ترجمات عبرية

معاريف –  نتنياهو والاخطاء

معاريف – بقلم  آنا برسكي – 21/4/2021

” تبقى لنتنياهو اليوم 13 يوما لتشكيل الحكومة. فاذا كانت الاستنتاجات من حادثة عباس والتصويت لن تستخلص من شأن الليكود ان يخسر الحرب بالضبط مثلما خسر في المعركة على اللجنة التنظيمية “.

       حدث التصويت على تشكيلة اللجنة التنظيمية، باستثناء كونه دراما سياسية بحد ذاته وفشل لكتلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يشكل قبل كل شيء تجسيدا كامل الاوصاف لكل المشاكل التي شهدها نتنياهو في الاسبوعين الاخيرين منذ تلقى من الرئيس التكليف بتشكيل الحكومة.

       المشكلة الاولى والمركزية هي استقامة قسم من شركائه واصرارهم “المثير للاعصاب، على الالتصاق بالوعود الانتخابية وعلى وعود ما بعد الانتخابات التي يكررونها في كل لقاء مغلق وفي كل مقابلة صحفية علنية.

       لقد جعل رئيس الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش هذا طقسا. ففي كل يوم يعلن من جديد بانه لن يسمح باي خطوة تؤدي الى اقامة حكومة تعتمد باي شكل كان على حزب راعم. وفي الليكود يعطون موقف سموتريتش هذا تفسيرا  خاصا بهم، بعيدا عن ان يكون مادحا لسموتريتش الايديولوجي الطاهر الذي لا يبيع المباديء مقابل صفيح عدس زائد حقيبة المواصلات.

        في محيط نتنياهو بنوا منذ زمن بعيد نظرية تقول ان سموتريتش يضع المصاعب في الطريق الى اقامة الحكومة كي يفشل رئيس يمينا نفتالي بينيت. وحسب هذه المؤامرة، اذا لم تقم حكومة يمين بتأييد رئيس راعم منصور عباس، فسيذهب يمينا مع كتلة معارضي نتنياهو.

       هكذا بينيت، الذي ادعى بان يكون زعيم يمينا، سيحرق نفسه بذلك في نظر جمهور مصوتي اليمين ويشق طريق سموتريتش لرئاسة الصهيونية الدينية – بدون هلالين مزدوجين. وهذا يعني كل القطاع وليس فقط الحزب الذي يحمل اسمها.

       وسواء كان حق في هذه النظرية أم لا،  فان رجال الليكود محقون في شيء واحد هو غضبهم على سلوك سموتريتش. فقد ساهم مساهمة لا بأس بها في رغبة عباس في اعادة احتساب المسار.

       لقد دخل رئيس راعم الى الكنيست بنية واضحة لانه يكون الاكثر براغماتية قدر الامكان وان يسير مع من يعطي عرضا افضل واكثر سخاء. ومن يوم نشر نتائج الانتخابات للكنيست الـ 24 كان تفضيل عباس واضحا. فهو عن حق وحقيق مال لان يسير مع نتنياهو ومع كتلة اليمين. ولكن الخط الهجومي الذي لا مساومة فيه الذي اتخذه سموتريتش ويواصل اتخاذه تجاهه، بدأ يهز ثقة عباس في أن يكون اختار الطريق الصحيح.

       بذات القدر من الصعب ان نتوقع تأييد الاحزاب الحريدية لحكومة يكون فيها عضوا فاعلا حزب اسرائيل بيتنا الذي يهاجم كل يوم الوسط الحريدي بمستوى حملة انتخابات. مع كل البراغماتية التي يتميز بها السياسيون الحريديون، فان لبراغماتيتهم ايضا  توجد حدود.

       ولكن ليس فقط سموتريتش ومواقفه تجاه راعم ادت الى الاهانة التي تكبدها نتنياهو في التصويت على تشكيل اللجنة التنظيمية. فقد كان عباس مستعدا لان يحتمل تصريحات رئيس الصهيونية الدينية، مقابل الرزمة التي وعده بها الليكود في إطار الصفقة: راعم تبقى في خارج القاعة، اقتراح الليكود بتشكيل اللجنة يقر وراعم يصبح لسان الميزان.

       رغم الادعاءات بان عباس “جاء جاهزا، وقد اتفق مع لبيد”، لا يتطابق مع الحقيقة. وبالفعل، رئيس يوجد مستقبل التقى عباس وعرض عليه عرضا جميلا تضمن ايضا عضوية في لجنة المالية ، مقابل تأييد راعم اقتراح كتلة التغيير. ومع ذلك، صمد رئيس راعم امام الاغراء وتمسك بقراره الاستراتيجي السير مع كتلة نتنياهو.

       وعندها جاءت المفاجأة المريرة. تبين أن الليكود عقد صفقة مع يمينا في اللحظة الاخيرة وبموجبها يحصل يمينا على ممثل اضافي في اللجنة التنظيمية على حساب الليكود ويصبح لسان الميزان المطلق.

       لم يأخذوا لراعم الدور الهام الذي وعد به فقط بل “ونسوا” اطلاعه على التغييرات الدراماتيكية في الاتفاقات. في اللحظة التي فهم فيها عباس الوضع، فعل بالضبط ما فعل به: عمل وفقا لمصالح حزبه. والامر “للدخول الى القاعة وتأييد اقتراح كتلة التغيير” اعطي على الفور – وبدلا من انجاز لامع تلقى الليكود فشلا مهينا.

       مشكلة كبيرة اخرى لنتنياهو هي النقص الواضح بالمفعلين البرلمانيين الناجحين. فمن اجل أن يلعب المرء شطرنج برلماني وضمن امور اخرى يمنع اخطاء من النوع الذي حصل لليكود في التصويت على اللجنة التنظيمية – هذه خبرة بحد ذاتها. لاسف نتنياهو، الخبراء في المجال، مثل جدعون ساعر وزئيف الكين، يلعبون اليوم بالفريق الخصم.

       تبقى لنتنياهو اليوم 13 يوما لتشكيل الحكومة. فاذا كانت الاستنتاجات من حادثة عباس والتصويت لن تستخلص من شأن الليكود ان يخسر الحرب بالضبط مثلما خسر في المعركة على اللجنة التنظيمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى