معاريف: نعم لتركيا، لكن بشرط

معاريف 23-12-2025، آنا برسكي: نعم لتركيا، لكن بشرط
الضغط السياسي حول “اليوم التالي” في غزة يصعد درجة قبيل اللقاء المزمع عقده الأسبوع القادم بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مار آلاغو في فلوريدا. وتقول مصادر مطلعة انه من خلف الأبواب المغلقة يمارس في الأيام الأخيرة ضغط شديد من الوسطاء – مع دور تركي قطري بارز – لاجل ان يفرض على إسرائيل الموافقة على مشاركة تركيا في قوة الاستقرار الدولية في قطاع غزة.
وعلى حد قول هذه المصادر حتى لو نشأ الانطباع بان ترامب “قبل” الفيتو الإسرائيلي على تركيا فان الوسطاء لا يتراجعون عمليا. ترامب، كما يوصف في محادثات مغلقة، يسعى للوصول الى تفاهمات تسمح له بعرض تقدم سياسي واستقرار إقليمي وسيدفع – على الأقل في المرحلة الأولى الى دور تركي يعرض كـ “رمزي” او محدود.
غير أنهم في القدس يحذرون بان هذه الخطوة حساسة على نحو خاص: تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب اردوغان، تعد في نظر إسرائيل لاعبا اشكاليا في الساحة الإقليمية، والموافقة على دخولها الى غزة من شأنه أن يفسر كتراجع عن الخط الأحمر.
بالتوازي، تشير مصادر سياسية الى مصاعب عملية في إقامة قوة متعددة الجنسيات “حقيقية”، تأخذ المسؤولية على الأرض. وتقول هذه المصادر انه بدون استعداد من دول ذات مغزى للدخول الى القطاع فان الفكرة كلها عالقة ومحاولة “ادخال تركيا كي ينضم الاخرون” تعد كخطوة تدحرج الخطر الى إسرائيل.
على هذه الخلفية، كما تقر المصادر الإسرائيلية فان نتنياهو سيصل الى اللقاء مع جواب “لا” قاطع. والتقدير هو أنه سيفضل الامتناع عن مواجهة مباشرة مع ترامب – لكنه سيحاول شق مسار يسمح له بان يقول نعم، لكن.
حسب التقرير فان إسرائيل كفيلة بان توافق على أزالة الفيتو عن تركيا بشروط سياسية واضحة: اردوغان سيكون مطالبا بان يوفر تفسيرا علنيا او سياسيا في سلسلة التصريحات الحادة المناهضة لإسرائيل، بما فيها تشبيه نتنياهو بهتلر وان يعرض أيضا اتجاها معلنا بالنسبة لإسرائيل – من خطاب معادٍ الى نهج ودي اكثر.
الرسالة التي تعتزم إسرائيل نقلها لترامب، حسب المصادر، بسيطة: طالما كانت أنقرة “تتحدث مثل ايران” – فان إسرائيل لا يمكنها أن توافق على تواجد تركي في غزة، لا من ناحية امنية ولا من ناحية جماهيرية”.
بالمقابل، اذا ما قاد الرئيس الأمريكي خطوة “صلحة” سياسية تتضمن تغييرا ملموسا في الموقف التركي وتخفيض اللهيب من جانب اردوغان، فان نتنياهو يمكنه أن يدعي بانه لا ينثني، بل يحصل على مقابل يتمثل بتغيير واقع إقليمي.
في المداولات الداخلية تطرح أيضا الامكانية في أن يحاول ترامب ربط الطلب التركي برزمة أوسع من المصالح الإسرائيلية. احد السيناريوهات التي تذكر في المحادثات هو أن يقترح ترامب على إسرائيل ريح اسناد في ساحات أخرى – بالمقابل يطلب مرونة في موضوع تركيا. وتشدد المصادر على أنه لا يوجد قرار بعد، لكن واضح بان اللقاء القريب كفيل بان يجعل المسألة اختبار قوة سياسي اول في مستواه بين القدس وواشنطن.



