معاريف: يا نتنياهو، لا تقل أنك لم تعرف

معاريف – آفي اشكنازي – 26/8/2025 يا نتنياهو، لا تقل أنك لم تعرف
يا رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو لا تقل بعد شهرين – ثلاثة اشهر او في موعد آخر انهم لم يشدوا لك طرف الرداء؛ لم يوقظوك ولم يقدموا لك الصورة الواسعة للمعاني. ها هو، موضوع امامك هنا والان، في النص التالي.
النقيب اوري جارليتز الراحل، ابن عشرين، قائد حظيرة متميز في كتيبة شمشون في لواء كفير، قتل في السبت في حادثة عملياتية في اثناء هجوم في خانيونس. هذا حصل غير بعيد عن المكان الذي وقعت فيه حادثة امس، والتي قتل فيها الجيش الإسرائيلي بالخطأ عشرين مدنيا غزيا وبينهم صحافيون ورجال طواقم طبية.
منذ بداية الحرب قتل 899 جندي إسرائيل. 74 منهم في حوادث عملياتية، في ظل القتال. الحرب في غزة قاسية، طويلة. وهي تتطلب من المقاتلين عظمة نفسية كبيرة وقوية. المقاتلون مطالبون بان يكونوا في أوضاع متطرفة، في حدة عملياتية. اتخاذ القرارات في أحيان متواترة تكون في جزء من الثانية. خطأ في القرار او تفكير إضافي يمكنهما أن يؤديا الى نتيجة مأساوية. يروي جنود انه في اكثر من مرة واحدة طل لهم شخص من بطن الأرض، من بين انقاض مبنى، من زرع شائك او من مجموعة مدنيين. والشخص الذي قفز امام عيونهم الحادة، المتحفزة لم يأتِ ليوزع عليهم باقات ورود او سكاكر. هدفه كان واحد – الإصابة والقتل.
المقاتلون مطالبون بان يطوروا خبرات على الرد السريع والحاد. هذا هو إما أن يطلقون النار ويقتلون أو انهم هم انفسهم يقتلون. نعم، الحرب ليست عملا نقيا هي حرفة انعدام اليقين. هي خطوة قاسية للقتل والخراب.
في انعدام اليقين، في توتر عظيم، توجد أخطاء. وتوجد إصابات لمدنيين غير مشاركين. لكن أيضا إصابة لقواتنا في المواجهات. الجيش الإسرائيلي يفعل غير قليل كي يمنع مآس كهذه. أولا وقبل كل شيء هو يعمل على اخلاء السكان من المناطق التي يناور فيها.
بالنسبة للحادثة القاسية أمس في خانيونس المهم التشديد على امرين: أولا، كاميرا على منصة بالتأكيد يمكنها أن تتخذ صورة نوع من التهديد حين تشخص قوة ما الجهاز الذي يمكن أن يشبه مطلق صاروخ مضاد للدروع أو كاميرا تستهدف جمع المعلومات الاستخبارية. ثانيا، صحافيون يعملون في مناطق خطر يجب ان يأخذوا بالحسبان بان مدى الحماية لهم قليل. الحدثان القاسيان في خانيونس – سقوط النقيب اوري جارليتز والحدث امس في مستشفى ناصر (الذي يجري التحقيق فيه في هذه اللحظة) – يجب أن يشعلا ضوء احمر لاصحاب القرار في الحكومة. فهل نسير الى خطوة احتلال مدينة غزة بكل القوة وبكل ثمن؟ ام نتوقف للحظة ونعطي عن حق وحقيق فرصة للخطوة السياسية في المفاوضات؟
الصور القاسية لمقاتل الجيش الإسرائيلي نمرود كوهن، الذي اسر في 7 أكتوبر تثبت مرة أخرى بانه فضلا عن الاعتبارات السياسية الضيقة وحسابات بقاء الائتلاف توجد لهذه الحكومة مسؤولية عن المقاتلين الذين ارسلوا الى المعركة بدبابات خربة. لها مسؤولية عن مواطنين اختطفوا من اسرتهم في بيوتهم في الأرض السيادية لدولة إسرائيل. كما توجد لها مسؤولية عن سلامة مقاتلي الجيش الذين يقاتلون في غزة وفي ساحات القتال المختلفة.
ان الدخول الى غزة سيؤدي الى عدد كبير آخر من الحوادث العملياتية التي قد يصاب فيها مدنيون غير مشاركين، مثل أمس، لكن مقاتلون أيضا – بالضبط مثل الـ 74 مقاتلا الذين قتلوا منذ بداية الحرب في حوادث عملياتية.
الحكومة ملزمة بالتوقف والفحص العميق لمعنى القرار الذي اتخذته. ان تنزل الى التفاصيل بالنسبة لوضع تآكل المقاتلين بعد نحو سنتين من الحرب بلا نهاية في الأفق. ان نرى حالة أدوات الحرب. ان تفحص البديل الموضوع على الطاولة – وان تستنفد امكانيته الكامنة.