#ترجمات عبريةشؤون إسرائيلية

معهد السياسة والاستراتيجية IPS – المصاعب التي تواجه “إسرائيل” والعديد من التهديدات والتي توجد في طور التغيير والتشكل

معهد السياسة والاستراتيجية IPSبقلم فريق المعهد برئاسة اللواء احتياط عاموس جلعاد –  16/7/2021 

أعد  طاقم من معهد الدرسات الاستراتيجية (IPS) برئاسة اللواء أحتياط عاموس يادلين تقرير عن المصاعب التي تواجه “إسرائيل” والعديد من التهديدات والتي توجد في طور التغيير والتشكل والتي تمثل أمكانات قابلة للأنفجار علي مدي زمني متغير ومتعدد.

في غزة بدأت بذور أندلاع مواجهة جديدة قادمة بالأشتعال ويرجع ذلك الي كون الدمج بين ما يبدو متصورا كردع غير كاف قبالة حماس في أعقاب عملية “حارس الأسوار” والصعوبة في العودة الي الظروف التي سبقت العملية بالمجال المدني ” مشارع بني أنسانية والمساعدات القطرية في دفع رواتب موظفي حماس) وسياسة اسرائيلي المصممة علي الرد بشكل غير معياري ومتناسب للعمليات المنطلقة من القطاع.

في المقابل “إسرائيل” موجودة الأن علي مسار المواجهة مع إيران علي ضوء أستمرار التجاذبات والأحتكاك في الساحة البحرية وتصميم إيران بجهودها في التمحور ووضع موطئ قدم لها في المنطقة وتشكيل تهديدات من خلال إيحائها وتقديم المساعدة بمناطق وحلبات أخري مثال العراق واليمن . من هذا المنطلق في الآونة أعلنت المليشيا الشيعية ” كتائب حزب الله” في العراق أنها جزء من المعادلة المعادية ل”إسرائيل”.

في هذه المرحلة ، خلال أجراء المباحثات المتعثرة في فيينا والخاصة بقضية البرنامج النووي الإيران يبدو أن الولايات المتحدة والدول العظمي تعود مرة أخري وتكرر الأخطاء التي وقعت بالسنوات التي سبقت الاتفاق النووي والذي في إطارة يسمح لإيران بالأستمرار في توسيع المشروع النووي بالتوازي مع المباحثات والأستفادة من التقدم التكنولوجي في الميدان من أجل أنتزاع إنجازات أخري في إطار المباحثات .

في هذا الإطار تقترب إيران من الوصول الي أنجاز نووي حيث توجد علي شفا أنجاز نووي قد يسبب المشاكل حيث تحتفظ إيران بقرابة 110 كيلو جرام من اليورانيوم المخصب الي نسبة 20% ( من بين 230 كيلو جرام المطلوبة لصناعة القنبلة النووية) في هذا الجانب حذر وزير الخارجية الأمريكي بلينكن من أقتراب إيران من النقطة التي يكون من الصعب جدا العودة الي الاتفاق النووي وذلك لأن أجهزة الطرد المركزي والتخصيب في مرحلة تقدم ووتيرة التخصيب عالية وهي تقرب إيران بشكل خطير من الوصول الي لقدرات تطوير قنبلة نووية.

في لبنان التسارع واضح بمسار تفكك لبنان حيث أن المعطيات السلبية القاحلة بمجال الأقتصاد والفساد والأزمة السياسية المستمر والغير قابل للحل يمكن ترجمتها الي غياب الإدارة وعدم القدرة علي العمل ، وأنهيار للنظام والضرر الكبير الذي لحق بمستوي المعيشة للمواطنين اللبنانيين. وهناك أزمة طاقة شديدة تتجلى بالطوابير الطويلة أمام محطات الوقود وفي أنقطاع التيار الكهربائي على مدار الساعة ونقص بالمنتجات الأساسية وبالأدوية وارتفاع حاد في خط الفقر وأتساع دائرة الأسر المنكوبة الموجودة علي أبواب مجاعة كل ذلك جزء من الظواهر التي تقود الي تفكك الإطار الذي يشكل الدولة .

يوجد لتفكك الدولة اللبنانية آثار أمنية علي “إسرائيل” حزب الله هو الهيئة الأكثر تنظيما في لبنان والوحيد الذي يتمتع بدعم دولة أقليمية وهي إيران . لذلك في الظروف الأخذة بالتدهور قد يقوم حزب الله بتشديد قبضتة علي لبنان وعلي وجهة الخصوص في جنوب لبنان علي المدي المتوسط وإيران قد تقوم بتثبيت تواجدها في الدولة من خلال تدفق المساعدات الإنسانية السريعة وتقديم بأمداد لبنان بالنفط ومن المتوقع أن يقوم كلا من إيران وحزب الله بإستغلال الوضع ايضا من أجل أن يستمر علي ما هو عليه ، ويمكن أن يقوما بتسريع مشاريع بناء قوة حزب الله العسكرية من خلال التركيز علي أنتاج الصواريخ ذات القدرة علي إصابة الهدف بدقة داخل “إسرائيل”.

في ظل وجود الأزمة اللبنانية بالفعل سيتوجب علي حزب الله التركيز على التحديات الداخلية بلبنان بشكل سيفرض عليه قيود بكل ما يتعلق بالمواجهة الممكنة مع “إسرائيل” . مع ذلك سيظهر حزب اللح حساسية شديدة لإمكانية أن تقوم “إسرائيل” بمحاولة إستغلال الوضع بلبنان وتقوم بضر ب قدرات حزب الله العسكرية . في ظل وجود تلك الظروف ستزداد خيارات التصعيد في أعقاب قيام “إسرائيل” بعمليات أحباط وقوع أحداث وربما في حال كان المجهود الإسرائيلي صغير .

من المرجح أن يقود القلق العميق من الوضع الكارثي الذي يوجد به لبنان الي خلق منظومة دعم وزيادة وتيرة الدعم للجيش اللبناني من قبل المؤسسات الدولية والذي ينظر اليه ” الجيش اللبناني ” بأنه المؤسسة الوحيدة التي تمثل تكوين الدولة بكافة طوائفها والذي يمكن أن يكون بديلا مستقبليا عن حزب الله . بالإضافة من المتوقع أن تقل بشكل كبير التفهم الدولي لأي ضرر قد يلحق بالبنية التحتية لدولة لبنان في حال إندلاع حرب مستقبلية بين “إسرائيل” وحزب الله .

التوصيات المقدمة الي “إسرائيل”

في الآونة الحالية من الأفضل ل”إسرائيل” التركيز على البرنامج النووي الإيراني والتهديد القادم من الشمال . وعدم الانجرار الي حرب في غزة في توقيت غير مثالي.

يجب على “إسرائيل” أن تستعد لسيناريو انهيار المفاوضات في فيينا حتى لو كانت ضمن احتمالات منخفضة في هذه المرحلة والاستعداد لمعركة واسعة سياسية وغيرها من أجل وقف التقدم التكنولوجي الإيراني بالمجال النووي. وذلك ، علي أساس تنسيق وثيق مع الولايات المتحدة وإدارة بايدن مع إيجاد كافة قنوات الإتصال والتعاون المشترك الراهن قبالتها بالمجالات السياسية والعسكرية والعملياتية .

في ها الإطار يتوجب علي “إسرائيل” أن تطلب من الساحة الدولية أن تشترط أستمرار المباحثات مع إيران في فيينا بوقف تقدمها التكنولوجي بمجال السلاح النووي ومن الولايات المتحدة بالعودة ووضع التهديد العسكري كخيار أمام إيران وأن توضح لها الولايات المتحدة أن جميع الخيارات موجودة علي الطاولة ( أخر من أستخدم هذه الصيغة هو الرئيس الأمريكي السابق أوباما” .

يتطلب من “إسرائيل” في المجال العسكري الأمني التالي:

أ‌. بناء قدرات عسكرية يمكنها توجيه ضربة مفاجئة ومتعددة الأبعاد علي الذراع العسكري لحماس في التوقيت والمكان الذي تختارة. والأنجاز المطلوب بهذه الخطوة هو توجيه ضربة قاسية يتردد صداها بالمنطقة وتعمل علي ردع المحور المقاوم وتبقي آثارها محفورة في الوعي العربي وتعمل علي ترميم حالة الردع الإسرائيلي المتهالك أمام حماس. وتعمل علي إحباط التهديد المتصاعد الذي تضعه حركة حماس في مناطق الضفة الغربية علي السلطة الفلسطينية .

ب‌. تطوير أدوات وأستراتيجية ذكية أمام الأحتكاك والتجاذب المتصاعد والمتوقع مع إيران بشكل قد يقود الي تقليص قدر الإمكان الصراع علي الساحات التي يوجد ل”إسرائيل” بها تفوق .

ت‌. تركيز الجهود نحو التهديد المتزايد لتعاظم والمتغير من قبل حزب الله وعلي وجه الخصوص بمجال الصواريخ الدقيقة .

ث‌. الأخذ بعين الأعتبار أن تـاثير الردع المتجسد بالأضرار بالبني التحتية في لبنان خلال وقوع مواجهة واسعة مع حزب الله موجود في حالة انهيار . عدم التسامح الدولي المتوقع في حال سيناريو قيام “إسرائيل” بالأضرار بالبني التحتية في لبنان يتطلب دراسة وإعادة النظر لفكرة إحداث دمار في لبنان في إطار الحرب المستقبلية.

ج‌. يجب علي “إسرائيل” أن تعمل قبالة الساحة الدولية لضمان والتأكد من عدم تزويد سلاح هجومي متطور الي جيش لبنان والذي قد يصل الي يد حزب الله والذي سيشكل تهديدا لجنود “الجيش الإسرائيلي” حال نشوء سيناريو تصعيد .

خلاصة القول يتطلب من “إسرائيل” أن تعمل وفق سلم الأولويات والجدول الزمني المعد له مسبقا وبعناية من أجل خلق ردود فعالة قبالة التهديدات المحيطة والمتغيرة حولها . . التعامل والتصرف الإسرائيلي يجب أن يؤكد بأن “إسرائيل” يمكنها تركيز جهد فوري قبالة الحلة الدولية بمجال البرنامج النووي الإيراني والعمل علي وضع جدول زمني منضبط لحالة التجاذب وفق الأبعاد العسكرية وفق التوقيت والمكان الذي ستقررة هي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى