ترجمات عبرية

معهد بيغن – السادات– بقلم د. دورون مصا – غزة وليس بيروت ..!

نظرة من معهد بيغن – السادات– بقلم د. دورون مصا – 15/8/2021

” حتى لو كان حزب الله مسؤولا عن اطلاق النار الاخير على الجليل فان حماس هي المسؤولة عن تسخين جنوب لبنان كجزء من محاولتها توسيع ساحة عملها الجغرافية الى الدول العربية المجاورة. على اسرائيل أن تقرر معادلة جديدة مفادها انعدام الهدوء في الشمال يستجاب بانعدام الهدوء في قطاع غزة “.

       بعد سنوات طويلة من الهدوء، تسخن حدود لبنان. تقف اسرائيل امام منزلق سلس من شأنه أن يورطها في مواجهة مع الجهة التي ليست بالذات مسؤولة بشكل مباشر عن تسخين الجبهة. فرشقة النار الاخيرة نحو الشمال وان كان نفذها حزب الله الا انه كان ردا على الهجوم الواسع لسلاح الجو في جنوب لبنان (5 آب) كرد على ثلاثة احداث متراكمة من اطلاق الصواريخ نحو الجليل. 

       حتى لو كان الرد الاسرائيلي هو العمل الصحيح فانه ليس في المكان الصحيح. وبالاساس ليس موجها نحو الجهات الصحيحة. فمن وقف خلف اطلاق الصواريخ الذي تم لاول مرة في اثناء حملة “حارس الاسوار” هي جهات فلسطينية، وتحديدا – خلايا حماس في جنوب لبنان. يدل هذا الموضوع على تغيير عميق يجري في المفهوم الارهابي للمنظمة، والتي لاول مرة منذ قيامها توسع نشاطها الارهابي الى خارج الساحة الجغرافية المحلية نحو اراضي الدولة العربية المجاورة، مثل نشاط م.ت.ف في الستينيات والسبعينيات.

       ينبع هذا الميل من سببين، الاول هو سبب عملياتي. منذ حرب غزة في شهر ايار 2021 تجد حماس صعوبة في انتاج نشاط ارهابي تجاه اسرائيل من اراضي القطاع في الاشكال المعروفة للبالونات المتفجرة والنار الصاروخية التي من شأنها أن تكشفها لرد فعل اسرائيلي ومما يخرب على اعمار القطاع. اما نقل ساحة القتال الى لبنان فيمنح حماس نوعا من “القبة الحديدية” ضد رد فعل اسرائيلي.

       السبب الثاني هو سبب استراتيجي. منذ حملة “حارس الاسوار” تبنت حماس مفهوما يسعى الى اخراج النزاع من السياق المحلي الى السياق الواسع لمواجهة اقليمية تقف فيها الحركة كحجر زاوية في منظومة “المقاومة” في الشرق الاوسط كله بل وتخوضه باسم رموز فوق وطنية مثل الكفاح في سبيل القدس.

       هذا تطور خطير يدل على تغييرات في فكر المقاومة لدى حماس، فما بالك في المعطيات الحالية لتفكك الدولة اللبنانية وضعف مراكز القوة المركزية هناك. 

       هذا الواقع يجعل لبنان ساحة فوضى مثلما اصبحت عليه سوريا قبل نحو عقد، ويخلق شروطا على الارض تسمح لحماس في السير خطوة  الى الامام في تحقيق “المنطق في توسيع النشاط العملياتي والاستراتيجي لها الى ما وراء الساحة الغزية. 

       صحيح أنه ليس واضحا بعد مدى توجيه محافل القطاع لنشاط خلايا النار من لبنان، ولكن الانطباع هو انه سيصعب على اسرائيل، ولا سيما في مرآة الواقع الناشئة في هذه الدولة قطع عملية تسخين الجبهة من خلال مراسلة عسكرية وسياسية مع حزب الله وحكومة لبنان. فهما ذات صلة اقل. 

       العنوان الحقيقي لادارة الحدث هو بالذات منظمة حماس، وتلك التي في قطاع غزة. من خلالها يمكن الامساك بخيطان الدمية التي توجد اذرعها في لبنان ايضا. في هذا الجانب مطلوب من اسرائيل ان تثبت معادلة جديدة تقضي بان غياب الهدوء في الشمال سيجاب بانعدام الهدوء في القطاع. هناك يوجد مركز الاعصاب السياسي، الاجتماعي والعملياتي لحماس. 

       كل منطق آخر يقوم على اساس ردود فعل غير فاعلة وغير مركزة في اراضي لبنان، والتي تستهدف “الاشارة” لمن على اي حال ليس قادرا على العمل في الظروف الراهنة السائدة في هذه الدولة، فانه سيكون  وصفة  مؤكدة  لتحويل  شمال الدولة الى ساحة المواجهة الدامية التالية.  

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى