ترجمات عبرية

معاريف: نصر الله مهدداً ومستخفاً بتصريحات غانتس

بقلم: أفرايم غانور، معاريف 19/7/2022

إيران، إيران، إيران – هذا ما سمعناه كثيراً جداً في الأيام الأخيرة في أثناء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل. لا شك أن التهديد النووي الإيراني تهديد وجودي على دولة إسرائيل، يلقي علينا بالرعب منذ زمن مثلما رأينا في زيارة الرئيس بايدن المغطاة إعلامياً والتي شكل هذا التهديد في أثنائها موضوع حديث مركزياً في كل المداولات.

غير أنه في الوقت الذي تتطلع فيه عيون إسرائيل بقلق شرقاً نحو إيران وتهديداتها، ينبغي تركيز النظرة الأمنية قبل كل شيء على تهديدين آخرين هما على عتبة دولة إسرائيل. في خطاب زعيم “حزب الله” حسن نصر الله في الأيام الأخيرة، صرح بأن إسرائيل ملزمة بحل نزاعها الحدودي البحري مع لبنان حتى أيلول القريب القادم – الموعد الذي من المتوقع لإسرائيل أن تبدأ فيه بإنتاج الغاز من حقل كاريش – “تنين” الواقعة على مسافة نحو 80 كيلومتراً غربي شواطئ حيفا. في خطابه، استخف نصر الله بالأقوال التي أطلقها وزير الدفاع بيني غانتس مؤخراً، حين قال “إذا تطلب الأمر، فسنسير إلى بيروت مرة أخرى”. وأوصى غانتس بأن يتعلم من تجربة حرب لبنان الثانية، وشدد: “نحن قادرون على إطلاق عدد كبير من المسيرات المسلحة في الوقت نفسه إذا لم يحصل لبنان على حقوقه البحرية”.

تعلمنا من الماضي أنه يُحظر الاستخفاف بتهديدات نصر الله. في الـ 16 سنة التي انقضت منذ حرب لبنان الثانية، تعاظم “حزب الله” بشكل واضح، فيما يفرض اليوم على دولة إسرائيل تهديدات ذات مغزى كبيرة جداً، تتضمن عشرات آلاف الصواريخ من كل الأنواع، بعضها صواريخ تكتيكية دقيقة قادرة على ضرب أهداف استراتيجية لإسرائيل. ومؤخراً، زودت إيران “حزب الله” بمسيرات مسلحة قادرة على ضرب طوافات الغاز الإسرائيلية. يدور الحديث عن تهديد استراتيجي يتطلب من جهاز الأمن الإسرائيلي استثمار مقدرات وجهود جمة في الاستخبارات، وفي قدرات الهجوم والدفاع، وفي ظل علم واضح بأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية قد تتعرض لضربة قاسية جداً.

“حزب الله” معدّ ليشكل القبضة الحديدية لإيران الأقرب إلى قلب إسرائيل، بهدف تعطيل قدرات إسرائيل حيال إيران بقدر كبير. ماذا سيحصل إذا ما قرر “حزب الله” في صباح يوم صاف استخدام ترسانة الصواريخ والمسيرات ضد دولة إسرائيل؟

التهديد الثاني هو أبو مازن ابن الـ 87، رئيس السلطة الفلسطينية منذ نحو 17 سنة، شخص غير معافى من شأنه في كل لحظة أن ينهي مهام منصبه. رحيل أبو مازن سيجر صراع خلافة قاسيا. حماس تستعد لهذا الوضع منذ زمن بهدف السيطرة على السلطة الفلسطينية. في قيادة فتح أيضاً سيدور صراع عنيد، يترافق وصراعات قوة، بعد رحيل أبو مازن. ولهذا بالتأكيد سيكون تأثير كبير على الوضع الأمني داخل إسرائيل، يمكن أن يجد تعبيره في احداث إرهاب، إطلاق صواريخ من غزة ومواجهات في الميدان مع قوات الجيش الإسرائيلي. فهل دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي مستعدان للتصدي لهذين التهديدين اللذين يمكنهما في كل لحظة أن يفاجئانا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى