ترجمات عبرية

معاريف: مع الرأس في الحائط

معاريف – آفي أشكنازي – 27/7/2025 مع الرأس في الحائط

لقد وجدت إسرائيل نفسها في نهاية الأسبوع في طريق بلا مخرج. وصلت الى هذا الطريق المسدود بشكل واع، في ظل تجاهلها لكل التحذيرات ولكل نوع من التفكير العقلاني. 

لقد أودع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في يدي الوزير بتسلئيل سموتريتش، رجل اليمين المتطرف إدارة المعركة في غزة. جعله “وزير الدفاع الفعلي”. وهو، سموتريتش، قاد إسرائيل الى تقليص حجم المساعدات من حجم 4500 شاحنة في الأسبوع الى بضع مئات قليلة في الأسبوع. دفع باتجاه إقامة “مدينة إنسانية” في رفح، تكون عمليا مدينة تهجير من غزة. 

كما حث سموتريتش على المناورة وعلى احتلال محور موراغ. في هذه اللحظة مشكوك جدا كم هو هذا المحور ضروري لتحقيق مفهوم الحراسة والعمل للجيش الإسرائيلي في القطاع. 

هيئة اركان الجيش الإسرائيلي ليست على ما يكفي من الصرامة في وجه نزوات المستوى السياسي، الذي لا يعرف كيف يقرر الخطوات لادارة الحرب.  في نهاية الأسبوع روى ضباط عن الطريقة التي يتصرف فيها المستوى السياسي تجاه السكان في غزة. وكيف تنزل المرة تلو الأخرى الأوامر والتعليمات، التي تتناقض أحيانا الواحدة مع الأخرى. 

لقد اصبح الجيش الإسرائيلي في غزة مؤخرا “محطة إطفاء نار” للحرائق والاشتعالات في ائتلاف بنيامين نتنياهو. هكذا مثلا، قبل نحو أسبوعين، في الصور التي وصلت من غزة، بدا مسلح يجلس على شاحنة مساعدات وفي يده كلاشينكوف. وحسب الصور، لم يكن واضحا اذا كان هذا مخربا من حماس ام مخرب من احدى العشائر او منظمات الجريمة المحلية التي قررت سلب شاحنة المساعدات.

لقد اثارت الصور غضب “وزير الدفاع بالفعل” سموتريتش، الذي اجرى مكالمة مع رئيس الوزراء. وعندها، في غضون دقائق صدرت تعليمات للجيش الإسرائيلي بوقف دخول شاحنات المساعدات. بدون نقاش معمق، بدون فحص الأمور، بدون فهم الى أين يمكن للامر ان يؤدي. بارتجال عمل المستوى السياسي كي يرضي القاعدة اليمينية.

مر يوم ونيف. لإسرائيل وصل وفد احتجاج من الاتحاد الأوروبي ونقل رسالة حادة في اعقاب وقف التموين. وعندها، مرة أخرى، في غضون دقائق، نزلت على الجيش الإسرائيلي تعليمات من المستوى السياسي، باستثناء انها معاكسة هذه المرة. ادخلوا فورا شاحنات المساعدات الى القطاع. هنا أيضا – بدون مداولات، بدون اجراء مرتب، ببساطة تعليمات من فوق. 

في الأيام الأخيرة – الجيش الإسرائيلي ببساطة في حالة هستيريا. كل شيء يغلق عليه: فشله امام حملة التجويع، الضغط من دول العالم، تصلب حماس على هذه الخلفية في المفاوضات، وحقيقة أنه لم يعد لإسرائيل ما يكفي من أدوات لممارسة مزيد من الضغط على حماس دون دفع ثمن باهظ من حياة الجنود والمخطوفين ومزيد من النقد من العالم.

النتيجة – إسرائيل اضطرت للعمل بفزع: فتح التموين من مصر، السماح بانزال المساعدات من طائرات اردنية واماراتية، ربط خط الكهرباء بمحطة التحلية، ادخال منتجات النظافة الشخصية على نطاق واسع، والعمل على ادخال ادوية ومستلزمات لعموم المستشفيات. 

في كل بضع ساعات في الجيش الإسرائيلي يسارعون للتبليغ وللتحديث عن كميات الغذاء التي تدخل الى غزة. وكل هذا يحصل بخلاف السياسة التي حاول “وزير الدفاع بالفعل” ان يتبعها على مدى الأسابيع والاشهر الأخيرة. 

إسرائيل تحاول الان عمل كي تحصل على الشرعية. هي تفهم بان المحادثات في محاولة للوصول الى تحرير المخطوفين توجد في طريق مسدود بسبب السلوك الهاوي في إدارة المعركة على مدى طولها. كل تاجر مبتديء في السوق يعرف بانه على الصفقات بدفعات تدفع فائدة إجرامية. كل ذي عقل يفهم بانك عندما تغلق وتقلص خطوط تموين الغذاء لملايين البشر، لن تتمكن من الخروج من هذا بسلام حيال الاسرة الدولية. والان تحاول إسرائيل إيجاد المخرج من مغامرة زائدة. 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى