#ترجمات عبرية

معهد الامن القومي الاسرائيلي: اندماج حماس مع محور إيران حزب الله: وقائع وتبعات

معهد الامن القومي الاسرائيلي 2023-04-18، بقلم: أودي ديكل: اندماج حماس مع محور إيران حزب الله: وقائع وتبعات

سبب التصعيد في الساحة الفلسطينية في فترة عيد الفصح وفي شهر رمضان 2023 كان المواجهات التي حدثت في 5 نيسان بين شرطة الاحتلال والشباب الفلسطينيين العنيفين في المسجد الأقصى والصور القاسية التي نشرت في الشبكات الاجتماعية والإخلاء القسري للشباب.

رد “المقاومة” الفلسطينية كان صلية من 34 صاروخاً أطلقت في اليوم التالي من جنوب لبنان، وهذا هو الإطلاق الأكبر منذ حرب لبنان الثانية.

في موازاة ذلك أطلقت صواريخ من قطاع غزة ووقعت “أعمال إرهابية” على الشوارع في يهودا والسامرة.

حماس باركت إطلاق الصواريخ من مناطق سيطرة حزب الله في جنوب لبنان، في حين أن حزب الله نفسه قال إن الإطلاق نفذ دون معرفته وأيضا عبر عن دعمه لها.

في منتصف شهر آذار، قبل هذه الأحداث، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس والمسؤول عن الضفة الغربية، صالح العاروري، حذر إسرائيل مما ينتظرها في شهر رمضان، وأشار إلى أنه سيحدث تصعيد سيشمل هجوماً من لبنان. وقد تم إعداد منظومة إطلاق صواريخ حماس في لبنان في وقت لاحق في انتظار ساعة الإطلاق.

اقتحام اليهود للحرم في شهر رمضان والمواجهات بين الشرطة والمصلين المسلمين في المسجد الأقصى هي دائما شرارة العمل وتوحيد الصفوف الإسلامية ضد سياسة إسرائيل في أكثر الأماكن حساسية من ناحية دينية ووطنية.

خلافاً للادعاء الذي يقول إن حزب الله لم يكن مشاركاً في قرار حماس إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان نحو شمال إسرائيل، تبرز عدة وقائع، منها أنه من غير المحتمل أن يكون حزب الله على علم بنصب منصات لإطلاق الصواريخ في جنوب لبنان وإخفائها، وفي السياق نفسه يصعب الافتراض بأن حماس عملت بشكل مستقل في المنطقة دون مصادقة حزب الله ودون معرفته؛ هكذا فإن وكالات الإعلام الخبيرة بالشؤون الإيرانية نشرت أن إيران وحزب الله عرفا مسبقاً عن نية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، وحتى تم إعطاء تعهد مسبق من حزب الله بالسماح بإطلاق الصواريخ من المنطقة في حالة “تدنيس” المسجد الأقصى من قبل إسرائيل.

موقع أخبار لبناني كشف أن قائد قوة القدس، إسماعيل قاءاني، التقى في السفارة الإيرانية في بيروت في 6 نيسان في المساء الذي أعقب إطلاق الصواريخ من لبنان نحو شمال إسرائيل، مع رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، ومع نائبه صالح العاروري ومع شخصيات رفيعة في الجهاد الإسلامي وجهات لبنانية مقربة من حزب الله. وتمت الإشارة أيضا إلى أن الطرفين أقاما معاً وجبة إفطار، وأن المأدبة تحولت إلى غرفة عمليات مشتركة من أجل تنسيق نشاطات أخرى.

بعد يومين التقى رئيس حزب الله، حسن نصر الله، مع وفد لحماس برئاسة رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية.

في الموقع الرسمي لحزب الله نشر أن الطرفين ناقشا التطورات الأخيرة المتعلقة بالساحة الفلسطينية، من بينها الأحداث في الحرم. يصعب التخمين بأن هذه اللقاءات كانت ستجري لو أن حماس انحرفت عن قواعد اللعب التي تم تنسيقها بين أعضائها وبين حزب الله.

المنطق المنظم لتطور الحدث متعدد الجبهات، “الإرهاب” والعنف في القدس، “الإرهاب” ضد المفترقات، وضد الاسرائيليين والمستوطنين، إطلاق الصواريخ وصواريخ الكتف ضد الطائرات من قطاع غزة، صلية صواريخ من جنوب لبنان، إطلاق صواريخ من هضبة الجولان – كل ذلك هو اندماج المحاور: محور المقاومة الفلسطينية الذي تقوده حماس والجهاد الإسلامي، ومحور إيران – حزب الله. هذا الاندماج له عدة أسس. 1- حزب الله يقدر أنه يمكن توسيع معادلة القوة أمام إسرائيل بوساطة وضع قواعد لعب جديدة على الحدود الشمالية من تحت مستوى التصعيد لحرب، طالما أنه يشغل امتدادات فلسطينية. 2- حزب الله وإيران يقدرون أنه يمكن العمل بهذا الاتجاه على قاعدة أن إسرائيل غير قادرة على شن حرب في كل الساحات في نفس الوقت بسبب عدم تقدير قوة إسرائيل، لا سيما إزاء ما يحدث في ساحتها الداخلية: انقسام الشعب، ظاهرة رفض الخدمة (عدم التطوع) وتآكل صورة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من زعيم قوي ومستقر إلى زعيم ضعيف لا يسيطر على حكومته. 3- التطلع إلى جباية ثمن من إسرائيل مقابل استمرار هجمات الطائرات بدون طيار ضد أهداف محور إيران – حزب الله في سورية، لا سيما بعد قتل ضابطين من حرس الثورة الإيراني ومقاتلين من حزب الله وتصفية قائد رفيع من الجهاد الإسلامي في سورية. 4- وقف عملية التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي، وفي المقابل تقدم التطبيع الموازي بين إيران وتابعتها سورية وبين العالم العربي؛ 5- خوف الإدارة الأميركية من احتمالية مواجهة في الشرق الأوسط، لا سيما في موازاة الحرب المتواصلة في أوكرانيا، والتوتر المتزايد بينها وبين الحكومة اليمينية في إسرائيل.

إنجازات حماس في جولة التصعيد حتى الآن لا بأس بها. حماس استغلت أحداث الحرم من أجل زيادة دراماتيكية في حجم العمليات والسيطرة بشكل كامل على الأجندة الفلسطينية والإقليمية.

وفي نفس الوقت جسدت عدم أهمية السلطة الفلسطينية. رغم لقاءات القمة التي عقدت مؤخراً في العقبة وفي شرم الشيخ بهدف تنسيق الخطوات التي تمنع التصعيد.

نجاح حماس في إطلاق الصواريخ من لبنان نحو إسرائيل يرفع أسهمها ودعمها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مقابل التآكل المستمر في مكانة التيار الرئيس، حركة فتح، الذي بقي مخلصاً لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

هكذا، برعاية حزب الله، تعزز حماس قوتها في ساحة أخرى إضافة إلى الساحة التي توجد في قطاع غزة.

المبادر وقائد التصعيد المسلح ضد إسرائيل في الفترة الأخيرة هو صالح العاروري، المرتبط وحتى المتماهي مع محور إيران – حزب الله في لبنان.

ارتفاع مكانته يحدث في موازاة تعزز معسكر حماس المؤيد لتوجه إيران، أمام معسكر يحيى السنوار، رئيس حماس في القطاع، الذي يؤيد الارتكاز على العلاقات مع مصر، وأمام قيادة حماس في الخارج، التي لها توجه قطري.

تقارب حماس والجهاد الإسلامي مع محور إيران – حزب الله يأخذ وزناً أكبر على ضوء التوجهات الإقليمية: تقارب بين إيران والسعودية بوساطة الصين، التي كما يبدو ستؤدي إلى إنهاء الحرب مع الحوثيين في اليمن؛ تحسن العلاقات بين السعودية ومصر وبين نظام الأسد، الذي يتوقع أن يقود إلى عودة سورية إلى صفوف الجامعة العربية في المؤتمر الذي سيتم عقده في الرياض في أيار القادم. التحديات التي توجد أمام العلاقات بين إسرائيل وبين الأردن ومصر في أعقاب سياسة حكومة إسرائيل في الساحة الفلسطينية.

خلاصة وتوصيات

التصعيد متعدد الساحات يجسد اندماج محور المقاومة الفلسطينية الذي يستند إلى حماس والجهاد الإسلامي مع محور إيران – حزب الله الذي يحاول السيطرة على النضال الفلسطيني ضد إسرائيل، طبقاً لاحتياجاته، وفي نفس الوقت يوسع حجم رده على هجمات إسرائيل ضد أهداف إيرانية وأهداف لحزب الله في سورية بوساطة تشجيع وزيادة الإرهاب الفلسطيني (توحيد الساحات وتهريب السلاح والأموال)، للعمل ضدها. وبخصوص توقيت التصعيد فهذا يرتبط بعلاقة وطيدة مع الأزمة الداخلية الإسرائيلية ويعكس جرأة كبيرة لأعدائها ومحاولة من ناحيتهم لفحص هل ضعفت حصانتها وسنحت فرصة لتغيير قواعد اللعب أمامها.

اندماج المحاور له أهداف مشتركة وهي: 1- تثبيت إسرائيل في حدودها عن طريق زيادة عدم الاستقرار الأمني والإرهاب على أراضيها من أجل السماح باستمرار ترسخ محور إيران – حزب الله في المنطقة الشمالية وحتى إزالة عوائق من طريق إيران نحو الذرة، دون خوف حقيقي من محاولة إسرائيلية لوقفها. 2- تعزيز الذراع العسكرية لحماس، الموجود في لبنان، وإقامة بنية تحتية إرهابية برعاية مظلة الردع لحزب الله من أجل القيام بعمليات إرهابية في القدس وفي إسرائيل وفي الضفة الغربية وأيضاً من جنوب لبنان وأن تتفوق على قيادة حماس في القطاع برئاسة يحيى السنوار، التي تركز على ترميم القطاع والتي هي خاضعة لنفوذ مصر. 3- تسريع انتهاء عهد السلطة الفلسطينية بالصيغة الحالية. 4- إثارة العرب مواطني إسرائيل حول سلوك حكومة إسرائيل في الحرم من أجل إشعال الشارع العربي في إسرائيل. 5- المس بعملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية وإحداث شرخ في اتفاقات السلام بينها وبين الأردن ومصر.

إذا تواصل اتباع سياسة الرد والاستيعاب من جانب حكومة إسرائيل سيواصل أعداؤها محاولة إملاء قواعد اللعب.

إذا لم يتم كبح عملاء الفوضى في صفوف الحكومة الإسرائيلية واستمروا في إشعال المواجهات في الحرم وفي الساحة الفلسطينية، هذا بموازاة مواصلة الصراعات الداخلية حول الديمقراطية، فمن شأن المحور الشيعي أن يسيطر على محور المقاومة الفلسطينية وأن يقود خطوات استفزازية ومتحدية مندمجة ضد إسرائيل.

بناء على ذلك فإن الحكومة الإسرائيلية مطلوب منها تقليل الاستقطاب والتوتر في المجتمع الإسرائيلي، الذي يفسر من قبل أعداء إسرائيل بأنها تضعف قدرتها على مواجهتهم في كل الساحات.

في نفس الوقت يجب على إسرائيل خفض التوتر في الساحة الفلسطينية والتمسك بالوضع الراهن في الحرم حسب القرار الذي اتخذ في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان ومحاولة تعزيز السلطة الفلسطينية والتنسيق الأمني معها. هكذا يمكن لإسرائيل التركيز على ثلاثة مجالات وهي: ترميم قواعد اللعب مع حزب الله في لبنان وإعادة فحص “معادلة الردع المتبادلة” التي تمنع إسرائيل من العمل أيضا ضد البنى التحتية الإرهابية لحماس في لبنان؛ ولوقف إيران في الطريق نحو القنبلة النووية والتركيز على الساحة الشمالية وبذل الجهود للسيطرة على الساحة الفلسطينية؛ وإضعاف المكانة الآخذة في التعزز لحماس في الساحة الفلسطينية.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى