أقلام وأراء

معركة حكومة الإرهاب الإسرائيلية ضد رمزية “منزل صالحية”

حسن عصفور

حسن عصفور 19-1-2022

بعد 48 ساعة من تراجع حكومة “الإرهاب” في تل أبيب، عن هدم منزل “صالحية” في الشيخ جراح بالقدس، ذهبت فجرا للقيام بما لم تتمكن منه، لهدم ذلك المنزل، الذي بات خلال أيام قليلة “رمزا” للتصدي والصمود الفعلي، وليس ذلك المسمى القديم الذي ساد في لغتنا…

بات الانتقام من المنزل عملية مركبة، هدما لترسيخ الفكر التهويدي للتطهير العرقي، وهدما لمعلم ترسخ خلال ساعات في الذهن الكفاحي الوطني والشعبي فلسطينيا ومحيطا، ما سيكون طاقة فعل لتطوير أشكال المواجهة مع عدو قومي، يمارس كل المبيقات خارج القانون الإنساني…

عندما أعلن محمود صالحية بفخر وفرح، أنه فرض على قوات جيش التطهير العرقي، التراجع بعدما نصب اسطوانات غاز استعداد للتفجير الجمعي، منزلا وسكانا، شكل ذلك المشهد حالة من الفخر المقاوم الذي أصاب “الغطرسة الاحتلالية”، ما كان لها ان تسمح لها بالاستمرار، خاصة بعدما غابت أي حملة مساندة للعائلة وصمودها، سوى بعض من يساريين إسرائيليين.

حالة منزل “صالحية”، جسدت جوهر المعركة على الرمزية في القدس ومكانتها، بين التطهير العرقي العنصري والتحدي السكاني الفلسطيني (السكاني لأنهم من تحدوا في غياب كلي للرسمية الفلسطينية وفصائل الكلام الثوري)، معركة ما كان لحكومة الإرهاب ان تتعامل مع “الحدث الصالحي” كأنه خبر إعلامي، كما هو حال المكونات الفلسطينية (حكما ومنظمات)، فكان الهدم الخيار الذي يجب أن تقوم به كسرا لشوكة أي نمو مقاوم.

معركة “الحدث الصالحي”، بداية لما سيكون لاحقا ضد أحياء الشيخ جراح وسلوان، وبعض أطراف المدينة المقدسة وطنيا فلسطينيا، بالتزامن مع ما سمي خطة تطوير البراق لتعزيز البعد التهويدي في المدينة والمكان، والتي مرت بهدوء غريب، وصمت كأن الذي حدث لا يمس أقدس مقدسات الفلسطيني، دينا ورمزا وعاصمة.

ويبدو أن سلطة الإرهاب في تل أبيب استغلت الصمت المطلق على تعزيز البعد التهويدي في البراق، فكان قوة دفع لتنفيذ خطتها لهدم منزل صالحية أيضا.

ما حدث فجر يوم الأربعاء 19 يناير 2022، تاريخ جديد من معارك المواجهة، والتي بكل حسرة وطنية خسرها الفلسطيني لصالح العنصري اليهودي، وسيبقى يوما يعاد سنويا التذكير به كما يحدث مع مجازر وجرائم حرب هي الأعلى المرتكبة من دولة تعتقد أنها “صانعة القانون الدولي”، وليست فقط فوقه.

هدم منزل صالحية، رسالة سياسية من حكومة (الثنائي ونصف – بنيت – لابيد وعباس) بأن القدس خارج كل الحسابات القادمة، وعمليا أخرجتها من دائرة “الحل الممكن”، وما سيكون “قدس يهودية ” وبقايا خارجها للمحميات الفلسطينية.

هدم منزل رمزي في القدس، وصمة عار وطني لكل مكونات الرسمية والفصائل التي نامت عن “الحدث الصالحي”، وكأنهم أهل كهف قالوا لمحمود إذهب أنت وعائلتك فقاتلوا، فنحن مشغولون بغير ما تريد!

تمكنت دولة التطهير العرقي العنصري من كسر شوكة عائلة صنعت حدثا…ولكن دوما نعيد ترديد مقولة الخالد الشهيد المؤسس ياسر عرفات، أن طائر الفينيق الفلسطيني باق..ويا شعب لن تهزك ضربة عدو ووكسة حكام وتوابع!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى