ترجمات عبرية

معاريف: وضع القدس ومجالها في بؤرة الاستيطان الصهيوني

معاريف 2022-12-22، بقلم: البروفيسور أفرايم عنبر: وضع القدس ومجالها في بؤرة الاستيطان الصهيوني

الأحزاب الحريدية هي الأكثر فئوية في إسرائيل. تسبق مصلحة جمهورهم مصلحة الدولة. معارضة زعمائهم لتعليم المواضيع الأساس هي دليل على خوفهم العميق من اندماج أفضل في المجتمع الإسرائيلي والاغتراب عنه.

يشكل التجمع الحريدي في القدس نحو 35 في المئة من السكان اليهود في المدينة. بالطبع، يستحق الحريديم خدمات مثل باقي سكان المدينة رغم أن مساهمتهم الاقتصادية للمدينة صغيرة.

معدل مشاركتهم في قوة العمل متدنٍ. التواجد الحريدي الأكبر هو أحد العوامل لكون القدس هي إحدى المدن الفقيرة في إسرائيل.  بالمقابل فإن حفظهم للأغلبية في المدينة مهم. البلدية، حيث يوجد لهم تمثيل كبير، وتمنح الكثير من الامتيازات للحريديم لكونهم عائلات كثيرة الأولاد وتلاميذ مدارس دينية.

ميزانيات وزارة شؤون القدس، التي ستكون تحت سيطرة «يهدوت هتوراة»، ليست كبيرة على نحو خاص، لكنها بالتأكيد ستكرس أساساً للاستجابة إلى مطالب الجهات الحريدية. وهذا سيعزز الميل القائم المتمثل بارتفاع عدد السكان الحريديم في المدينة وتعاظم نفوذهم في العاصمة.  كل هذا يحصل على خلفية هجرة سلبية للسكان العلمانيين من المدينة. رؤية استراتيجية عاقلة توجب تفضيل الاستيطان الصهيوني في القدس لأجل منع فقدان المدينة لصالح فئات غير صهيونية.

بدلاً من الحرص على مصلحة «يهودا» و»السامرة»، مثلما يبدي حزب الصهيونية الدينية، يجب وضع القدس والمجال من حولها في بؤرة الاستيطان الصهيوني في القرن الواحد والعشرين.

أغلب الظن، لا يفهم زعماء أحزاب اليمين أن الميزان الديمغرافي بالقدس هو عنصر سائد في الحفاظ على الإجماع الوطني في موضوع وحدة القدس.

«تتحرد» القدس ومن شأن هذا أن يصبح مصيبة وطنية. فعاصمة إسرائيل لا يمكنها أن تبدو كبني براك.

مدينة لونها الثقافي يكون حريدياً وعربياً لن تحظى بتعاطف معظم الجمهور الإسرائيلي. ببساطة، لن يقاتل الشعب في إسرائيل في سبيل مدينة تتماثل مع حريديم لا يشاركون في حمل عبء الأمن القومي ويعتبرون عبئاً اقتصادياً.

مطلوب أغلبية صهيونية واضحة في القدس لتقليص تأثير محاولات اليسار الإسرائيلي قضم الإجماع لصالح وحدة المدينة. مطلوب إجماع واسع للوقوف في وجه الضغوط الدولية لتقسيم المدينة.

على الحكومة الجديدة أن تنعش موقفها من القدس وتتبنى سياسة تدفق يهود صهاينة إلى المدينة.

مطلوب مشاريع سكن وحوافز اقتصادية تجذب الشبان إلى الأحياء الجديدة في داخل القدس وبجوارها، بدلاً من تفضيل البناء للحريديم ومستوطنات منعزلة في تلال «يهودا» و»السامرة».  على سلم الأولويات أن يكون واضحاً – القدس أولا. يرتبط مصير إسرائيل ارتباطاً وثيقا بعاصمتها الخالدة القدس، وعلى حكومة إسرائيل أن تعمل على تثبيت قبضتها في المدينة. إذ لا صهيونية دون صهيون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى