معاريف: نناور، نحتل وننهار اقتصاديا

معاريف – آفي أشكنازي – 17/9/2025 نناور، نحتل وننهار اقتصاديا
“نحن أثينا واسبرطة، وربما سوبر اسبرطة. لا خيار لنا”، أوضح أول امس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مؤتمر المحاسب العام، حين تناول الوضع السياسي لإسرائيل والتخوف من مقاطعة اقتصادية، الى جانب مقاطعات أخرى تشهدها الدولة منذ الان. اما الجيش فقد بدأ مرة أخرى العمل والمناورة في مدينة غزة. فرقتان بدأتا القتال منذ الان – الفرقة 192 والفرقة 98. اما الفرقة 36 فستدخل قريبا.
التحديات كثيرة ومعقدة: بداية، في المدينة يتمترس نحو 5000 مخرب، نصفهم، نحو 2500 هم مقاتلون مجربون ينتمون الى لواء مدينة غزة. النصف الاخر هم فتيان او كل أنواع المخربين من أطر أخرى لحماس ممن يوجدون في مدينة غزة. يتواجد هؤلاء حاليا تحت الأرض في محاولة للحفاظ على القوة ولا يدخلون في هذه المرحلة في اشتباك مع قوات الجيش. وسيحاولون خوض حرب عصابات بقدر ما يتقدم القتال.
يعمل الجيش الإسرائيلي في هذه اللحظة على أخذ زمام السيطرة في مناطق مختلفة في المدينة وينفذ تطويقا على معظم المجال. الخطوة التالية هي اخراج النواة الصلبة للسكان وخلق فصل بينها وبين مخربي حماس والجهاد الإسلامي. بخلاف سكان المنطقة القروية في القطاع او في خانيونس ورفح، فان النواة الصلبة لا تسارع الى مغادرة المدينة. في هذه اللحظة هذا هو التحدي للجيش الإسرائيلي.
ان مسألة احتلال مدينة غزة باتت منذ الان مسألة مغلقة ومنتهية. فقد بدأ الجيش المعركة وهو سينهيها أيضا. صحيح أن هذا سيستغرق بضعة أسابيع طويلة، وحتى اشهر. لان الجيش الإسرائيلي يعتزم العمل بجذرية وبحذر شديد، فيما أن حياة المخطوفين وكذا المقاتلين هي بوصلة قادة الجيش.
لكن القصة التي ينبغي أن تقلق إسرائيل هي المجهول ما بعد حسم المعركة مع حماس. ماذا بعد؟ هل نتجه الى حكم عسكري؟ الى إقامة استيطان في غزة؟ في جهاز الامن يحذرون منذ الان بان حكما عسكريا في غزة هو نوع من الاحبولة الخطيرة الكفيلة بان تجر إسرائيل الى الانهيار – ليس فقط سياسيا وعسكريا بل واقتصاديا أيضا.
مصدر رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، والذي يعنى بالموضوع قال امس: “ليس بسيطا احتواء نظام عسكري في غزة. هذا يعني الاهتمام بالغذاء، الماء، الصحة، التعليم، الرفاه، حفظ النظام وانفاذه – والقائمة لا تزال طويلة. إسرائيل ستكون مطالبة بان ترهن مستقبلها الاقتصادي لعشرات السنين الى الامام”، أوضح وأضاف، “لئن كان جيل المقاتلين اليوم هم شبان يقاتلون في غزة، في النظامي وفي الاحتياط، ويحلمون بانهم ذات يوم سيتمكنون من شراء شقة، بناء استقلال اقتصادي لعائلاتهم، فيؤلمني ان أقول لهم انه بعد إقامة حكم عسكري في غزة – لعل القدرة الاقتصادية ستسمح لهم بان يشتروا خيمة او كرافان في القطاع.