ترجمات أجنبية

ميتشل بليتنيك يكتب – نواب أمريكيون ينتقدون «إسرائيل»

ميتشل بليتنيك  – 27/3/2020

في 16 مارس/آذار، وقّع أكثر من 60 عضواً في مجلس النواب الأمريكي رسالة موجهة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، تطلب منه معالجة مسألة استخدام «إسرائيل» أعتدة أمريكية الصنع في عملياتها لهدم منازل فلسطينيين في الضفة الغربية، والقدس الشرقية.

تزعّم هذه المبادرة النواب الديمقراطيون آنا إيشو (كاليفورنيا، وهي من أصل آشوري وأرميني)، وروهيت خانا (كاليفورنيا، وهو من أصل هندي)، وستيفن كوهين (ابن أبوين يهوديين هاجرا من ليتوانيا وبولندا). ودعم المبادرة عدد كبير من النواب، معظمهم تقدميون.

وقال النائب خانا في تصريح للصحفيين: «الأعتدة العسكرية التي تحصل عليها «إسرائيل» من الولايات المتحدة، يجب أن تستخدم فقط من أجل الدفاع المشروع عن النفس، ولكن مثل هذه الأعتدة يجب ألا تستخدم من أجل تحويل منازل فلسطينيين إلى أنقاض، وتشريد عائلاتهم، ولا تشريد مجموعات سكانية بأكملها. أنتظر من وزارة الخارجية أن تزودنا بالمعلومات اللازمة حتى نضمن عدم استخدام أعتدة عسكرية أمريكية الصنع لأغراض تدميرية».

واستند النواب في رسالتهم إلى قانون مراقبة تصدير الأسلحة (لعام 1976) الذي يحظر بيع «تجهيزات وخدمات أمريكية إلى دول أجنبية، إلا لأغراض الأمن الداخلي، ومن أجل دفاع مشروع عن النفس».

وأشار النواب إلى أن استخدام «إسرائيل» أسلحة أمريكية الصنع على نطاق واسع ضد الفلسطينيين الخاضعين للاحتلال، كان قضية تتكرر كثيراً جداً عبر السنين، ولكن شكاوى عديدة قدمها نواب بصورة فردية لم تؤد إلى إجراء تحقيقات جادة.

وللأسف، لم تلق هذه الممارسات «الإسرائيلية» الاهتمام الذي تستحقه في وسائل الإعلام الأمريكية، في حين أن العالم يركز اهتمامه الآن، على أزمة فيروس «كورونا»، ما يشكل مؤشراً قوياً على أن هذه الرسالة لن تثير الاهتمام الذي تستحقه.

ومع ذلك، فإن توقيع أكثر من 60 عضواً في الكونجرس على رسالة تحث الحكومة الأمريكية على مراجعة مسألة مبيعات الأسلحة الأمريكية ل«إسرائيل»، هو أمر غير مسبوق. كما قوبلت الرسالة بتأييد عدد كبير من المنظمات الأهلية الأمريكية، بينها منظمات موالية تقليدياً ل«إسرائيل».

وتدمير بيوت فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، هو إحدى الممارسات البغيضة لنظام الاحتلال «الإسرائيلي». ومعظم عمليات هدم بيوت فلسطينيين تنفذ كعقاب على أعمال بناء غير مشروعة (بموجب قوانين الاحتلال) يقوم بها في معظم الحالات فلسطينيون ترفض سلطات الاحتلال طلباتهم للموافقة على توسيع بيوتهم.

وبسبب هذه الممارسات «الإسرائيلية»، لا يمكن إلا استنتاج أن «إسرائيل» تقوم بأعمال التدمير هذه، لكي تجعل حياة الفلسطينيين لا تطاق، أو لحملهم على الانتقال إلى مناطق خاضعة جزئياً لإدارة السلطة الفلسطينية، أو للسيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية، من أجل توسيع مستوطنات يهودية.

وكل هذه الممارسات «الإسرائيلية» تتناقض مع القانون الأمريكي لمراقبة تصدير الأسلحة، إضافة إلى أنها تنتهك القوانين الدولية.

وهناك مسألة كبيرة الأهمية في رسالة النواب الأمريكيين إلى الوزير بومبيو، هي أن التوجهات الأيديولوجية للموقعين على رسالة النواب الأمريكيين تختلف كثيراً؛ إذ إن بعض الموقعين هم منتقدون بارزون للسياسة الأمريكية تجاه الفلسطينيين، من مثل النواب رشيدة طليب، وبيتي ماكولوم، وديفيد برايس، ولكن من بين الموقعين أيضاً نواب معروفون تاريخياً بتحفظاتهم الشديدة إزاء انتقاد «إسرائيل» ودعم السلام، من مثل يان تشاكوفسكي، وجيمي رسكين، وجون يارموث.

وهذه الرسالة أكثر جرأة بكثير من معظم المواقف التي سبق التعبير عنها في الكونجرس، فهي تقول إن الولايات المتحدة «يجب أن تعمل من أجل منع التدمير غير المشروع لمنازل مدنيين في أي مكان من العالم، كما يجب أن تمنع استخدام أعتدة أمريكية الصنع في مثل هذه الممارسة التدميرية».

*كاتب ومحلل سياسي أمريكي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى