ترجمات عبرية

معاريف – مقال – 7/3/2012 أين التسونامي السياسي

بقلم: نداف هعتسني

وعدونا بتسونامي، قالوا ان اسرائيل معزولة وحتى ميكرونيزيا ستهجرنا، ولكن الواقع أثبت خلاف ذلك، لخيبة امل اليسار المتطرف والعرب.

قبل نصف سنة فقط وعدونا بتسونامي سياسي سيجعل دولة اسرائيل منبوذة ومقاطعة؛ دولة حتى ميكرونيزيا ستملها. وها هو هذا الاسبوع، بينما يقف معظم العالم حيال سوريا وايران والفلسطينيون يحاولون دون نجاح الكفاح في سبيل بعض الانتباه، فان دولة اسرائيل توجد في مكان آخر تماما – في منصة الشرف. وزير خارجيتنا في اوروبا يثبت الحلف الاسرائيلي – البلقاني، فيما أن رئيس وزرائنا يستقبل بالترحاب في البيت الابيض. صحيح أنه لم يصبح عزيز قلب الرئيس الامريكي، ولكن الكل في واشنطن منشغلون بضمان البطاقات لمؤتمر اللوبي المؤيد لاسرائيل ايباك. والى جانب ذلك يناشدوننا كي لا نبعث ببضع طائرات الى طهران والا نطلق تصريحا قاسيا تؤدي بالمقترعين الامريكيين الى ارسال اوباما الى البيت. من يتذكر هناك أبو مازن.

          صحيح، خيبة أمل اولئك الاسرائيليين والعرب الذين يحاولون بعناد اخراجنا من أسرة الشعوب هي خيبة أمل شديدة. ولكن الحقائق تتحدث من تلقاء نفسها: الفلسطينيون حاولوا عزلنا، الاتراك عملوا بكد على اهانتنا، “غوش هشالوم” (كتلة السلام) اصرت على تقديمنا الى المحاكمة في لاهاي. وفي هذه الاثناء فان قائمة الموظفين الامريكيين الذين يقضون وقتهم في الخط الى تل أبيب تضرب ارقاما قياسية، وكمية الدول الاوروبية التي تعمق التحالف السياسي – الاستخباري معنا هي على ما يبدو غير مسبوقة.

          هذا التحالف الذي يتشكل مثير على نحو خاص: بلغاريا، اليونان، قبرص ورومانيا اصبحت دولا تتبادل الاسرار معنا، تتعاون مع المجال العسكري والاستخباري، تدرس نوعا من حلف الدفاع والمصالح. العلاقات تتوثق ايضا مع هنغاريا، صربيا، مونتينغيرو، كرواتيا وجيرانها. والاهم من كل شيء، هذا الدفء في العلاقة لا يقوم على أساس مشاعر الذنب جراء الكارثة او محاولة ارضاء مقترعي الجالية اليهودية، بل يقوم على اساس الامر الاقوى – المصالح.

          صحيح، ايضا في صوفيا، في نيقوسيا وفي أثينا يتأثرون بكثافة العلاقة بين واشنطن والقدس ويتأثرون من حقيقة أن الرئيس، وزير الدفاع، رئيس الاركان وعدد لا يحصى من السناتورات الامريكيين حرصوا على ان يضمنوا لانفسهم مكانا في مؤتمر اللوبي اليهودي في واشنطن. ولكن هذا حقا لا يتوقف هناك. في قبرص، في البلقان وفي شرق اوروبا يتوقون لما يوجد لنا لنعرضه؛ للتكنولوجيا والتكنولوجيا العليا، للاستثمارات، للسياح الذين شواطيء انطاليا، للمعلومات والقدرات العسكرية، للمناعة الاقتصادية.

          من جهة اخرى، كراهيتنا هي مرض عضال. في نظر الكثيرين في العالم، نحن نواصل قتل اليسوع ومحمد في كل يوم من جديد. ولكن كحجم الكراهية هكذا قوة المحبة والاعجاب.

          بنيامين نتنياهو كان يمكنه أن ينتخب في السنة الاخيرة رئيسا للولايات المتحدة، لو كان مرشحا. فيما أن ربط عشرات ملايين المسيحيين الافنجاليين من الولايات المتحدة بالدولة وبالشعب اليهودي هو ربط غير قابل للفسخ.

          لسنوات طويلة طوروا عندنا وفي العالم اسطورة “الاحتلال” والظلم الفظيع الذي نحيقه بالفلسطينيين. جاءت أحداث “ربيع الشعوب” العربية وفتحت قليلا عيون العالم. ومع أن التهكم والازدواجية يتواصلان، ولكن مناعتنا الاخلاقية، كفاءتنا وقوتنا تقدم منظورا اكثر توازنا.

          وسواء صدقنا ذلك أم لم نصدق، فان الكثيرين في العالم يعتقدون، وعن حق، بان لدينا ما نعرضه عليهم. عندنا فقط يوجد النفور، السم والانتقاد الداخلي الباعث على الاكتئاب ومحطم كل بادرة تفاؤل. شعبي جدا الادعاء هنا باننا لسنا “دولة سليمة”، ولكن ما العمل: رغم اشكنازي، باراك، اراد، هرباز وامثالهم، فان المعطيات الموضوعية تؤدي الى استنتاجات مختلفة تماما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى