ترجمات عبرية

معاريف: يتحدى نتنياهو

معاريف – آفي أشكنازي – 28/8/2025 يتحدى نتنياهو

بعد بضعة أيام ينتهي شهر آب. يوم الاثنين تبدأ السنة الدراسية بشكل رسمي. وفي الغداة فورا، سيبدأ الجيش بتجنيد 60 الف جندي احتياط. 

في الأسابيع القادمة تقف امام الجيش بضعة تحديات هامة. أولا، استكمال الاستعدادات للمناورة في مدينة غزة. لهذا الغرض مطلوب من الجيش أن ينقل الكثير من القوات النظامية من المناطق القتالية المختلفة وان يعدها للمعركة في غزة. وبالتوازي هو مطالب بان يخلي نحو مليون غزة من بيوتهم. التقدير هو أن نحو نصفهم سيبدأون بالاخلاء في الأيام والاسابيع القادمة. لكن الاخرين لن يخلوا الا بعد أن يسمعوا أصوات الانفجارات وجنازير الدبابات. 

امس، اطلق الناطق العسكري بالعربية العقيد افيحاي أدرعي مقدمة لسكان غزة. فقال: “في الأيام الأخيرة تنتشر شائعات كاذبة من حماس بانه لا يوجد مكان في جنوب القطاع. قبيل المرحلة التالية في الحرب، بودي أن أوضح انه في جنوب القطاع توجد مجالات كاملة خالية وهكذا أيضا في مخيمات الوسط وفي المواصي. هذه المناطق خالية من الخيام. والجيش رسم خرائط هذه المجالات وهي تعرض عليكم كي تساعد المخلين قد الإمكان. اخلاء غزة هو امر لا بد منه وبالتالي كل عائلة تنتقل الى الجنوب يمكنها أن تتلقى مساعدات مدنية كثيرة نعمل عليها هذه الأيام. لقد بدأ الجيش الإسرائيلي ادخال الخيام، تهيئة المناطق لمجالات توزيع المساعدات الإنسانية وتمديد أنبوب مياه وغيرها”.

كلما اقترب من ساعة الامر العسكري، فان تواتر رسائل العقيد أدرعي سيزداد وستنشر بوتيرة اعلى.

المهمة الثانية هي محاولة حماس، الجهاد ومنظمات محلية أخرى في المناطق تحدي الجيش مع حلول السنة الدراسة وعلى مدى أعاد تشري. الدوافع موجودة. المال الإيراني يضخ الى المناطق والامر الوحيد الذي يوقف العمليات المضافة هو العمل العبثي الذي يقوم به الشباك والجيش في المنطقة. في الجيش غير مستعدين ان يأخذوا أي مخاطرة، ولهذا فان حجم القوات في المناطق سيزداد كثيرا في الأيام القريبة القادمة. 

والتحدي الثالث هو “عملية” الجيش في مطار بن غوريون. الجيش مصمم على انتظار الحريديم الذين يخططون للسفر الى اومان في مداخل المطار. في الجيش لا يعتزمون التراجع امام الضغط الحريدي. 

في هذه اللحظة في المطار توجد ثلاثة طواقم من الشرطة العسكرية جاهزة لتنفيذ موجة اعتقالات لفارين حريديم وعلمانيين كحد سواء. لغرض التصدي للرحلات الى أومان، يكرس الجيش سرية حبس أخرى، تتشكل من افراد شرطة عسكريين في الاحتياط. 

الحاخامون وقادة الجمهور الحريدي يعرفون هذا. ورغم التصريحات الكفاحية في وسائل الاعلام، يرتعدون خوفا. هم يتعرقون ويعرفون بان ليس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولا حتى رب السموات، سينقذان أبناء المدارس الدينية من الاعتقال في المطار.

 ولهذا فقد امروا أبناء المدارس ممن سيسافرون في الأسبوعين الاخيرين، في الفترة ما بين المواعد الا يقتربوا من المطار. وقالوا ان وصولكم الى المطار معناه تسليم أنفسكم الى سلطات الجيش. 

امس زار رئيس الأركان الفريق ايال زمير غزة والتقى بمقاتلي لواء الاحتياط عصيوني، الذين يعملون في جنوب القطاع. أقواله كانت واضحة وموجهة الى المستوى السياسي وللمتفرغين السياسيين المسؤولين عن الجماعات الحريدية المتملصة والرافضة للخدمة. 

“جهدنا المركزي في هذا الوقت هو في تعميق العملية في مدينة غزة”، أوضح وأضاف: “نحن نركز على هذا حاليا، ونواصل الإجراءات العملياتية في الميدان. نحن ملتزمون بإعادة المخطوفين، هزيمة حماس، والحرص على الا يقع مرة أخرى حدث مثل 7 أكتوبر. بفضل رجال الاحتياط، إسرائيل تقف منتصبة القامة امام كل عدو. تضحيتكم هي الهام لنا جميعا. جنود الالزامي، رجال الخدمة الدائمة وعشرات الاف رجال الاحتياط يستدعون الى خدمة العلم ويضحون بحياتهم الشخصية هم وأبناء عائلاتهم من اجل امن الدولة. انتم تجسدون التعبير الاعمق عن التكافل الإسرائيلي والالتزام بمستقبل الدولة. سنفعل كل شيء كي نخلق استقرارا ونقلص العبء عن رجال الاحتياط لفهمنا أن هذا هو مقدر وطني باهظ القيمة. على خلفية التحديات في عموم الساحات لا يمكن التسليم بوضع لا يحمل فيه كل أجزاء المجتمع العبء. أمن إسرائيل يستوجب شراكة كاملة من كل أجزاء الشعب. هذا واجب مدني وفريضة قومية. انا ادعو الجميع للتجند وللمساهمة بشكل متساوٍ. هذا امر الساعة وعلينا جميعا الاستجابة له”. 

زمير هو شخصية شاذة في المشهد الذي يحيط بنتنياهو. هو اليوم الوحيد من بين الوزراء، قادة جهاز الامن والقيادة المهنية الحكومية الذي يتحدى رئيس الوزراء والمتفرغين السياسيين المحيطين به. 

لعل هذا هو سبب ما نشر امس في أن نتنياهو تحدث مع زمير، حاول “اعادته الى الخط” وطرح ادعاءاً بانه يقدم احاطات للصحافيين ضده وضد قراراته. مثلا في ان نتنياهو يرفض إدارة مفاوضات لتحرير مخطوفين وفقا للمنحى المطروح الان. نتنياهو يتطلع الى زمن الزمير. لكن يبدو ان التغريدات الصادرة لا تشبه على الاطلاق ما هو متوقع من العصفور المغرد. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى