ترجمات عبرية

معاريف: نار في هيئة الاركان

معاريف 13/9/2024، الون بن دافيدنار في هيئة الاركان 

هذا الأسبوع، نزعت الأقنعة نهائيا، وما كان حتى الان مجرد إحساس غامض أصبح سياسة معلنة: “رئيس الوزراء لا يقاتل ضد حماس او حزب الله بل يقف وحده ضد قادة الجيش”، مثلما تكبدت عناء الايضاح والتأكيد صاحبة القرار التي الى جانبه. الجيش الإسرائيلي هو عدو رئيس الوزراء.

من اللحظة التي أطلقت فيها الإشارة للانتقال الى معركة مكشوفة، بدأت كل الابواق والمغردين بهجمة منسقة ضد أعداء إسرائيل الحقيقيين: رئيس الأركان، الناطق العسكري وقيادة الجيش. الاقوال التي خرجت عن افواههم ومن تحت أيديهم هذا الأسبوع ليست اقل من محاولة اثارة تمرد جنود الجيش ضد قادتهم، ومواطني إسرائيل ضد كبار مسؤولي جيشهم. وكل هذا حصل في وقت الحرب، الأصعب في تاريخنا.

ما العجب في أن ليس لرئيس الوزراء أي وقت لمعالجة الشمال المشتعل؟ فهو مشغول في الحرب ضد العدو الأخطر: الجيش الإسرائيلي. عبثا حاول وزير الدفاع ان يدعو يوما إثر يوم لمركز ثقل القتال من الجنوب الى الشمال. هذا لم يكن قرار او توجيه تعليمات، بل استجداء من الوزير يوآف غالنت لرئيس الوزراء أن يتذكر ان في الشمال أيضا توجد حرب وان التحدي هناك اكبر من التحدي في غزة.

مشكوك أن يجدي هذا نفعا: فرئيس الوزراء مصمم على مواصلة المطاردة الخالدة وراء “النصر المطلق” في غزة. بكفاءة جمة يبيع حجب عليلة ويسرب مقاطع وثائق مشوهة لمؤيديه. ويوجد أيضا صحافيون شاذون يشترون هذا. وكله كي يثبت بان قائمة شعب إسرائيل معلقة بمحور فيلادلفيا.

كمثال الاحبولة الضحلة “اذا خرجنا من فيلادلفيا – حماس ستهرب المخطوفين الى ايران عبر مصر”. هيا نسير بهذه الفكرة عديمة الأساس في خيال موجه: أناس حماس يخرجون مع مخطوف في نفق من رفح الى مصر (والمشكوك ان يكون موجودا)، وفي الطرف الاخر يلتقون الجيش المصري الذي يطالبهم بتسليم المخطوف لهم. ماذا سيفعل أناس حماس. يعلنون الحرب على الجيش المصري؟ ليس لاناس حماس أي قدرة على الدفاع عن انفسهم في اللحظة التي يجتازون فيها الى الأراضي المصرية والا فانهم كانوا سيفعلون هذا في الأشهر السبعة التي تردد فيها رئيس الوزراء في العمل في رفح.

بعد تسريب مقاطع من وثائق مغرضة لصحف مثل “بيلد” الألمانية و “جويش كرونيكال” البريطانية، حاول وزير الدفاع الرد بوثيقة من جهته. فقد كشف كيف ان قائد لواء خانيونس من حماس، رافع سلامة، يروي للاخوين السنوار بان لواءه ابيد. الوثيقة كتبت قبل ان يصفى سلامة في شهر تموز. منذئذ ابيد أيضا لواء رفح.

غالنت، الذي لا يزال اديبا، حاول أن يوضح للجمهور بان أساس الإنجاز العسكري في غزة بات في أيدينا ويمكن البدء بالعمل لاعادة سكان الشمال. لكن طالما كان رئيس الوزراء يصر على حرب ابدية في غزة واثنتان من فرق الحسم لدى الجيش الإسرائيلي تستثمران في القطاع – فان الجيش الإسرائيلي ليس جاهزا للبدء بخطوة هجومية واسعة في الشمال. عندما ستسمعون أن الفرقة 162 خرجت من غزة وبدأت التدريبات على الحالة الشمالي – فسيكون هذا مؤشر على أن أحدا ما تذكر بان في الشمال أيضا توجد لنا مشكلة.

“مياه تغلي في المناطق”

المعركة في الشمال ستأتي لكن ليس في الموعد الذي نختاره نحن، بل ننجر اليه في غير صالحنا. في كل يوم يوجد تصعيد زاحف في حرب الاستنزاف هناك: نحن نعمق مديات الهجوم، وحزب الله أيضا يوسع منطقة الامن التي ثبتها في شمال الدولة. هذا الأسبوع دخلت بشكل كامل روش بينا ونهاريا في مدى الحرب، وهذا سيواصل النزول جنوبا، الى أن يحصل شيء ما سيء لا يمكن احتواءه.

في مفترق الـ T الذي كنا فيه، بين صفقة مخطوفين وحرب إقليمية – اتخذت إسرائيل الانعطافة نحو الحرب. ليس الفيلم الصادم من نفق الموت لستة المخطوفين، ومشكوك جدا أيضا اذا كانت الكلمات الدقيقة للحاخام الحنان دنينو قد اخترقت سور انغلاق حس من انشغل في الأشهر الأخيرة بصيانة بركة الفيللا خاصته في قيساريا. لكن الان، بينما نحن في الطريق الى الحرب في الشمال وربما أيضا مع ايران، انفتح تفرع آخر يمكنه أن يغير الصورة. منطقة يهودا والسامرة تقترب من نقطة الغليان. رؤساء جهاز الامن عرضوا على الكابنت سلسلة 15 خطوة يمكنها ان تبرد بشيء ما المياه التي تغلي في المناطق وبينها: إعادة دخول العمال الفلسطينيين الى إسرائيل، تحويل أموال الضرائب الى السلطة الفلسطينية، تعزيز السلطة وتثبيت الوضع الراهن في الحرم بقرار حكومي.

لعله غني عن الإشارة الى أن توصياتهم وقعت على آذان صماء. فممثلو الإرهاب اليهودي في الحكومة يتمنون اشتعالا في المناطق. لكن قادة الجهاز اوضحوا أيضا المعاني: اشتعال في المناطق سيجتذب فورا معظم القوات البرية للجيش الإسرائيلي اليها وينزع منها القدرة على بذل جهود هجومية في غزة او الشمال. وهو سيتطلب من الجيش تخفيف قواته في غزة وفي الشمال وكشفنا اكثر على التهديد من هناك.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى