ترجمات عبرية

معاريف – يورام دوري يكتب – خطوتان الى الامام

معاريف– بقلم  يورام دوري – 24/3/2021

فوق كل شيء وقبل كل شيء، على الحكومة الجديدة ان تتعلم قليلا من ادارة بايدن: اقل ما يكون من البلاغات للصحافة واكثر ما يكون من الفعل، اقل ما يكون من التهجمات على الفئات الجماهيرية هذه او تلك واكثر ما يكون من العناق “.

في اثناء كتابة هذه السطور فان نتائج الانتخابات ليست معروفة بعد، ولكن ما هو معروف هو المسائل التي يتوجب على الحكومة القادمة أن تتصدى لها؛ كل حكومة. لقد تغير عالمنا في السنة الاخيرة. من حياة هادئة انتقلنا الى حياة في ظل فيروس خفي امات اكثر من مليوني شخص في ارجاء العالم. والتصدي للفيروس في اسرائيل مقارنة بالدول الاخرى على وجه المعمورة اوضح للجميع ان حظنا في أن مؤيدي خصخصة الجهاز الصحي من خلال التجويع المنهاجي – فشلوا. صناديق المرضى التي في الايام العادية هي موضع شكوى وتذمر – أصبحت موضع فخار وتقدير لطريقة معالجتها للوباء.

الى جانب الوباء الصحي، تغير عالمنا ايضا في المجال الاقتصادي. الاف الاعمال التجارية الصغيرة انهارت دون قدرة على العودة الى النشاط، نحو مليون نسمة يجلسون في بيوتهم ويحاولون العيش من بدل البطالة من التأمين الوطني، مؤسسة اخرى من عهد مباي احببنا جميعنا ان نكرهها. السياحة، احد محركات النمو الاساس في العصر الحديث،  كادت تختفي من العالم، وكذا ايضا فروع الترفيه والاستجمام.

الى جانب هذا طرأ تغيير دراماتيكي آخر في العالم. في الولايات المتحدة، الصديقة الاهم والافضل لاسرائيل، انتخب رئيس جديد.  زعيم ذو تجربة سياسية غنية،  بخلاف سلفه، يعمل بعقل وبلا ارتجال، ويؤمن مثل نحو نصف مواطني اسرائيل بان المشكلة السياسية والامنية الاكبر لاسرائيل هي النزاع مع الفلسطينيين. يتبنى بايدن سياسة اساسها عودة الطرفين  الى طاولة المفاوضات في مسعى لتحقيق حل الدولتين للشعبين وعلى اساس تنازلات اقليمية بعيدة الاثر من جانب اسرائيل.

ان شبكة العلاقات الحميمة بين نتنياهو وترامب استبدلت بمنظومة علاقات من الشكوك رغم أن اساس الصداقة بين الولايات المتحدة واسرائيل لم يتضرر.

ان عملية تحول ايران النووي وتقدمها في انتاج السلاح غير التقليدي لا يزال توجدان على جدول الاعمال، فيما أن خروج الولايات المتحدة ترامب من اتفاق القوى العظمى ادى الى تخصيب متصاعد لليورانيوم من قبل الايرانيين. من المهم أن نتذكر انه في مراجعة الساحة الدولية ستكون الادارة الامريكية الجديدة تركز في الاشهر القادمة على معالجة اضرار الكورونا، سواء على المستوى الصحيح ام على المستوى الاقتصادي. وأساس الميزانية الاقتصادية سيذهب الى ترميم الاقتصاد وليس المساعدات الخارجية.

بعد أربع حملات انتخابية في سنتين، اصبح المجتمع الاسرائيلي اكثر  انقساما، اكثر تمزقا، مع كراهية متصاعدة بين اطرافه. قوتنا امام من ينهض لابادتنا تقوم دوما على وحدتنا، وهذه آخذة في التبدد واستبدلت بكراهية متبادلة.

ان حكومة الجديدة ملزمة بان تتصدى لعدد لا يحصى من المتغيرات: الازمة الاقتصادية، الشخصية والوطنية، وضع سياسي جديد يستدعي العودة الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين، اقتراب ايران من القنبلة النووية. ولاجل المهمتين الاخيرتين، نحتاج الى المظلة السياسية والامنية الامريكية. والى جانب هذا يجب تعزيز جهاز  الصحة العام، تبني النموج الالماني او الامريكي كبديل عن الاجازة غير مدفوعة الاجر التي تشجع على البطالة، منح شبكات امام لفروع السياحة،الترفيه والاستجمام وبناء مخطط سليم لجدولة ديون من أجل الدفعات، والتي لا بد من تسديدها.

وفوق كل شيء وقبل كل شيء، على الحكومة ا لجديدة ان تتعلم قليلا من ادارة بايدن: اقل ما يكون من البلاغات للصحافة واكثر ما يكون من الفعل، اقل ما يكون من التهجمات على الفئات ا لجماهيرية هذه او تلك واكثر ما يكون من العناق.  اسرائيل بحاجة الى حكومة مستقرة، حكومة هادئة، تفكر بخطوتين على الاقل الى الامام وليس حكومة تركز على طرف الانف وبالرغبة في نيل هتافات التأييد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى