ترجمات عبرية

معاريف: معضلة نتنياهو: كيف سيختار مواجهة موجة الإرهاب المستمرة؟

معاريف 16-11-2022م، بقلم تل ليف رام : معضلة نتنياهو: كيف سيختار مواجهة موجة الإرهاب المستمرة؟

عملية “أرئيل” التي جرت أمس هي من أقسى العمليات التي وقعت في “يهودا والسامرة” في السنوات الأخيرة. فحقيقة أن ثلاثة إسرائيليين قتلوا، وأن الطواقم الطبية تواصل الكفاح في سبيل حياة جرحى آخرين، تشكل مؤشراً واضحاً على أن التصعيد الأمني في السنة الأخيرة من غير المتوقع أن يختفي.

إن إحباط عمليات الإرهاب التي ينفذها فلسطيني بمبادرة خاصة، والذي لم يكن حتى لحظة تنفيذ العملية معروفاً لجهاز الأمن ولم يكن يحتاج لغرض تنفيذ العملية سوى سكين أو بلطة أو سيارة، كان وسيبقى التحدي الأكثر تعقيداً لجهاز الأمن في التصدي لموجة الإرهاب الأخيرة في الضفة الغربية.

ما بدأ في آذار بعمليتين نفذهما عربيان إسرائيليان على خلفية التأييد والنشاط تحت علم الدولة الإسلامية في بئر السبع والخضيرة تبناه مخربون عملوا انطلاقاً من مفهوم وطني فلسطيني في العمليات القاسية في “بني براك”، و”تل أبيب”، و”إلعاد”. في العمليات الخمس هذه وحدها قتل 17 شخصاً. لم يشخص جهاز الأمن في الوقت المناسب خلايا إرهاب الدولة الإسلامية والبوادر الأولية التي كانت في الميدان. والأعمال التي قام بها “الشاباك” بعد ذلك إلى جانب التنكر والاستنكار الواضح من المجتمع العربي في إسرائيل كبحت استمرار الميل. غير أن الشرارة التي أشعلها مخربون من مؤيدي داعش في مدن إسرائيل استُغلت للتحريض والتشجيع على الإرهاب، خصوصاً من منطقة جنين وشمال السامرة، ومن هناك خرج المخربون الذين نفذوا العمليات القاسية في تل أبيب و”بني براك” و”إلعاد”.

عمق الجيش الإسرائيلي نشاطه ضد الإرهاب في جنين وفي شمال السامرة، وعزز خط التماس الذي كان سائباً. بشكل عام، يمكن القول إن ميل العمليات في أراضي إسرائيل انخفض بشكل كبير في ضوء الجهود العملياتية التي بذلت. وانتقل الانتباه إلى قتال قوات الأمن في قلب المدن الفلسطينية، ولا سيما في مخيمات اللاجئين في جنين، وفي نابلس. ظاهرة تنظيم الإرهاب “عرين الأسود” في نابلس وتنفيذ عمليات إطلاق نار عديدة من تنظيمات إرهابية جديدة اجتذبت الانتباه لهدف واضح يسهل على الجيش التصدي له. سلسلة من العمليات المركزة ضربت “عرين الأسود” بشكل شديد، لكن من الواضح الآن أنها غير كافية؛ إذ إن صفات قسم كبير من العمليات في الشهرين الأخيرين تعبر عن ميل آخر تماماً ومرحلة أخرى في تصعيد أمني أخطر. هذه ليست انتفاضة كونها ليست شعبية في هذه المرحلة. لكن عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار في الأشهر الأخيرة – من غور الأردن، عبر شرقي القدس و”كريات أربع” وحتى “أرئيل”– تعبر عن ميل واضح لاتساع موجة الإرهاب إلى مناطق عديدة في “يهودا والسامرة” مثلما في موجة الإرهاب عام 2015.

مخزون منفذي العمليات الذين لم تكن لهم مشاركة في الإرهاب حتى لحظة قرار الخروج إلى العملية وليسوا معروفين لدى جهاز الأمن، هو في ارتفاع دراماتيكي. يقدر جهاز الأمن أن الأشهر القادمة ستكون مشحونة على نحو خاص، فما بالك أنه وبمقارنة مع إرهاب السكاكين في 2015، تنفذ العمليات في موجة الإرهاب الحالية بالسلاح الناري بقدر أكبر. هذا ولم نتحدث بعد عن الساحة السياسية. لا تحاول الإدارة الأمريكية إخفاء قلقهم من إمكانية تعيين بتسلئيل سموتريتش في منصب وزير الدفاع القادم. ومن الواضح أن للسياسة الإسرائيلية في “يهودا والسامرة” آثاراً ليس على الوضع الأمني فقط، بل أيضاً على الساحة السياسية في إسرائيل وعلى العلاقات مع الأسرة الدولية وبخاصة مع الولايات المتحدة.

في موجة الإرهاب عام 2015 عندما كان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، أخذ بموقف جهاز الأمن عدم المس بمكانة السلطة الفلسطينية، والفصل قدر الإمكان بين السكان المدنيين الفلسطينيين ومحافل الإرهاب وعدم المس برزقهم.

من السابق لأوانه معرفة كيف سيختار نتنياهو هذه المرة، لكن الواضح أن المحيط السياسي المتبلور حالياً سيشكل له تحديات مركبة. مثلاً، رئيس المجلس الإقليمي “السامرة” يوسي داغان، الذي تمتع نتنياهو بدعمه في حملة الانتخابات الأخيرة، يطالب أن تضع حكومة إسرائيل المقبلة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن هدفاً أمنياً. وعلى حد فكره، فإن السلطة الفلسطينية هي التي تقف خلف موجة الإرهاب الأخيرة. عملياً، يدور الحديث عن الطلب للعمل على إسقاط حكم السلطة ووقف التعاون مع أجهزة الأمن الفلسطينية. في الماضي رفض نتنياهو هذه الإمكانات رفضاً باتاً. أما الآن فالتنازل عن حقيبة الدفاع في صالح سموتريتش كفيل بأن يشكل مؤشراً أول أيضاً على استعداده لاتخاذ خط صقري أكثر حتى حيال السلطة الفلسطينية.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى