ترجمات عبرية

معاريف – مقال – 1/3/2012 ائتلاف الامل


بقلم: ياعيل باز ميلاميد

 الان لا يبدو ان ثمة شيئا أو احدا يمكنه أن يهدد حقا حكم بنيامين نتنياهو والليكود. ولهذا يتبقى فقط الامل في ان يتغير المبنى الائتلافي.

       كان هذا يوما خاصا. بضع ساعات من الرأفة في يوم من الموجات العكرة؛ الأمل في ظل يأس آخذ بالازدياد. ليوم واحد أنزاح عنا الالكينيين، واليريفيين، والروتمينيين، ومكانهم احتلته دولة اسرائيل المتنورة، المحبة للعدل، والتي يوجد الانسان ومشاكله في مركز تجربتها، الاقلية وليست الاغلبية، القيم الكونية لجهاز قضائي ذي تقاليد طويلة وفاخرة – بدلا من المحاولات المتكررة لفرض حكم الشريعة وجهازها القضائي علينا.

          هكذا كان اليوم الذي غادرت فيه رئيسة المحكمة العليا دوريت بينيش وظيفتها ونقلت الشعلة الى الرئيس الجديد القاضي آشر غرونيس. ليوم واحد وقف في المركز مئات الاف الاسرائيليين ذوو المذاهب الديمقراطية، التي تعتقد بان حقوق الانسان وحريته في أن يعيش كما يشاء، بما في ذلك حرية التعبير، هي قيم عليا على أساسها يجب أن تسير دولة اسرائيل. بدلا من اصوليين يتحدثون عن تعليم التوراة نصا وروحا كقيمة عليا، رأينا على كل شاشات التلفزيون ومواقع الانترنت النخبة الحقيقية لدولة اسرائيل، التي ليس لها هوية سياسية، طائفية أو جنسية.

          الامل هو الكلمة الأساس. الامل هو ما ضاع لدى الكثيرين جدا، وهو الذي يمكنه أن يحدث التغيير الذي يتطلع اليه الكثيرون. هذا التغيير سيأتي فقط من الساحة السياسية؛ فقط اذا ما نجح الجمهور في ان يغير في شيء التركيبة الائتلافية بحيث تتقلص بقدر كبير قوة الاحزاب الاصولية والاحزاب اليمينية المتطرفة وبدلا منه يقوم ائتلاف فيه مكان لاحزاب مثل كديما (اذا ما بقي حتى الانتخابات)، العمل، وبالطبع حزب يئير لبيد الجديد. ولاسف العديد منا، فان الواقع السياسي لا يعطي أملا بتغيير الحكم بكامله.

          صحيح حتى الان لا يبدو ان ثمة شيئا أو احدا يمكنه أن يهدد حقا حكم بنيامين نتنياهو والليكود. ولهذا يتبقى فقط الامل في ان يتغير المبنى الائتلافي. هذا سيحصل فقط اذا ما ازدادت قوة احزاب الوسط – اليسار، التي في هذه اللحظة لا يوجد أي احتمال أن تتحد في جسد واحد وربما حسن ان هكذا.

          رغم كل الهازئين، المتلونين وعديمي الثقة، فان دخول يئير لبيد الى الساحة السياسية هو الامل الاكبر للكثيرين. يحتمل أن يكون أقل ملاءمة من كل أنواع الصحفيين الذين يشعرون بانهم يعرفون أفضل منه ما الذي ينبغي عمله، ولكنهم يبقون في الدفيئة الاعلامية ولا يتجرأن على محاولة تغيير واقع حياتنا. يحتمل ايضا أن يخيب لبيد آمالنا في نهاية المطاف، ولكن اذا لم يسمح له بالتجربة، فكيف سنعرف؟ يئير لبيد يجلب الى حياتنا ذاك الامل الذي يخيل أنه يبتعد عنا. وعليه، فبالتوازي مع شعاره الانتخابي المعد على عجل “اين المال”، والذي هو بالفعل سؤال أساس لفهم اليأس الكبير، كان من الاسلم من جانبه لو أنه أبرز الامل.

          في نهاية المطاف، صحفيون مختلفون يغضبون من أنه يقول الامور التي يتمناها الكثيرون جدا. وعليه، فلماذا نحتاجه؟ لعل العكس هو الصحيح. بالذات لهذا السبب نحتاجه. هو الذي دخل الى حقل الالغام الحقيقي الذي فقط من هو مستعد لان يخاطر بنفسه يمكنه أن يبدأ في تجسيد اماني الكثيرين من تلك الطبقة الوسطى العلمانية أو التقليدية أو الصهيونية الدينية، التي نأتي منها.

          طالما بقيت الدولة يديرها أناس مثل دافيد روتم، موشيه جفني، الحاخام ليتسمان، ايلي يشاي، الحاخام عوفاديا ويريف لفين، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو (الى جانب سارة بالطبع)، فان اليأس سيتعمق، ومع سيأتي الاندفاع نحو المنزلق الذي يؤدي الى الهاوية. في الانتخابات القادمة – التي ستجرى في موعدها او في نهاية السنة – توجد امكانية لاعادة مركز القوة الى الجمهور الذي يبحث اليوم عن بوادر أمل فلا يجد. لسنا ملزمين بالانتصار في الانتخابات من أجل هذا. ملزمون فقط بان نزيد المعسكر من خلال زيادة التمثيل السياسي. وعندها، ربما، نتنياهو هو الاخر (الى جانب سارة بالطبع) سيتجرأ على أن يقترح مبنى ائتلافيا ذا أمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى