ترجمات عبرية

منتدى السياسة الاسرائيلي – عرض كتاب – بقلم شاؤول ارئيلي – شريك وخطة

منتدى السياسة الاسرائيلي – عرض كتاب –  بقلم  شاؤول ارئيلي –  31/5/2020

رؤيا السلام للرئيس ترامب مقابل بديل الدولتين “.

صدرت “رؤيا السلام” للرئيس الامريكي دونالد ترامب في كانون الثاني 2020، بعد أن بلورها على مدى ثلاث سنوات الطاقم الامريكي لشؤون المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين برئاسة جارد كوشنير.

ان “رؤيا السلام” هي اعلان نوايا وخطة أساسية، لتسوية النزاع الاسرائيلي – ا لفلسطيني، بمشاركة دول عربية وبقيادة الولايات المتحدة. اساسها، تنفيذ حل الدولتين، اسرائيل وفلسطين، من خلال تبني الرواية الاسرائيلية، اعطاء اولوية عليا للمواقف الاسرائيلية بالنسبة للامن، القدس، المستوطنات واللاجئين في ظل منح تفسير مختلف عما هو دارج لقرار مجلس الامن 242 وبالتعارض مع قرارات اخرى لمجلس الامن والجمعية العمومية للامم المتحدة، وبالتجاهل التام لانجازات المفاوضات السابقة والنقاط التي انتهت اليها.

تعرض الرؤيا المباديء التالية:

في مسألة الحدود:

لن تكون لفلسطين حدود مع دول مجاورة (مصر من الغرب والاردن من الشرق). تكون اراضيها محوطة بارض سيادية اسرائيلية، فيما تكون مسافة الحدود بينهما 1.700 كيلو متر.

في الاراضي الفلسطينية يكون 17 جيب اسرائيلي فيها 16.500 اسرائيلي يتمتعون بـ 130 كيلو متر من الطرقات الخاصة تربطهم بالمناطق المضمومة الاخرى.

في الاراضي الاسرائيلية يكون 43 جيب فلسطيني مع 106 الاف نسمة.

تبادل الاراضي يكون بنسبة 1:2.13 في صالح اسرائيل، ويتضمن نقل 250 الف مواطن اسرائيلي عربي مع بلداتهم الى سيادة فلسطينية.  

الضفة الغربية تربط بقطاع غزة من خلال رواق بري.

في مسألة الامن:

لاسرائيل ستكون صلاحيات أمنية تفوق فلسطين التي ستكون مجردة من السلاح من الجيش والسلاح الثقيل.

اسرائيل تتحمل المسؤولية الامنية في الجيوب الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية وفي الجيوب الفلسطينية في الاراضي الاسرائيلية، مثلما في المحاور المؤدية اليها.

اسرائيل تتحكم بالحدود الخارجية لفلسطين وبكل معابر حدودها، بالمجال الجوي، بالمجال البحري وبالمدى الالكترو- مغناطيسي.

العائق الامني يفكك ويبنى عائق جديد أربعة اضعاف طوله بموجة الحدود الجديدة.

في مسألة القدس:

القدس الموحدة تبقى كلها بسيادة اسرائيل، بما فيها البلدة القديمة والحرم (93 في المئة من المساحة الحالية للمدينة) باستثناء الاحياء التي توجد خارج العائق الامني.

تكون حرية عبادة وحرية وصول الى الاماكن المقدسة تحت المسؤولية الامنية الاسرائيلية.

العاصمة الفلسطينية تتشكل من ثلاث وحدات جغرافية منفصلة الواحدة علن الاخرى، وكلها خارج المجال المحدد من قبل العالم العربي والاسلامي كـ “القدس” (اورشليم التاريخية).

في مسألة اللاجئين:

لا يسمح للاجئين الفلسطينيين بالعودة الى اسرائيل.

يكون لاسرائيل حق فيتو حول هوية اللاجئين الذين يسمح لهم بالاستقرار في فلسطين.

مسألة السكن والتعويضات تعالجها آلية دولية.

تقام آلية دولية منفصلة لتسوية التعويضات لليهود اللاجئين من الدول العربية.

ردود الافعال:

اسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي كان شريكا مركزيا في بلورة الخطة، باركت بالانجاز. فضلا عن ذلك، الاقلية المصممة من مؤيدي الضم احادي الجانب رأوا فيها تأكيدا لفرضيتهم بان ولاية الرئيس ترامب تشكل فرصة تاريخية لتنفيذ رؤياهم، قد لا تتكرر.

الفلسطينيون، برئاسة محمود عباس، الذين اقصوا عن المسيرة في بدايتها وامتنعوا عن التعاون مع الطاقم الامريكي حين دعوا الى ذلك، رفضوا المبادرة رفضا باتا.

رد فعل العالم العربي والاسرة الدولية تراوح بين عدم الالتزام (“سندرس ونرى”)، وبين الرفض الرقيق (التمسك بمبادرة السلام العربية) وبين الرفض التام والاسناد للموقف الفلسطيني.

في السطر الاخير: فشلت المبادرة في اختبار القدرة على خلق شريك فلسطيني و/ أو عربي آخر.

يظهر هذا البحث بان:

“رؤيا السلام” تستخدم بالفعل معظم الاصطلاحات التي سادت في المسيرة السياسية التي سبقتها – دولتان، عاصمة فلسطينية في القدس، تبادل للاراضي، تواصل اقليمي، تجريد وما شابه – ولكنها تمنح كل واحدة من هذه الاصطلاحات مضامين تتعرض مع كل ما بحثت فيه الاطراف واتفقت عليه وكذا الاسرة الدولية وبرئاسة الولايات المتحدة، قبل  ذلك.

المقاييس التي تنطبق على القرارات الدولية، التي وجهت خطة الاطراف وتم تغييرها تغييرا تاما مع اطلاق “رؤيا السلام”  هي:

الحدود على اساس خطوط 67 وتبادل الاراضي بنسبة 1:1.

في الامن، دولة فلسطينية مجردة وترتيبات امنية واسعة.

في القدس، اقامة عاصمتين على اساس التوزيع الديمغرافي وترتيبات خاصة في الاماكن المقدسة.

في مسألة اللاجئين، عودة اللاجئين الى دولة فلسطين، اعطاء تعويضات وترتيبات اخرى.

تنعدم عن “رؤيا السلام” الاحتمالية العملية لتحققها سواء من الناحية الاقليمية، ام من الناحية العملية ومن الناحية الاقتصادية. وهي تمس بتواصل الدولة افلسطينية ولا تسمح بوجود نسيج حياة السكان في جوانب القانون والنظام، الاقتصاد والمجتمع؛وهي تستعبد الجيش الاسرائيلي ودولة اسرائيل لاحتياجات الامن الجاري في كل المجال الفلسطيني تمس بالمواثيق الدولية في كل ما يتعلق بحقوق الملكية، حرية الحركة وغيرها.

يدل الموقف الفلسطيني الذي جاء ردا على نشر “رؤيا السلام” على أنه لا يوجد ولن يكون في المدى المنظور للعيان شريك فلسطيني او عربي لاسئناف المفاوضات مع اسرائيل والتوقيع على تسوية دائمة، الا على اساس التفسير الدارج لقرارات الامم المتحدة والمفاوضات السابقة.

البديل:

يعرض في هذا البحث بديل عن رؤيا السلام، يقوم على اساس القرارات الدولية وعلى المباديء التي وجهت خطى الاطراف في المفاوضات السابقة.  

أساسه:

تبادل للاراضي بنحو 4 في المئة بنسبة 1:1، يسمح ببقاء 80 في المئة من الاسرائيليين الذين يسكنون خلف الخط الاخضر في سيادة اسرائيل، وذلك دون المس بالتواصل الفلسطيني وبنسيج السكان على الجانبين.

دولة فلسطينية مجردة مع ترتيبات أمن متبادلة واقليمية واسعة ومفصلة توازن بين احتياجات الامن لاسرائيل وبين احترام السيادة الفلسطينية.

عاصمة فلسطينية في شرقي القدس في بديلين اساسيين: إما التقسيم او “المدينة المفتوحة”.

حل مسألة اللاجئين وفقا لمباديء الرئيس كلينتون في العام 2000.

هناك من يرى في المبادرة اساسا أوليا للمفاوضات. مجرد فشلها في خلق شريك فلسطيني يدل على أن الحق مع الاخرين، الذين يرون فيها تسويغا امريكيا للوضع القائم بل ولخطوات ضم اجزاء من  الضفة الغربية. تعزيز لهذا الموقف يأتي سواء من تشكيل فريق اسرائيلي – امريكي مشترك “فريق السيادة” لترسيم الضم، والذي بدأ عمله عشية جولة الانتخابات الثالثة في اسرائيل، ام من وضع موضوع الضم كطلب مركزي من نتنياهو في مفاوضات الاتفاق على تشكيل الحكومة.

يعرض هذا البحث التطورات المحتملة في عملية الضم من طرف واحد، والتي بدايتها ضم جزء من المناطق ج ونهايتها المحتملة فرض القانون الاسرائيلي على عموم الضفة الغربية. يحلل البحث العوامل التي قد تؤدي  الى هذه النتيجة، نقاط الخروج الاسرائيلية المحتملة من عملية الضم والسيناريوهات المتطرفة للمسيرة، ونتائجها الخطيرة على امن، اقتصاد، صورة، هوية، قيم ونظام دولة اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى