ترجمات عبرية

معاريف: معضلـــة الأنـــفـــاق

معاريف 2023-11-03، بقلم: تل ليف رام: معضلـــة الأنـــفـــاق

رغم الثمن الدموي الباهظ، 16 قتيلاً، تقدمت فرق الجيش الإسرائيلي في خمسة أيام القتال الأولى من المناورة البرية بشكل سريع. الآن تبدأ المرحلة الأصعب والأكثر تعقيداً، والتي من المتوقع أن تكون ابطأ أيضا – مرحلة تطهير المنطقة من كثير جدا من مخربي حماس المنتشرين بشكل مرتب.

إضافة الى ذلك هناك حاجة أيضا للوصول الى مقدرات عملياتية هامة لحماس – مخازن السلاح، غرف التحكم والاستحكامات وضرب أنفاق مترو حماس.

تصف القوات المقاتلة عدوا بعيدا جدا حاليا عن الانكسار. فرغم التصفيات العديدة التي نجح الجيش الإسرائيلي في إخراجها الى حيز التنفيذ بضرب مستوى القيادات الوسطى لحماس، في معظم الحالات تنجح المنظمة في الحفاظ على طريقة قتال مرتبة تستند أساسا الى قتال الانفاق والخروج من الفوهات في قلب المنطقة المبنية في محاولة لضرب قوات الجيش الإسرائيلي، واساسا من خلال إطلاق الصواريخ المضادة للدروع.

في الحدث الأصعب حتى الآن، خرج مخربون من نفق ونفذوا اطلاقا لصواريخ مضادة للدروع نحو مجنزرة نمر واصابوها إصابة فتاكة أدت الى موت 11 مقاتلاً. مقاتلان آخران من جفعاتي اصيبا جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع أصاب حائطاً مجاوراً لهما. ومقاتلان آخران في كتيبة 77 من المدرعات قتلا بإصابة صاروخ مضاد للدروع أو عبوة ناسفة.

الإصابة الفتاكة لمجنزرة نمر وقعت بعد أن خرج مخربون من فوهة نفق وأطلقوا نحوها الصاروخ. استخدام النفق وفوهة الخروج هو الذي وفر اغلب الظن للمخربين تفوق المفاجأة.

كبار رجالات الجيش الذين اعتقدوا بان الهجوم على أنفاق المترو في حارس الاسوار سيمنع حماس من استخدامها خوفا من الإصابة، اخطؤوا خطأ جسيما. فأنفاق المترو تواصل كونها هذه المرة أيضا أداة المناورة المركزية التي تستخدمها حماس في الحركة في قلب المنطقة المبنية، حتى بعد أن تقدم الجيش الإسرائيلي وهكذا ستحاول ملاحقة قواتنا من الخلف أيضا.

ومع ذلك، في معظم الحالات التي خرج فيها المخربون من فوهات الانفاق، نجح الجيش الإسرائيلي في انهاء اللقاء بتصفية المخربين دون إصابات.

التقدير في الجيش الإسرائيلي هو أن حماس ستخوض قتالا شديدا على مراكز الثقل خاصتها ولن تستسلم بسهولة. هنا على ما يبدو يبدأ الاختبار الحقيقي للجيش. الاثبات بان بوسعه تحقيق إنجازات عملياتية حقيقية بضرب حماس كجزء من معركة يعتقدون في الجيش الإسرائيلي انها ستتطلب زمنا طويلا وبالتأكيد لن تنتهي فقط بالمعركة على غزة نفسها، حيث انه بالتوازي توجد مهمة إعادة المخطوفين الى الديار. وكما كتب أمس رئيس الاركان الفريق هرتسي هليفي في برقية لمقاتلي الجيش الإسرائيلي: “سنواصل استغلال الفرص لاعادة المخطوفين بكل الوسائل وباخذ المخاطر مثلما سبق أن فعلنا”.

من الجنوب، الى حدود الشمال. في إسرائيل متحفزون قبيل بيان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. انضمام الحوثيين الى المعركة مع إسرائيل كفيل بان يشجع حزب الله أكثر فأكثر على أن يرتفع درجة في استخدام قوته العسكرية ضد إسرائيل. إسرائيل تسعى لأن تقاتل في غزة، لكن حلفاء إيران سيفعلون كل ما يستطيعون كي لا يسمحوا للجيش الإسرائيلي بهزيمة حماس. كلما تقدمت قوات الجيش الى قلب غزة، هكذا ستحتدم معضلة نصرالله – هل سيصعد المواجهة العسكرية مع إسرائيل ويخاطر بالتدهور الى حرب شاملة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى