزامها بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وفكرة العودة إلى حدود عام 1967م. كما تزامنت القمة الأولية التي عقدت للمبادرة مع مذبحة عيد الفصح في مارس (آذار) 2002، وهي واحدة من أعنف الأعمال ضد الإسرائيليين في الانتفاضة الثانية، والتي راح ضحيتها 30 مدنيًّا في فندق بارك في مدينة ناتانيا.

سوريا – تسعينيات القرن الماضي وأوائل الألفية الجديدة

كان حزب البعث، الذي استولى على سوريا في انقلاب عام 1963م، من أشد المعارضين لإسرائيل، وهو الموقف الذي تعزز بعد احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان في حرب عام 1967م.

على الرغم من ذلك، في التسعينيات – في أعقاب مؤتمر مدريد عام 1991 – انخرط الرئيس السوري حافظ الأسد في مفاوضات مع إسرائيل، مع أنها لم تصل في النهاية إلى أي شيء، حيث اتهم كل طرف الآخر بأنه غير جدير بالثقة.

كانت قضايا مرتفعات الجولان الغنية بالموارد – التي ضمتها إسرائيل رسميًّا عام 1981م في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي قط – ودعم سوريا لحزب الله في لبنان هي النقاط الشائكة الحاسمة. وعلى الرغم من أن الكثيرين اعتقدوا أن سوريا وإسرائيل اقتربتا من التوصل إلى اتفاق في عام 2000، فإن الطرفين في النهاية لم يتفقا على مكان ترسيم حدودهما.

بعد وفاة حافظ وصعود ابنه بشار في عام 2000، ظن البعض بإمكانية تجدد المفاوضات. وبينما ظلت العلاقات فاترة رسميًّا، جرت في عام 2010 مفاوضات سرية بين بشار الأسد ورئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو، التي شاع أنها كانت ستشمل الانسحاب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان.

لكن المحادثات انهارت جزئيًّا بسبب عدم رغبة سوريا في الانفصال عن الحليف الإقليمي إيران، واندلاع انتفاضة 2011م، التي تحولت في النهاية إلى حرب أهلية.

ليبيا – 2004

كان معمر القذافي، منذ توليه السلطة في ليبيا عام 1969م، من أشد المعارضين لأي مفاوضات مع إسرائيل. ومع ذلك، بعد أن بات منبوذًا دوليًّا في العقد الأول من القرن الحالي، بدأ القذافي الانخراط في محادثات سرية مع إسرائيل حول اتفاق سلام. وكان سيف الإسلام نجل القذافي شخصية رئيسية في افتتاح المحادثات.

وأشيع أن حرب العراق عام 2003م، التي شهدت استخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية لسحق الحكومة التي يقودها صدام حسين، والتي لطالما كانت أحد ألد أعداء إسرائيل، كانت دافعًا للضغط من أجل المفاوضات.

على الرغم من أنها لم تؤدِ إلى أي نتيجة، فإن خطابات القذافي ضد إسرائيل – التي كان يشير إليها دائمًا باسم «الكيان الصهيوني» – تعارضت في كثير من الأحيان مع تكتيكاته من وراء الكواليس، وفي وقت لاحق طلب المساعدة الإسرائيلية في عام 2011 لوقف مساعدة الناتو للثوار الليبيين خلال ثورة 2011.

الإمارات العربية المتحدة – 2020

كشفت اتفاقية السلام مع الإمارات العربية المتحدة، التي أطلق عليها اسم اتفاق إبراهيم، عن العلاقة طويلة الأمد بين البلدين رسميًّا وعلنًا.

وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاتفاق بين البلدين، ووصفه بأنه «تاريخي»، وقال إن الاتفاقية ستسمح لهما بالتعاون علنًا في مجالات الأمن والتجارة والدبلوماسية. وكتب ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد على «تويتر» أن الاتفاق «سيوقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية». لكن نتنياهو قال إن الضم «ما يزال مطروحًا على الطاولة»، وقد وصفت السلطة الفلسطينية الصفقة بأنها «خيانة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى