معاريف: يتابعون رد إسرائيل على هجوم حماس لمعرفة حافة ضبط النفس للجيش الإسرائيلي

معاريف 20/10/2025، آفي أشكنازي: يتابعون رد إسرائيل على هجوم حماس لمعرفة حافة ضبط النفس للجيش الإسرائيلي
أمس في الساعة 10:20 سجل الاختبار الأول لليوم التالي لحرب السيوف الحديدية. هل يوجد للمستقبل انبعاث؟ هل لنتائج الحرب يوجد معنى على عموم الشرق الأوسط؟ لقد خسرت إسرائيل تصميم وجه المستقبل في غزة. حماس نفذت هجوما واسعا في رفح. خرقت وقف النار – وعملت بقوة كبيرة تتكون من ثلاث خلايا خرجت من فوهات انفاق في حي الجنينة في رفح، على مسافة غير بعيدة عن محور تانتشر في الجانب الشرقي من الخط الأصفر اطلقوا صواريخ مضادة للدروع ونفذوا نار قنص على آليات هندسية للجيش الإسرائيلي وعلى قوة راجلة من لواء الناحل. الثمن باهظ: مقتل اثنين واصابة ثلاثة احدهم بجراح خطيرة.
كل هذا حصل في يوم الاحد من هذا الأسبوع، فيما أنهم في واشنطن يوجدون في إجازة والجميع في الإدارة الامريكية كانوا لا يزالون نائمين. إسرائيل ردت على الفور بشكل موضعي كي توقف الهجوم وتضرب غلاف القوة المهاجمة. شيء ما بحجم 20 هدف لحماس. سلاح الجو عمل فقط وحصريا في مجال القتال، وليس وراءه، ولم يوسع مدى الرد الفوري. المستوى السياسي تلبث في اصدار الاذن بهجوم موسع، وفي ساعات المساء فقط – بعد نحو 11 ساعة من الهجوم، هاجم الجيش الإسرائيلي في غزة ردا على الحادثة. لكن هذا أيضا كان بشكل مقنون وبعد اخطار مسبق أصدره الجيش الإسرائيلي للسكان.
رب البيت لم يجن جنونه في غزة أمس، فقد كان مترددا بل وحتى مشوشا. الحقيقة – الخطأ لم يكن في اصدار الاذن، كان قبل نحو عشرة أيام، عندما وقع اتفاق وقف النار. فالمستوى السياسي لم يقر للجيش الاسرائيلي ولجهاز الامن خطة هجوم على أساس بنك اهداف لحماس في غزة، وفقا لسيناريوهات خرق الاتفاق من جانب حماس. بمعنى أنه لو كانت خطة كهذه، فانه في الساعة 10:20 من يوم امس ما كانت لتقلع طائرتان او ثلاث طائرات قتالية للهجوم في رفح بل مئة طائرة قتالية تلقي ضربة نار ثقيلة على غزة.
منذ وقع الاتفاق، في حماس غزة يحاولون تحدي وفحص الجيش الإسرائيلي. فهم يبعثون باطفال وفتيان الى الخط الأصفر ليروا كيف يرد الجيش الإسرائيلي. فهل ينفذ اطلاقا للنار؟ كما أنهم يبعثون بمخربين مسلحين كي يفحصوا مسارات تسلل ويقظة القوات. في الجيش الإسرائيلي يفهمون بان هذه الأيام ستقرر المستقبل، قواعد اللعب. فهل يسيرون نحو جولات من هجمات حرب العصابات من حماس ضد الجيش الإسرائيلي؟ ام نحو الردع الذي تفهم فيه حماس بان الجيش الإسرائيلي لم يأتِ ليلعب وهو مصمم على تغيير الواقع الأمني؟
بالتوازي مع الحدث في رفح، بدأ الجيش أمس المناورة العسكرية الأكبر منذ 7 أكتوبر. وهذه مناورة لفرقة 91 تستغرق خمسة أيام وتستهدف فحص قدرات الجيش في معركة دفاع وهجوم. تجري المناورة على خلفية فترة متوترة في حدود الشمال، يحاول فيها حزب الله إعادة بناء قوته وإسرائيل تمنعه من ذلك ضمن أمور أخرى بهجمات على أساس يومي.
منذ وقف النار في الشمال، صفت إسرائيل أكثر من 200 مخرب من حزب الله – ولم تقل بعد الكلمة الأخيرة. امس في لبنان تابعوا ما يجري في غزة. ارادوا أن يفهموا ما هي حافة ضبط النفس والى أي حد يقرر الامريكيون هنا قواعد اللعب. الحدث أمس في القطاع كان صعبا وأليما، لكنه كان يفترض أن يرسم المستقبل – وليس فقط في رفح وغزة بل في كل المنطقة.