ترجمات عبرية

معاريف: من يملي على نتنياهو القرارات في غزة حقا

معاريف – اسحق بريك – 23/7/2025 من يملي على نتنياهو القرارات في غزة حقا

لا مشكلة لدي الا أكون اديبا في حديثي عن الثلاثي الذي يدفع مقاتلينا الى موتهم وجرحهم عبثا، ويترك المخطوفين لمصيرهم، يختبئون خلف تصريحات عليلة وهزيلة ليس لها أي مفعول. 

رئيس الوزراء يقف امام وضع مميز يعد فيه فقدان الحكم في نظره كالتصفية المطلقة لغاية حياته. بلا حكم، يرى نفسه يحشر في الزاوية، ينقطع عن الرفاق، يفتقر الى السيطرة وينبذ من معظم الشعب. من ناحيته، هذا انتحار سياسي وبالتالي فهو يتمسك بزوايا مذبح الحكم بكل قوته، حتى بثمن أمن دولة إسرائيل ومواطنيها. 

طريقه الوحيد لمواصلة الإمساك بالحكم هو من خلال استمرار الحرب، إذ بدون الحروب سيفكك وزيراه سموتريتش وبن غفير حكومته. فقد وصل الوضع الى حد أن بنيامين نتنياهو مستعد لان يموت، علي وعلى اعدائي يا رب، ونحن ومواطنو الدولة هم من سيموتون في هذا المثال.

وزير الدفاع: دمية بخيطان

وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، الذي يعتبر رجل ثقة بنيامين نتنياهو، يوصف كدمية بخيطان. فهمه في مجال الامن يقترب من الصفر، فيما أن قوته الأساس تجد تعبيرها بالتهديدات على أعداء إسرائيل. 

رئيس الأركان: مع زعامة قزمة وفشل عملياتي

رئيس الأركان، ايال زمير يفقد بسرعة ما تبقى له من حظوة أعطيت له. ويوصف كذي زعامة قزمية، يحاول إرضاء رئيس الوزراء على حساب موقف صلب يقوم على أساس الوقائع والحقيقة في الوقع الذي يوجد فيه. 

فشل حملة “عربات جدعون” بقوات الجيش الإسرائيلي البرية

عندما تلقى ايال زمير منصب رئيس الأركان، وعد رئيس الوزراء والجمهور بان يفعل ما فشل فيه سلفه. صرح بانه سيقوض حماس، يحرر المخطوفين بالضغط العسكري، يقيم حكما عسكريا، يسيطر على المساعدات الإنسانية ويسمح للسياسيين بان يبدلوا الحكم.

حذرت وقرعت كل الاجراس، سواء في وسائل الاعلام ام في المقالات التي نشرت في الصحف في أنه لا يوجد أي تغطية لاقوال رئيس الأركان. بزعمي، الجيش الإسرائيلي، في وضعه الحالي، غير قادر على أن يحسم حماس ويحرر المخطوفين بدون اتفاق. كما قيل ان استئناف رئيس الأركان للقتال سيؤدي الى موت قسم من المخطوفين، مصابين كثيرين، قتلى وجرحى لقواتنا، وان هذه الخطوة ستؤدي الى إهانة الجيش البري والاستخفاف بالفجوة الهائلة بين تصريحات رئيس الأركان وقدرات الوحدات البرية في الميدان.

بخلاف اقوال رئيس الاركان فان الجيش الإسرائيلي لا يسيطر على 75 في المئة من أراضي قطاع غزة. وحتى لو كان هذا الادعاء صحيحا فليس في ذلك أي غاية في أن يكون الجيش الإسرائيلي يجلس على كل الأرض وغير قادر على أن يضرب حماس التي توجد في الانفاق تحت الأرض. حماس تخرج من الانفاق، تضرب جنودنا وتعود مرة أخرى اليها. جيش الدفاع الإسرائيلي يوجد في قطاع غزة مع الذيل بين السابقين ويناشد المستوى السياسي انهاء الحرب بدعوى انه أنهى المهمة. وذلك حين يواصل 30 الف مقاتل من حماس القتال كمقاتلي حرب عصابات من داخل الانفاق، وكل الدمار الذي احدثه الجيش الإسرائيلي من فوق وجه الأرض لم يؤثر على الاطلاق على قدرة أداء حماس من تحت الأرض. لقد تكبد الجيش الإسرائيلي في حملة “عربات جدعون” عشرات القتلى واكثر بكثير من الجرحى، لم يحسم حماس ولم يحرر المخطوفين مثلما وعد رئيس الأركان وخرج اصلعا من هنا ومن هناك. 

الطريق الى الامام

مؤخرا، فهم رئيس الأركان أخيرا بان ليس في نية بنيامين نتنياهو انهاء الحرب كنتيجة لضغط سموتريتش وبن غفير اللذين يهددا رئيس الوزراء بتفكيك الحكومة. بدلا من أن يتوجه رئيس الأركان الى لقاء ثنائي مع الوزراء ويقول له الحقيقة المرة بشكل قاطع بان الجيش الإسرائيلي لا يمكنه، في هذا الوقت، ان يحسم حماس، او أن يحرر المخطوفين بدون اتفاق، وان كل يوم يمر يجبي مزيدا من القتلى والجرحى، وانه محظور عليه كرئيس اركان ان يعطي هذا يدا حين يقتل ويجرح المقاتلون عبثا، وانه هو، رئيس الأركان ليس مستعدا بان يواصل حربا لا غاية لها وتمنعنا من إعادة بناء الجيش ومقاتليه واعدادهم للتهديدات المتعاظمة حول كل حدود إسرائيل.

في حالة رفض بنيامين نتنياهو قبول اقوال رئيس الأركان، على رئيس الأركان ان يضع المفاتيح ويستقيل والا يواصل اقتياد جنودنا الى موتهم فيما هو يعرف بيقين بانهم يقتلون عبثا، وانه يخدم متطرفين مسيحانيين يمسكون بالخيوط. الواقع على الأرض لا يهمهم وهم يعتمدون على الرب بان يحدث لهم المعجزات ويملون على رئيس الوزراء قراراته، ويقودون شعب إسرائيل الى شفا الهوة في كل المجالات: في المجتمع، في الاقتصاد، في التعليم، في الطب، في العلاقات الدولية وفي أمن الدولة. 

رئيس الأركان ايال زمير يواصل الإعلان بانه سيقاتل حتى حسم حماس وتحقيق كل اهداف الحرب، وهذا ما يقوله من الفم الى الخارج كي يرضي بنيامين نتنياهو، فقط بسبب انه لا يرى أي طريق آخر للقاء كرئيس اركان، ومن اجل بقائه مستعد لان يدفع ثمنا فظيعا ورهيبا، فيما أنه لا يوجد أي غاية من ذلك. لرئيس الأركان توجد مسؤولية مباشرة عن موت واصابة مقاتلين كل يوم عبثا. حتى لو تحقق اتفاق جزئي لتحرير 10 مخطوفين، بقدر ما تنتهي الحرب، فاننا سنفقد كل الاخرين.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى