ترجمات عبرية

معاريف: مراحل زمنية يجب أن تتغلب فيها التحديات الوطنية المشتركة على الانقسام

معاريف 19/2/2023، بقلم: البروفيسور أفرايم عنبر، واللواء احتياط يعقوب عميدرور، والعقيد المتقاعد د. عيران ليرمن: مراحل زمنية يجب أن تتغلب فيها التحديات الوطنية المشتركة على الانقسام

معهد القدس للاستراتيجية والأمن الذي نترأسه، وضع ­مخططا سياسياً أمام حكومات إسرائيل في السنوات الأخيرة، وفيه سلسلة توصيات؛ أولاها تشكل شرطاً ضرورياً لمواجهة التحديات التي أمامنا، وهي الدعوة للحفاظ على أقصى قدر من رص الصفوف الوطنية. أحداث الآونة الأخيرة تؤكد أهمية هذه التوصية بقوة أكبر.

تقف إسرائيل أمام نقاط حسم مصيرية، أساساً حيال إيران، العدو المصمم والساعي إلى سلاح نووي، وحيال توابعها، المستعدين للعمل والمنتشرين على حدودنا. ليس هذا هو وقت تعميق الصدوع في المجتمع الإسرائيلي ودفع جماهير واسعة إلى اغتراب خطير.

إن أسباب الحاجة إلى رص الصفوف الاجتماعية يعرفها أصحاب القرار منذ سنين. في المخطط السياسي لحكومة إسرائيل الـ 36 الذي نشرناه في 2021 اندرج قول بأن “رص الصفوف الوطنية شرط ضروري لحصانة إسرائيل في الاختبارات الأمنية القاسية التي أمامنا”، وينبغي أن تضاف إلى تحديات الحوكمة من الداخل الحاجة إلى التوجيه السليم لسفينة الاقتصاد الإسرائيلية في الاقتصاد العالمي وحيوية الحفاظ على الجسور مع يهود الشتات. إن الطريقة التي تنعكس فيها الخلافات في إسرائيل تجاه الخارج هي عنصر قد يصبح إشكالياً في معادلات الردع الإسرائيلية حيال أعدائها. تسمع في طهران الآن أصوات فرح وكذا في دول أخرى في المنطقة. وفي الوقت نفسه، فإن للخلافات تعبيراً في علاقات إسرائيل مع أصدقائها وشركائها في الساحات الإقليمية والعالمية.

إن التصعيد الذي نشهده في المواجهات الفكرية السياسية من الداخل وأولاً وقبل كل شيء حول مسألة التغييرات في جهاز القضاء وفي مسائل في علاقات الدين والدولة، يعصف بإسرائيل في توقيت سيئ جداً. فالمس بالتراص القومي، حتى لو انطوى على رغبة شرعية في إصلاح مواضع خلل في النظام القائم، ففي داخله احتمال لضرر يقع بمصالح إسرائيل الأمنية والسياسية، لكن خطورة الأزمة الحالية كبيرة على نحو خاص. الخطر الذي أمامنا ينبع من خليط لبضعة عوامل، بينها إبراز ما يفرقنا على ما يجمعنا. ميل التآكل في مكانة الأجسام الرسمية التي يتجسد فيها بُعد رص الصفوف الوطنية إلى جانب خطورة التحديات الأمنية الفورية التي على الأبواب وعلى رأسها الحاجة لمنع إيران من الوصول إلى سلاح نووي.

إن التهديد العسكري المصداق يستوجب من إسرائيل إعادة نظر أعدائها بأنها مصممة ومتراصة. لكنه ليس هو الانطباع الذي تخلقه في الظروف الحالية. قد يلحق التصعيد ضرراً حيال الإدارة الأمريكية وضرراً لقدرة الحوار معها في ضوء التحدي الإيراني وفي ضوء التحديات المرتقبة في الساحة الفلسطينية. تعابير القلق في ضوء الوضع، بخاصة في أوساط يهود أمريكا لا تساهم هي أيضاً في الوضع.

يجب على الزعامة الإسرائيلية، ائتلافاً ومعارضة على حد سواء، العمل على تهدئة الخواطر، وتغيير آلية الخطاب الجماهيري وإقامة أطر ناجعة لحوار حقيقي يسعى إلى خلق إجماع واسع قدر الإمكان.

إن مبادرة رئيس الدولة إسحق هرتسوغ تقترح إطاراً ممكناً ومخططاً للحوار في مسائل أساسية. ومقابل المواقف الأيديولوجية والمصالح الفئوية يجب عرض رسالة لا لبس فيها عن خطورة الساعة التي نحن فيها، ثم الحاجة إلى تخفيض مستوى اللهيب في الجمهور. هناك نقاط في الزمن تكون التحديات القومية المشتركة فيها واجبة التغلب على ما يفرقنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى