ترجمات أجنبية

موقع «ڤوكس» – بقلم كاميرون بيترز –  شرح بإيجاز ما يريد بايدن فعله بشأن الهجرة

 موقع «ڤوكس» الإخباري الأمريكي –   بقلم كاميرون بيترز  – 16/1/2021      

ستشمل خطة الهجرة الخاصة بايدن طريقًا إلى الجنسية. لكنها قد تواجه مستقبلا غامضا في الكونجرس.

خطة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، لإصلاح نظام الهجرة تشمل مسارًا يُمهد لمنح المهاجرين الجنسية الأمريكية. إلا أن هذه الخطة ربما تُواجه مستقبلًا غامضًا داخل أروقة الكونجرس.

ساعات تفصلنا عن تولِّي جو بايدن زمام السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، وينتظره عديدٌ من الملفات الشائكة من بينها ملف الهجرة. وحول هذا الموضوع، أعدَّ كاميرون بيترز، كاتب مقيم في واشنطن ويُغطي شؤون السياسات لموقع «ڤوكس» الإخباري الأمريكي، تقريرًا نشره الموقع الأمريكي، سلَّط فيه الضوء على رؤية بايدن لإصلاح نظام الهجرة في الولايات المتحدة، لا سيما الحزمة التشريعية التي تُرسل رسائل إيجابية للمهاجرين واللاجئين مفادها أن زمن الانتهاكات التي تعرضوا لها في عهد إدارة ترامب قد ولَّى وانتهى.

طريقة الحصول على الجنسية الأمريكية

في البداية، يستشهد الكاتب بما ذكرته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ينوي، بعد وقت قصير من توليه منصبه رئيسًا للبلاد، تقديم حزمة شاملة من الإصلاحات على نظام الهجرة والتي تشمل مسارًا يُمهد الطريق أمام أكثر من 11 مليون مهاجر غير شرعي للحصول على الجنسية الأمريكية.

يقول الكاتب: إن مشروع القانون المقترح يُقدِّم حتى الآن الصورة الأوضح لرؤية بايدن وأجندته بشأن نظام الهجرة، وهو ما استبشر به الناشطون في مجال الهجرة وجماعات الدفاع عن المهاجرين خيرًا. ومن بين إصلاحات بايدن على نظام الهجرة وفي صميمها نجد مسارًا يمتد لثماني سنوات من أجل الحصول على الجنسية الأمريكية: إذ يصبح المهاجرون أهلًا لمنحهم الوضع القانوني للإقامة الدائمة (جرين كارد) بعد خمس سنوات، وبعد ذلك بثلاث سنوات يمكنهم الحصول على الجنسية الأمريكية.

الطريقة الأكثر ذكاءً وإنسانية

وأوضح الكاتب أنه يحق لمجموعات محددة، مثل الحالمين (الذين دخلوا إلى أمريكا بطريقة غير شرعية عندما كانوا أطفالًا) والمستفيدين من برنامج وضع الحماية المؤقتة (TPS) والعمال الأساسيين، الحصول على الجنسية الأمريكية عبر مسار أكثر سهولة. وقد استعرضت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي المنتخب، هذه التغييرات، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من خطة بايدن خلال مقابلة أجرتها معها هذا الأسبوع الصحافية إيليا كالديرون، التي تعمل لصالح شبكة «يونيفزيون» الأمريكية. وبحسب صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية التي نشرت مقابلة كالديرون، وصفت هاريس حزمة الإصلاحات المقترحة بأنها «طريقة أكثر ذكاءً وأكثر إنسانية للتعامل مع قضايا الهجرة».

وأشار الكاتب إلى أن بايدن وكامالا التقيا يوم الخميس بعدد من الناشطين في مجال الهجرة والمدافعين عن حقوق المهاجرين لمناقشة رؤيتهم الخاصة بنظام الهجرة. وقد حضر هذا الاجتماع هيكتور سانشيز باربا، رئيس منظمة «مي فاميليا فوتا»، والذي تحدث إلى صحيفة «بوليتيكو» قائلًا إن خطة بايدن «من أكثر الأجندات الجريئة التي رأيتها بشأن إصلاح نظام الهجرة، وليس فيما يخص الحزمة التشريعية فحسب، ولكن فيما يتعلق بالأوامر التنفيذية أيضًا».

انتصارٌ تشريعيٌّ

ولم يُكشَف عن تفاصيل خطة بايدن – هاريس إلا عندما أعلن نواب الحزب الديمقراطي في الكونجرس الأمريكي تدابيرهم الخاصة لإصلاح نظام الهجرة – بحسب الكاتب – خلال مؤتمر صحفي عُقِد يوم الجمعة، إذ قدَّم كلٌ من جواكين كاسترو، نائب عن ولاية تكساس، وأليكس باديلا، السيناتور المعين الذي سيحل محل كامالا هاريس عن ولاية كاليفورنيا في مجلس الشيوخ الأمريكي بعد أدائها اليمين الدستورية بصفتها نائبة للرئيس الأمريكي في 20 يناير (كانون الثاني)، تفصيلًا لخطة ترمي إلى وضع مسار عاجل يقضي بحصول العمال غير النظاميين في الخطوط الأمامية لمكافحة جائحة كوفيد-19 على الجنسية الأمريكية.

وفي يوم 12 الشهر الجاري، كتب باديلا، السكرتير السابق لولاية كاليفورنيا، على «تويتر» قائلًا: «لقد واجه العمال الأساسيون غير النظامين ظروفًا قاسية في المزارع وداخِل مصانع تعبئة اللحوم، إلى جانب أنهم استقلُّوا الحافلات لتنظيف المنازل والمكاتب ومرافق الرعاية الطبية. لقد حان الوقت لتأمين طريق هؤلاء الأفراد الأساسيين في المجتمع من أجل الحصول على الجنسية الأمريكية في مشروع قانون كوفيد-19 المقترح».

وافترض الكاتب أنه إذا أقر الكونجرس مشروع القانون المقترح، فإن خطة بايدن المقترحة واقتراحات كلٍّ من كاسترو وباديلا ستُعد انتصارات تشريعية كبيرة. وتقول صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إن خطة بايدن-هاريس المقترحة ستكون بمثابة «الحزمة الإصلاحية الأكثر شمولًا واتساعًا التي تطبق على نظام الهجرة منذ قانون الرئيس الأمريكي رونالد ريجان لإصلاح نظام الهجرة والسيطرة عليها لعام 1986، والذي وفَّر وضعًا قانونيًّا لإقامة ثلاثة ملايين شخص كانوا يعيشون في البلاد من دون وثائق».

بعض العراقيل

ويستدرك الكاتب قائلًا: لكن على الرغم من حماسة بعض أعضاء الكونجرس وتشجيعهم لبايدن على اتخاذ خطوات جريئة حيال هذه المسألة تحت مظلة مشروع القانون المقترح، الذي أشارت إليه «لوس أنجلوس تايمز»، كان هناك أعضاء آخرون داخل الكونجرس أكثر حذرًا. إذ تحدث السيناتور الديمقراطي، ديك دوربين، إلى صحيفة «بوليتيكو» قائلًا: «أنا لا أستبعد سَنَّ مشروع قانون هجرة أشمل، لكني أريد أن نمضى في هذا المسار بحذر ودون تسرُّع. ولا أريد أن نتصرَّف بثقة مفرطة. وأريد أن ندرك أن دعم الحزبين لإصلاح نظام الهجرة مُهم من أجل الانتصار في هذا الشأن داخل مجلس الشيوخ».

ويُبرز الكاتب أن دوربين، الذي سيُطلق عليه لقب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الجديد بنسبة 50-50 بين الحزبين بعدما أصبحت كامالا هاريس صاحبة الصوت الفاصل في 20 يناير، هو العضو الديمقراطي الثاني في مجلس الشيوخ ومن المقرر أن يترأس دوربين اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ بمجرد تحقيق الديمقراطيين للأغلبية.

اختلاف جذري

وبغض النظر عن الاحتمالات التي قد تتعرض لها خطة بايدن الأكثر شمولًا بشأن قضية الهجرة في الكونجرس، يُخطط الرئيس المنتخب تنفيذ رؤية لنظام الهجرة تختلف اختلافًا جذريًّا عن رؤية سلفه، عندما يتولى رئاسة الولايات المتحدة في 20 يناير. وأمضى ترامب، الذي تعهَّد أمام حشدٍ من أنصاره في عام 2016 ببناء جدار فاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك على أن تدفع المكسيك ثمنه (لم تدفع المكسيك شيئًا)، سنوات ولايته الأربعة في تنفيذ أجندة متشددة بشأن الهجرة إلى الولايات المتحدة، والتي أدَّت إلى الحد كثيرًا من أعداد المهاجرين، وهي الإجراءات التي أشرف عليها ستيفن ميللر، كبير مستشاري ترامب لشؤون الهجرة، الذي تربطه علاقات وطيدة بالجماعات التي تنادي بسيادة البيض.

وفي المقابل – حسبما يستطرد الكاتب – ستعمل رؤية بايدن على وقف بناء الجدار الحدودي، وإلغاء حظر السفر الذي فرضه ترامب على الدول ذات الأغلبية المسلمة، إلى جانب زيادة سقف العدد السنوي للاجئين في الولايات المتحدة إلى 125 ألف لاجئ، مقارنةً بالعدد السنوي الذي فرضه ترامب والبالغ 15 ألفًا. وذكرت وكالة رويترز أن بايدن أشار أيضًا إلى نيته لإيقاف العمل بسياسة ترامب التي تقضي ببقاء المهاجرين واللاجئين في المكسيك على الحدود الجنوبية، بالإضافة إلى تمديد وضع الحماية المؤقتة للاجئين الفنزويليين في الولايات المتحدة.

تحولات سياسية مهمة

ويُضيف الكاتب أن بايدن وعَد بعودة العمل ببرنامج الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة (DACA)، الذي أنشِئ لأول مرة خلال إدارة أوباما، وقال إنه سيطلب من الكونجرس أن يظل العمل بهذا البرنامج قائمًا. وقد حاول ترامب إيقاف برنامج (DACA) الذي يحمي حوالي 700 ألف مهاجر معروفين باسم «الحالمون»، خلال العام الأول من ولايته، لكن المحكمة العليا حظرت العمل بالبرنامج في يونيو (حزيران) 2020. 

وخلُص الكاتب إلى أن، وبحسب ما نشرته نيكول ناريا في موقع «ڤوكس» في أغسطس (آب) من العام الماضي، اختيارات بايدن لإدارة وكالات الهجرة الأمريكية الرئيسة قد يؤدي أيضًا إلى بعض التحولات السياسية المهمة. إذ قالت: «إن بايدن اقترح بعض الوسائل التي سيحاول من خلالها تغيير أسلوب وكالات الهجرة وثقافتهم. وسيركِّز على الترحيل في حالة المهاجرين الذين يشكلون تهديدًا للأمن القومي والأمن العام، وهو ما يعتمد في تحديده إلى حد كبير على التقدير الفردي لموظفي وكالات الهجرة».

وتابعت نيكول قائلة: «إن بايدن سيطوِّر من أساليب مساءلة وكالات الهجرة مثل إدارة الجمارك وحماية الحدود ووكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة، (خطته غير محددة بشأن الشكل الذي ستبدو عليه هذه المساءلة). ويدعو بايدن إلى إنهاء مراكز الاحتجاز التي شهدت بعض الانتهاكات الصارخة بحق المهاجرين في السنوات الأخيرة. إلى جانب سعيه إلى جعل محاكم الهجرة أكثر استقلالية عن وزارة العدل».

هل تظل أمريكا متمسكة بالقيم الإنسانية حقًّا؟

وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن بايدن أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أنه اختار أليخاندرو مايوركاس وزيرًا للأمن الداخلي. وإذا تأكد تعيين مايوركاس، الذي شغل منصب نائب وزير الأمن الوطني خلال إدارة أوباما، فإنه سيدخل التاريخ بوصفه أول مهاجر وأول أمريكي من أصل إسباني يشغل منصب وزير الأمن الداخلي في الولايات المتحدة.

ويشير الكاتب إلى ما كتبه مايوركاس على منصة «تويتر» بعد إعلان اختياره للمنصب في يوم 23 نوفمبر، قائلًا: «عندما كنتُ صغيرًا جدًّا، وفَّرت الولايات المتحدة لي ولعائلتي مأوى نلوذ به. والآن، يرشحني رئيس البلاد لمنصب وزير الأمن الداخلي والإشراف على حماية الأمريكيين كافة وهؤلاء الذين يفرون من الاضطهاد بحثًا عن حياة أفضل لأنفسهم ولذويهم وأحبائهم».

وفي ختام تقريره، يرى الكاتب أن تغريدة مايوركاس تؤكد أيضًا التغير اللوني الكبير الذي ستجلبه إدارة بايدن على قضايا الهجرة، حتى بما يتخطى تفصيلات السياسة. ويرى دعاة إصلاح نظام الهجرة أن حزمة الهجرة الشاملة سترسل رسالة أكثر وضوحًا إلى الجميع.

وفي هذا الصدد، صرَّح راؤول رويز، رئيس كتلة الكونجرس من الأعضاء ذوي الأصول الإسبانية، لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز» قائلًا: «أعتقد أن الأمة الأمريكية تعرضت لصدمة. ونحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على تغيير القصة التي عشناها حتى نتعافى من هذه الصدمة، ونحن بحاجة كذلك إلى أن ننطلق لبناء الثقة بين المجتمعات والتخفيف من حدة الخطاب البغيض الذي نشرته إدارة ترامب. ولنُظهر حقًّا – ليس لأنفسنا فحسب بل للعالم بأسره – أن الولايات المتحدة ما زالت رائعة بحق وستظل متمسكة بالقيم الإنسانية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى