ترجمات عبرية

معاريف: نجاح الاحتجاجات بحاجة إلى تمويل وزعيم

معاريف 2023-02-09، بقلم: ران أدليست: نجاح الاحتجاجات بحاجة إلى تمويل وزعيم

لن تكون جدوى للاحتجاج الديمقراطي إذا لم تتوفر فيه شروط أساسية لمواصلة الزخم ولفرص النجاح على حد سواء: المال، الزعيم، وجمهور مصمم ومطيع، على فرض ان ليس في نية المحتجين الاستيلاء على الحكم بوساطة الجيش، الاستخبارات، والأمن (حسب أسماء ومناصب المحتجين في الاحتياط). وفي التقاعد يمكن أن نفهم روح الأجهزة التي جاؤوا منها، فان السبيل الوحيد والسليم يمر عبر إقناع الجمهور الذي هو خارج مصوتي حكومة التغيير، وهؤلاء يمكن إقناعهم فقط من خلال تسويق مكثف لأضرار الجنون الحكومي الذي يفترض به ان يمس بهم.

الشرط الأول، شبه الضروري، شبه الإلزامي، لحملة جماهيرية ناجعة هو مال كبير. ليس سهلاً إقناع ذاك الجمهور الذي في قسمه الأكبر لم يكلف نفسه عناء التصويت. إذا أديرت الحملة بقوة وليس فقط بالمال بل وبالأفكار فقط لعله يكون ممكناً الوصول الى الهوامش اليمينية ومحاولة نقلهم من تصويت تحركه المشاعر الى تصويت يحركه التفكير.

ليس واضحاً كم يمكن أن يجذب أيضاً مليون عربي خرجوا او أُخرجوا من دائرة المحتجين، حيث يدور الحديث عن رهان وفرص اشكالية – تقريبا مثل محاولة نقل مشجعي هبوعيل الى مكابي.

في حالة تمويل الاحتجاج، هذه ليست ارتباطات بين المال والحكم لاغراض الربح بل المال ضد الحكم – باحتجاج على تصفية الديمقراطية في صالح دكتاتورية دينية – قومية. بفارق عن “الليكود” أو “شاس” هناك لا يوجد أي مانع من القيادة إذا كنت مجرماً سابقاً أو على الأقل متهماً. قيادة الاحتجاج ملزمة بنوع من التجميد الشخصي والجماهيري ضد باثي السم والاستفزازات المتوقعة ضد كل من يحدد كزعيم.

وهذا هو الشرط الثاني والأساس. الزعامة. لما كان لا يمكن في أطر الاحتجاج “انتخاب” زعيم وقيادة فلا مفر ان يكون هؤلاء مئة هم الذين يرفعون الى السطح القيادة. الزعيم، شخصية شعبية جارفة، لا يصبح هكذا بسبب “الزعامة” التي فيه بل أيضا وربما اساساً بسبب الشكل الذي يسوق فيه نفسه للجمهور المستهدف.

مع آفي حيمي سينجحون لأن انشغالات الجنس والعائلة في مجتمع محافظ هي رافعة استبعاد ناجعة. الزعيم غير ملزم بأن يكون فقط زعيماً يستجيب لمطالب السوق. بل في قدرة الجمهور الذي يقوده لان يقف وراءه في كل الظروف. أما التحلي بالمعيار الأخلاقي للام تريزا فيمكن تخزينه الى أن تثبت هنا ديمقراطية حقيقية.

بخلاف الجمهور الأسير اليميني، فإن ذاك الذي في اليسار شكاك ودقيق، ما يزيد الحاجة لزعيم فيه مزايا مثبتة تتجاوز المظاهر الخارجية. عندما يأتي هذا المسيح ينبغي الأمل في ان يرافقه اندفاع جماهيري، بالنار وبالماء. مظاهرة المطر الكبرى في هبيما كانت مثالاً. لكن الواقع من شأنه أن يكون أكثر تصلباً بكثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى