ترجمات عبرية

معاريف: يوجد من يتوهمون اننا بعد ضغط عسكري سنصل الى “النصر المطلق”

معاريف 21/7/2025، أفرايم غانور: يوجد من يتوهمون اننا بعد ضغط عسكري سنصل الى “النصر المطلق”

“حلم ليلة صيف”، المسرحية الشهيرة لوليم شكسبير تصف ثلاث قصص غريبة تقع في ليلة صيف في أثينا في عهد الهيليني. في دولة إسرائيل، في الصيف الحار للعام 2025 تقع احداث وظواهر تبدو غريبة بقدر لا يقل عن تلك التي يصفها شكسبير في عمله الإبداعي.

جذور القصة الأولى، تعود الى اعلان لوسائل الاعلام أصدره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتاريخ 25/10/2023: “حددنا للحرب هدفان، تصفية حماس بتدمير قدراتها العسكرية والسلطوية، وعمل كل شيء ممكن لاعادة مخطوفينا الى الديار”.

بعد نحو سنتين من الحرب التي لا نزال لا نرى نهايتها، حان الوقت لقول الحقيقة. قطاع غزة أصبح جزر خرائب، مليونان من السكان بقوا بلا مأوى، متعلقين بالمساعدات الإنسانية. صحيح أن الجيش الإسرائيلي هزم معظم جيش حماس، لكن حماس إياها الرهيبة والمتوحشة حية ترزق وتواصل جباية ثمن دموي باهظ منا. و 50 مخطوفا لنا، 20 منهم على قيد الحياة، يذوون في مكان ما في انفاق حماس. لا يزال يوجد بيننا من يواصلون السير مثلما في حلم ليلة صيف مع وهم اننا ها نحن، بعد ضغط عسكري قليل آخر، سنصل الى “النصر المطلق”.

القصة الثانية تتناول ظاهرة غير مفهومة، لا يزال من الصعب ان نفهم كيف مرت من فوق رؤوسنا بلا رد. في الأسبوع الماضي رأينا سفير الولايات المتحدة مايك هاكبي يقف في المحكمة، في اثناء محاكمة نتنياهو، مع دمية باغز باني في يده وهو يشرح فيقول: هذا استثناني أن يكون رئيس الوزراء في محاكمة في زمن الحرب وفي زمن المفاوضات على المخطوفين”. لم نسمع صوتا رسميا سويا واحدا، يقول للسيد هاكبي ان هذا استثنائي بل مقلق ان يسمح سفير دولة أجنبية لنفسه ان يحشر أنفه في قدس اقداس دولة إسرائيل، في المحكمة ويتجرأ على أن يملي على مواطني إسرائيل كيف يديرون حياتهم.

والقصة الثالثة في حلم لية الصيف الإسرائيلية هي من نوع القصص التي في حالات عديدة تقع بعيدا عن عيون الجمهور وعلمه، ولا تنشر. هي لا تحظى بالاهتمام المناسب لها، “لانعدام الاهتمام الجماهيري”. في الأسبوع الماضي وصلت قوات من الشرطة الى شقة في ريشون لتسيون ووجدوا فيها هيكل رجل ابن 56 كان يسكن في الشقة بجسده. بعد الفحص تبين ان الرجل توفي قبل سنتين. كيف جننا؟ كيف بشعنا؟ في الماضي سمعنا قصصا على حالات كهذه، وقعت في مكان ما في أمريكا البعيدة، وكانت دوما غير مفهومة في نظرنا. كيف لم يوجد هناك حتى ولا جار واحد تساءل عجبا: “ماذا مع الجار الذي يسكن في الشقة المقابلة؟ لم نره منذ زمن”.

وهذا لم يعد حلم ليلة صيف. هذا واقع إسرائيلي مشوه ومقلق.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى