ترجمات عبرية

معهد القدس للاستراتيجيا والأمن: الطريق إلى وقف النووي الإيراني يمر عبر تدمير مخازن الصواريخ في لبنان

معهد القدس للاستراتيجيا والأمن 2023-04-20، بقلم: إفرايم عنبار: الطريق إلى وقف النووي الإيراني يمر عبر تدمير مخازن الصواريخ في لبنان

القذائف الصاروخية، التي أُطلقت على إسرائيل، من لبنان في “الفصح” هي من عمل المحور الإيراني، على الرغم من أن “حزب الله” لم يتحمل المسؤولية عن الحادث. لا شك في أن “حزب الله” يريد تعويد إسرائيل على “سقوط صواريخ” من جانب التنظيمات الفلسطينية في جنوب لبنان، ما يسمح له بهامش من الإنكار ويمنع تصعيداً لا ترغب إيران فيه في هذا الوقت، في الوقت الذي تتقدم فيه بسرعة نحو القنبلة النووية.

يدخل إطلاق الصواريخ في إطار الاستراتيجيا الإيرانية التي تهدف إلى إحاطة إسرائيل بـ”حلقة من نيران الصواريخ” من أجل تنغيص حياة مواطنيها. وفي طهران، يعتقدون أن نقطة الضعف الإسرائيلية هي الجبهة المدنية والضغط الدائم عليها سيؤدي إلى انهيار الدولة الصهيونية. والهدف من تهديد الصواريخ أيضا ردع إسرائيل عن التحرك ضد البرنامج النووي الإيراني. ومن المحتمل أن الخلاف في إسرائيل بشأن الإصلاحات القضائية أدى إلى تآكل الردع الإسرائيلي وأثر في التقدير الاستراتيجي لأعدائنا المتعلق بتصميم إسرائيل، وفي التوقيت الأخير لإطلاق الصواريخ من لبنان ومن غزة.

زوّدت إيران “حزب الله” بأكثر من 100 ألف صاروخ يغطي كل الأراضي الإسرائيلية. ومن الواضح للجميع أن هذه “الصواريخ لن تصدأ”، ومن المعقول الافتراض بأن مساعي إيران لتحسين هذا المخزون من الصواريخ حقق نجاحاً جزئياً (أيضاً مخزون الصواريخ في غزة كبر وتطور مع مرور الوقت).

إحدى العقبات التي يجب إزالتها قبل معالجة الموضوع النووي الإيراني هو تهديد الصواريخ التي يملكها “حزب الله” والقادرة على إلحاق ضرر هائل بإسرائيل. وبعكس الوضع في غزة، الرد على ضخامة التهديد الذي يشكله “حزب الله” ليس من خلال المبارزة بين هذه الصواريخ وبين منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية. ومن الواضح للجميع أن معالجة مخزون الصواريخ في لبنان يتطلب أيضاً عملية برية واسعة النطاق.

ومن أجل هذا الغرض، يتعين على الجيش الإسرائيلي الإعداد لحرب وقائية في الشمال للقضاء على التهديد الذي تشكله هذه الصواريخ على المنشآت الاستراتيجية في الدولة قبل معالجة النووي الإيراني. ويجب أن يتوجه النشاط العسكري والدبلوماسي الإسرائيلي، اليوم، نحو القضاء على تهديد الصواريخ في الشمال. وهذا هو الهدف المؤقت على طريق القضاء على البرنامج النووي الإيراني.

غزو لبنان من أجل تنظيف جارتنا في الشمال من الصواريخ يتطلب إعداداً دقيقاً. تدريبات الجيش في الشمال وكذلك التدريبات التي قام بها الجيش الإسرائيلي في جبال قبرص تدل على وجود تحضير لسيناريو لبناني. ولقد أشار وزير الدفاع السابق، بني غانتس، إلى ذلك في الأيام الأخيرة. ويجب على الجيش التركيز على هذه المهمة.

إسرائيل، التي خاضت حروباً في الماضي (في 1956، و1967، و1982، و2006)، ونفذت عمليات واسعة النطاق تعرف أن كل حرب تتطلب مصادر للشرعية من الداخل ومن المجتمع الدولي (بالأساس من الولايات المتحدة). يجب أن نبني أجواء مريحة لعملية إسرائيلية في لبنان في أقرب وقت. انزلاق لبنان إلى الفوضى والهجمات الصاروخية من جنوبه فرصة لخلق فهم لحاجة إسرائيل للقيام بعمل ما. يجب أن نربط بصورة وثيقة لبنان و”حزب الله” في الوعي الدولي والإسرائيلي بالعدائية الإيرانية.

إن تقدم إيران السريع نحو القنبلة وصورتها كحليفة لروسيا التي تحارب في أوكرانيا يمكن أن يسمحا لها بحرية عمل أكبر إزاء إسرائيل.

وإذا حدث تآكل بالفعل في الردع الإسرائيلي (من الصعب قياس الردع) فإن السبيل المضمون لتعزيزه هو من خلال استخدام القوة بصورة فعالة. والذي يبني الردع هو إظهار الاستعداد لاستخدام قوة الجيش الإسرائيلي والاستعداد لتحمل الخسائر.

المحافظة على مكانة إسرائيل الإقليمية تفرض استخدام القوة العسكرية ضد ذراع إيران. إن الدول العربية المعتدلة خصوصاً تلك التي وقعت اتفاقات أبراهام تتابع باهتمام السلوك الإسرائيلي. وفي غياب تحرك إسرائيلي حازم وناجع فإن حلفاء إسرائيل في المنطقة الذين يتخوفون من انسحاب أميركي من المنطقة ويخافون من العدائية الإيرانية سيعتقدون أن إسرائيل هي دعامة من قصب لا يمكن الاعتماد عليها، وحينها سيتقربون من إيران. ولقد ألمحت السعودية إلى هذا التوجه عندما استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.

الوقت الذي ستقرر فيه إسرائيل العمل وحدها دفاعاً من أجل أمنها بقواها الذاتية يقترب. ويبدو أن الطريق لمنع إيران نووية ومنع الانتشار النووي الخطير في المنطقة يمر على ما يبدو عبر القضاء على تهديد الصواريخ من لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى