ترجمات عبرية

معاريف: مغازلة بن غفير دليل على إفلاس اليسار ويهدوت هتوراة

معاريف 2022-09-05، بقلم: شلومو شمير

كشفت مظاهر الشرعية، التي تغدق على النائب ايتمار بن غفير، الهزال وانعدام الوسيلة للمعسكرين في الساحة السياسية في إسرائيل، واللذين يتمثلان في الكنيست بحزبي «ميرتس» و»يهدوت هتوراة». فمساعي رئيس المعارضة ليضمن مسبقا لايتمار بن غفير حقيبة في حكومة سيشكلها، اذا ما حقق بالفعل اغلبية في الانتخابات القريبة القادمة، دليل على افلاس اليسار في إسرائيل، وفراغ القيم في أوساط رؤساء المعسكر الحريدي – الحسيدي، الذين يعرفون بأنهم مؤيدون لـ «يهدوت هتوراة».

في الأحزاب الثلاثة المذكورة يدور الحديث عن مسيرة تتواصل منذ بضع سنوات. وقد تعاظمت في السنة الأخيرة، ربما بالذات بسبب تجربة حكومة التغيير. يخيل أن من يعرفون كممثلي اليسار والناطقين بلسانه أهملوا مبادئ الاشتراكية والتطلعات  للدفع قدما بالمساواة الاجتماعية وحل مشاكل الجمهور وأزمات الفرد.

اشتراكية معناها التركيز على أعمال تسعى إلى حلول لضائقة السكن، غلاء المعيشة، وما شابه. الاشتراكية ليست المشاركة في أعمال لتحقيق حل للنزاع الإسرائيلي – العربي. وهي لا يمكنها أن تشكل رافعة للدفع قدما بحل الدولتين. وبالتأكيد لا يمكن أن يوضع في رأس سلم الأولويات، مثلما فعل الناطقون بلسان اليسار في إسرائيل. إذا كانت المعطيات التي نشرت، مؤخرا، عن تدهور اليسار إلى أقلية صغيرة في المجتمع في إسرائيل صحيحة، فالمذنب في ذلك هم رؤساء حزب «ميرتس» على أجيالهم ونظرائهم.

وبالنسبة لـ «يهدوت هتوراة»، ألا توجد لدى النائب موشيه جفني، رئيس حزب «يهدوت هتوراة»، صعوبة مع حقيقة أن شخصا مثل بن غفير اصبح ليس فقط نموذجا مقبولا في الساحة السياسية بل شخصية موضع مغازلة، ورمزا للقوة الصهيونية الدينية، محبوبا وشعبيا في أوساط جموع الشبان الحريديين؟ كما أن لنظراء جفني في قيادة «يهدوت هتوراة»، النائبين القديمين، مئير باروش، ويسرائيل آيخلر يخيل أن ليس هناك أي مشكلة مع حقيقة أن بن غفير أصبح شخصية مركزية في المعسكر الديني. يخيل أن جفني ونواب «يهدوت هتوراة» فقدوا منذ زمن بعيد كل اهتمام بقيم الدين واليهودية. فهل هم في واقع الأمر راضون عن تقدم بين غفير إلى مكانة شخصية سياسية مركزية ورائدة؟ فمن بادر إلى مثل هذا التقدم هو رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، الرجل الذي يعجب به جفني ونواب «يهدوت هتوراة»، وبالطبع آريه درعي الذي يواصل قيادة «شاس».

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى