أقلام وأراء

موقع المونيتور – بقلم أحمد ملحم – القائمة المشتركة تطمح إلى الفوز بـ15 مقعداً في الكنيست بالانتخابات المقبلة لإقصاء نتنياهو

موقع المونيتور –  بقلم أحمد ملحم 26/12/2019  

تسعى القائمة العربيّة المشتركة إلى رفع عدد مقاعدها في الكنيست الإسرائيليّ خلال الانتخابات المقبلة في آذار/مارس من عام 2020، من خلال زيادة نسبة التصويت لها من قبل المجتمع العربيّ في إسرائيل، بغية توجيه ضربة قاضية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تمنعه من تشكيل الحكومة.

باتت إسرائيل على موعد مع انتخابات برلمانيّة جديدة في 2 آذار/مارس من عام 2020، ستكون الثالثة في أقلّ من عام، بعدما صادقت الهيئة العامّة للكنيست، فجر 12 كانون الأوّل/ديسمبر على حلّ نفسها.

وأجرت إسرائيل الانتخابات في نيسان/إبريل من عام 2019، لكنّ بنيامين نتنياهو فشل في تشكيل الحكومة، الأمر الذي دفع بالكنيست إلى حلّ نفسه والتوجّه إلى انتخابات ثانية في أيلول/سبتمبر من عام 2019، فشل في ضوء نتائجها نتنياهو وزعيم حزب “أزرق – أبيض” بيني غانتس بتشكيل الحكومة، ليقرّر الكنيست حلّ نفسه والذهاب إلى انتخابات ثالثة في آذار/مارس من عام 2020.

تبدو الأحزاب العربيّة أكثر المستفيدين من أزمة تشكيل الحكومة في اسرائيل، فقد خاضت الأحزاب العربّية انتخابات نيسان/إبريل 2019 في قائمتين منفصلتين، وفي الانتخابات الثانية في أيلول/سبتمبر 2019 خاضت الاحزاب الانتخابات بشكل موحّد بالقائمة المشتركة، حصلت على 13 مقعداً وأصبحت القوّة الثالثة في الكنيست. والآن، تأمل القائمة المشتركة في الانتخابات المقررة في 2 آذار/مارس 2020 بالفوز بمقعدين اضافيين على اقل تقدير.

لقد رفع النوّاب العرب هذا الهدف مباشرة في اليوم الذي حلّ الكنيست فيه نفسه (12 كانون الأوّل/ديسمبر)، حين التقطوا داخل قاعة الكنيست صورة جماعيّة لهم، وهم يرفعون العدد 15، في إشارة إلى عدد المقاعد التي سيحصلون عليها في الانتخابات المقبلة، إذ نشر النائب أسامة سعدي الصورة في صفحته الرسميّة على “فيسبوك”. وكذلك، النائب أحمد طيبي في حسابه على “تويتر”.

وقال أسامة سعدي من “الجبهة العربيّة للتغيير” لـ”المونيتور”: إنّ الذهاب إلى انتخابات ثالثة، يدلّ على عمق الأزمة السياسيّة في إسرائيل بسبب نتنياهو، الذي يسعى إلى إنقاذ نفسه من خطر السجن الذي يتهدّده بشكل فعليّ بعد قرار المستشار القضائيّ للحكومة الإسرائيليّة تقديم لوائح اتّهام ضدّه، إذ يريد نتنياهو الوصول إلى رئاسة الحكومة من خلال تأمين أصوات 61 عضواً في الكنيست لكي لا تتمّ ملاحقته.

أضاف: “إنّ نتنياهو لن ينجح في تشكيل الحكومة المقبلة، ونحن كقائمة مشتركة نريد أن نوجّه إليه الضربة القاضية وننهي حياته السياسيّة من خلال زيادة وزننا في انتخابات الكنيست المقبلة والفوز بأكثر من 15 مقعداً، لأنّه كان الأكثر تحريضاً ضدّ العرب خلال السنوات الماضية”.

وكانت القائمة المشتركة حصدت في انتخابات أيلول/سبتمبر على 13 مقعداً في الكنيست من خلال نصف مليون صوت، بعد أن وصلت نسبة التصويت في المجتمع العربيّ إلى 60 في المئة، بعد أن رفعت إسقاط نتنياهو كهدف في الدعاية الانتخابيّة، واستخدمته لحثّ الجماهير على التصويت يوم الانتخابات (17 أيلول/سبتمبر)، وهو الأمر الذي ساهم في رفع نسبة التصويت.

تعوّل القائمة المشتركة، التي تشكّلت للمرّة الأولى في عام 2015 من 4 أحزاب، هي: الجبهة الديمقراطيّة للسلام والمساواة، الحركة الإسلاميّة، الجبهة العربيّة للتغيير، والتجمّع الوطنيّ الديموقراطيّ، على جملة عوامل لرفع مقاعدها.

وقال سعدي: “إنّ أقوى أوراقنا، أنّنا سنخوض الانتخابات موحّدين، فهذا الأمر سيرفع ثقة الجمهور بنا، إضافة إلى رغبة الجمهور في توجيه ضربة قاضية لنتنياهو ردّاً على تحريضه الدائم علينا”.

أضاف: “لقد عملنا على الكثير من الملفّات الحسّاسة للجماهير العربيّة، كالتصدّي لتفشّي جرائم العنف والقتل في الوسط العربيّ واتّساع عمليّات هدم المنازل في البلدات العربيّة”.

وعن واقعيّة القائمة وقدرتها على حصد 15 مقعداً، قال سعدي: “إذا نجحنا في رفع نسبة التصويت بالوسط العربيّ إلى 75 في المئة، فهذا يمنحنا 17 – 18 مقعداً في الكنيست، عندئذ نتنياهو لن يصل إلى الحكم، وستتحوّل المشتركة إلى لاعب أساسيّ في الخريطة السياسيّة بإسرائيل”.

أضاف: “إنّ هدفنا الواقعيّ هو الحصول على 15 أو 16 مقعداً، أيّ وصول عدد المصوّتين للقائمة إلى 600 ألف صوت بزيادة عن الانتخابات الماضية بمقدار 100 ألف صوت”.

وتستعدّ المشتركة في الأيّام المقبلة لتشكيل طواقم عمل من أجل استخلاص العبر من الانتخابات الماضية ووضع خطّة عمل لتنفيذها خلال الفترة المقبلة وبرنامج انتخابيّ يحظى بتأييد الجماهير وبرنامج عمل للوصول إلى الجماهير في كلّ قرية وبلدة ومدينة.

وقال سعدي: “يجب التواصل مع كلّ الجماهير العربيّة لإقناعها وتشجيعها على ضرورة التصويت في الانتخابات، حتّى نتمكّن من تحقيق أهداف عدّة، أهمّها إسقاط نتنياهو، وأن نكون قوّة مؤثّرة في الكنيست، والعمل على حلّ القضايا الشائكة في الوسط العربيّ، كهدم المنازل والعنف والجريمة والفقر”.

وأظهر أحدث استطلاع للرأي العام أجرته هيئة البثّ الإسرائيليّ في 15 كانون الأوّل/ديسمبر، حفاظ القائمة المشتركة على 13 مقعداً وعدم قدرة حزبيّ الليكود وأزرق- أبيض على تشكيل ائتلاف حكوميّ، وتفضيل 54 في المئة من المستطلعين تشكيل حكومة برئاسة غانتس بتأييد من القائمة المشتركة على الذهاب إلى جولة ثالثة من الانتخابات.

بدورها، قالت النائب في الكنيست عايدة توما خلال حديث لـ”المونيتور”: “إنّ هناك زيادة في نسبة رضى الجمهور على القائمة المشتركة، بعد أن رأى قدرتنا على التأثير على الساحة السياسيّة في إسرائيل. ولذلك، نعتقد أن الجمهور سيدعمنا بشكل أقوى في الانتخابات المقبلة لحسم معركة الإطاحة بائتلاف اليمين الاستيطانيّ ممثّلاً بنتنياهو”.

وأشارت عايدة توما إلى أنّ القائمة ستركّز في حملتها على نقاط القوّة التي تجلّت في عملها، ومن ضمنها تصدّيها للعنف والجريمة في المجتمع العربيّ ونجاحها في استصدار قرار من الكنيست قبل حلّه بتجميد العمل بقانون كمينتس الخاص بهدم المنازل العربيّة، إلى جانب وضع استراتيجيّة عمل مكثّفة تركّز على الفئات التي كانت نسبة التصويت فيها قليلة لرفعها مثل الشباب والنساء، وكذلك على بعض المناطق الجغرافيّة ذات المشاركة المنخفضة في التصويت، مثل منطقة النقب.

لقد سعت القائمة المشتركة إلى إسقاط نتنياهو بعد انتخابات أيلول/سبتمبر بتوصية الرئيس الإسرائيليّ رؤوفين ريفلين في 22 أيلول/سبتمبر، بتكليف غانتس بتشكيل الحكومة. وإذا ما استطاعت القائمة حصد 15 مقعداً أو أكثر في الانتخابات المقبلة، فستلعب دوراً حاسماً في منع نتنياهو من تشكيل الحكومة الإسرائيليّة.

* أحمد ملحم صحفيٌ ومصورٌ فلسطيني مقيم في رام الله، ويعمل لحساب صحيفة الوطن وعدد من وسائل الاعلام العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى