ترجمات أجنبية

معهد واشنطن – ذي هيل- سايمون هندرسون – ترامب يدرس القيام بدور بارز في الحدث المثير لأسعار النفط بين السعودية وروسيا .

معهد واشنطن –  “ذي هيل” – سايمون هندرسون – 6/4/2020

يمكن أن تكون حرب أسعار النفط بين روسيا والمملكة العربية السعودية، والتي بدأت قبل أربعة أسابيع، فيلم إثارة متعدد الأجزاء على الإنترنت من النوع الذي لجأ إليه الكثير منا في هذه الأيام من العزلة الاجتماعية. لكن هذه “الحرب” حقيقة واقعة. وتسعى كل دولة للحفاظ على حصة مهيمنة في السوق فيما هو في الأساس لعبة خداع.

ومثل أي عرض تلفزيوني يمكن مشاهدته بشكل خاص، فإن الشخصيات الرئيسية هي العمود الفقري للمسلسل: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقابل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ولم يلعب الرئيس ترامب بعد دوراً قيادياً، ولكن من المرجح أن يتغير ذلك هذا الأسبوع، ربما نتيجة لانخفاض آخر في أسعار النفط على الرغم من التعافي الجزئي الأسبوع الماضي.

على أي حال، كان سعر النفط ضعيفاً حتى قبل جائحة كورونا، نتيجة لزيادة الإمدادات، من بينها النفط الصخري الأمريكي والتحول الملحوظ من النفط إلى المصادر الأخرى من الطاقة الخضراء. وشكلت أزمة الصحة العامة العالمية ضربة قوية للاقتصاد العالمي – فإذا لا يعمل الناس ولا يقودون السيارات فذلك يعني أقل طلباً على النفط. وتشير التوقعات الحالية إلى أنه بدلاً من حاجة العالم إلى حوالي 100 مليون برميل يومياً، سيحتاج هذا العام 80 مليوناً فقط أو حتى 70 مليوناً.

وتدور حرب الأسعار حول من يمكنه البقاء لفترة أطول أثناء بيع النفط بثمن بخس – وبتكلفة زهيدة لدرجة أنه بالكاد يكون مربحاً. ويتمتع النفط السعودي ببعض من أقل تكاليف الإنتاج في العالم، لكن المملكة تحتاج إلى سعر مرتفع لتلبية متطلبات ميزانيتها، وهو ما يمثل مشكلة أقل بالنسبة لروسيا. لقد شحذت الرياض الميزانيات، لكن هذا يعني أيضاً تأخير خطة محمد بن سلمان للتحول الاقتصادي المعروفة بـ «الرؤية 2030».

في نهاية الأسبوع الماضي، كانت هناك مدخلات لخط المؤامرة الدرامي. فقد تم تأجيل اجتماع افتراضي كان قد تم التخطيط له في البداية ليوم السادس من نيسان/ابريل لمناقشة تخفيضات الإنتاج حتى 9 نيسان/أبريل – وحتى ربما الموافقة عليها أيضاً. ولكن لا يوجد أي إشارة إلى حسن النية.

وبعد أن ألقى الرئيس بوتين باللوم على السعودية في حرب الأسعار يوم الجمعة، وصف وزير خارجية المملكة، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، تعليقات الزعيم الروسي بأنها “عارية من الصحة جملة وتفصيلاً”. وفي اليوم التالي قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، إن تصريحات نظيره الروسي ألكسندر نوفاك “خاطئة بشكل مطلق وتتعارض مع الواقع”.

وبوقوفه موقف المتفرج، قال الرئيس ترامب يوم السبت كنتُ “ضد أوبك [بقيادة السعودية] طوال حياتي”. وحول إمكانية فرض رسوم جمركية على واردات النفط الروسية والسعودية لحماية منتجي النفط الأمريكيين، أضاف: “سأفعل ما عليّ فعله”. وكانت تعليقاته غامضة في أحسن الأحوال، مما يوحي ربما أنه غاضب من موقف كل من موسكو والرياض.

وحتى وقت كتابة هذه السطور، نحن بانتظار رد روسيا على الإهانات الكلامية للرياض.

إن الدراما التلفزيونية لا تصلح لمعضلات السياسة، ولكن ربما يجب على المتابعين المتحمسين للتطورات هذا الأسبوع أن يتذكّروا أن حلم السياسة الأمريكية في العقود القليلة الماضية هو أن تكون مستقلة عن الطاقة. إنه طموح وُلِد من تجربة مؤلمة.

*سايمون هندرسون هو زميل “بيكر” ومدير “برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة” في معهد واشنطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى