ترجمات أجنبية

“معهد الشرق الأوسط”- بقلم مايكل آيزنشتات- الأيّام الـ 200 الأولى لولاية بايدن : الأجندة الأمنية

معهد واشنطن- “معهد الشرق الأوسط”-بقلم مايكل آيزنشتات * – 20/1/2021

مقالات وشهادة

سوف تتلخص العديد من الجهود الأمنية المبكرة للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط في إدارة الأزمات، لكن أطر العمل الجديدة مثل “اتفاقيات إبراهيم” قد توفر فرصاً لمعالجة المشكلات طويلة المدى.

قد يميل فريق الأمن القومي لإدارة بايدن إلى التركيز على الاختبارات المبكرة المُحتمَلة التي قد تصدر عن الخصوم الأجانب، وإلى المسائل العاجلة التي تتطلّب اهتماماً فورياً، و”المكاسب السريعة” المُحتمَلة مثل تعزيز «خطة العمل الشاملة المشتركة»، مع إيران وإطالتها، والبناء على “اتفاقيات إبراهيم” وتوسيع نطاقها، وتعزيز عملية المصالحة لدول «مجلس التعاون الخليجي». وبالتأكيد، يجب أن تقوم الإدارة الأمريكية الجديدة بجميع هذه الخطوات، لكن في الأيّام الـ 200 الأولى لها، تحتاج أيضاً إلى إعادة التفكير بشكل أساسي في الطرق التي تستطيع الولايات المتحدة من خلالها أن تعزّز مصالحها في منطقةٍ معرّضة للصراعات تقع على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، بينما توجّه اهتمامها بشكل متزايد إلى منطقة المحيطَين الهندي والهادئ وأجزاء أخرى من العالم.

ولا يمكن “حلّ” أكثر المشاكل الشائكة في الشرق الأوسط، على الأقلّ في الوقت الحالي؛ فالأزمات تحتاج إلى “إدارة”. وقد يفتقر السعي لتجميد النزاعات أو تأدية دور المُفسِد، إلى الجاذبية لدى صانعي السياسات الأمريكيين الذين اعتادوا تأدية دور صانعي السلام الإقليمي أو دور المُهيمِن، لكن هذه المقاربات السياسية البديلة يمكن أن توقف الكوارث الإنسانية وتحرم الخصوم من الانتصار. وفي كثير من الحالات، سيكون ذلك جيداً بما فيه الكفاية. وعلى الولايات المتحدة أن تصبح أكثر مهارة في الاستخدام المحدود للقوّة في ظروف بعيدة عن ظروف الحرب؛ وسيظلّ ذلك، للأسف، ضرورياً في الشرق الأوسط. إن صناع السياسات بحاجة إلى مفردات ونماذج عقلية أكثر ملاءمة لنهج “عبر، ومع، ومن خلال” ولعمليات تُشنّ في المنطقة الرمادية من أجل تعزيز المصالح الأمريكية بواسطة بصمة قوة خفيفة، وبطرق تعزّز الدبلوماسية ولكنّها لا تزعج الجمهور المُنهك من الحرب في الوطن الأم. وبالمثل يحتاجون إلى إعادة التفكير في كيفية تدريّب الولايات المتحدة للجيوش الأجنبية، من أجل بناء قوات شريكة قادرة على تحمّل نصيبها من عبء الدفاع. وتحتاج الولايات المتحدة إلى إطلاق “مشروع مانهاتن” للدفاع الصاروخي لتطوير وسائل لهزيمة القدرة الرئيسسة غير المتكافئة التي يمتلكها خصوم الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

إنّ جذور العديد من النزاعات في المنطقة بنيوية وثقافية، على غرار: تضخّم الأعداد الكبيرة من الشباب؛ والتحضّر السريع؛ والتسلسلات الهرمية الجنسانية المتطرّفة؛ ونماذج الحكم المدمِّرة؛ وثقافات الشرف المعرّضة للصراعات؛ والعصبيات المشحونة. وتشكّل جميع هذه النزاعات عوامل خطر لانعدام الاستقرار، والعنف، وفشل الدولة، التي تتفاعل في كثير من الأحيان بطرق خفية وضارة، وتتفاقم بسبب الضغوط مثل تغيّر المناخ والتدهور البيئي. وستتطلّب معالجة هذه التحديات التي تلوح في الأفق مقاربة طويلة الأجل تتجاوز مجموعة أدوات السياسات التقليدية. ومع ذلك، قد تقدّم “اتفاقيات إبراهيم” خطوة أولى نحو نوع الشراكات الإقليمية والعالمية اللازمة لإدارة الصراعات الحالية في الشرق الأوسط بشكل أفضل ومعالجة تحديات الأمن المائي والغذائي، والصحة العامة، والمناخ في المستقبل. فلنشمّر عن ساعدَينا!

*مايكل آيزنشتات هو زميل “كاهن” ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن. وقد نُشر هذا المقال في الأصل كجزء من سلسلة “معهد الشرق الأوسط” حول الأيام الـ 200 الأولى لبايدن. كما يستعرض أيضاً المذكرة الانتقالية للمؤلف لعام 2021 حول الموقف العسكري للولايات المتحدة في المنطقة، والتي سيتم نشرها قريباً من قبل معهد واشنطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى