معاريف: مجموعة الاهداف التي ستختارها لمهاجمة ايران يجب أن تكون متناسبة مع هذا الهدف

معاريف 6/10/2024، داني سيترينوفتش: مجموعة الاهداف التي ستختارها لمهاجمة ايران يجب أن تكون متناسبة مع هذا الهدف
الخطاب النادر لزعيم ايران في صلاة يوم الجمعة في طهران وان كان معدا لاستعراض قوة الجمهورية الإسلامية وتعزيز ردعها لرد إسرائيلي محتمل، لكن عمليا جسدت اقوال آية الله خامينئي فقط وضع بلاده الاستراتيجي البشع. وذلك فيما انه في خلفية الأمور يبدو اغلب الظن ان إسرائيل تصفي أيضا بديل حسن الله، هاشم صفي الدين، الخطوة التي تجعل من الصعب جدا على ايران ترميم المنظمة منذ جولة التصعيد الحالية، وبعامة تهدد “المشروع اللبناني” الإيراني.
في خطابه برز التعلق العميق الذي طورته ايران بعامة وزعيم ايران بخاصة لحزب الله وزعيم المنظمة حسن نصرالله لتوثيق وتنسيق اعمال وكلائها في الشرق الأوسط، ردع إسرائيل من هجوم في ايران وتعزيز مكانة ايران في الشرق الأوسط.
موت نصرالله يتكاتب بشكل مباشر مع الضعف العسكري الذي تبديه المنظمة في مواجهة خطوات إسرائيل، يؤثر بشكل مباشر على مكانة ايران الأمنية في المنطقة واساسا يتركها مكشوفة عسكريا في مواجهة مستقبلية مع إسرائيل.
في خلفية الأمور، لا تزال طهران تحاول ردع إسرائيل من مهاجمة ايران. وبالتوازي يحاول وزير الخارجية سيد عباس عركجي الحفاظ على محور المقاومة من خلال زيارات في سوريا وفي لبنان، لكن يخيل أن طهران لم تقرأ الخريطة بشكل صحيح، وبخلاف هجومها السابق على إسرائيل في 14 نيسان، فان قدرتها على ربط وكلائها او الاسرة الدولية لردع إسرائيل عن هجوم في ايران ضعفت بشكل دراماتيكي.
رغم هذه التطورات، محظور بالطبع الاستخفاف بايران. فبقدر ما تحشر في الزاوية، يتعاظم الاحتمال لخطوات في مجال النووي (تخصيب الى 90 في المئة؟) لاجل تعزيز ردعها. النار في الأسبوع الماضي شهدت هي الأخرى على رفع المستوى الذي أجرته ايران على منظومة الصواريخ التي تحت تصرفها في الأشهر الأخيرة. وفي ضوء هذا، وعلى فرض ان إسرائيل اتخذت قرارا بمهاجمة ايران يتعين عليها أن تفكر جيدا ما الذي تريد ان تحققه في مثل هذا الهجوم.
اذا كانت إرادة إسرائيل هي الامتناع عن توسيع المعركة والحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع الإدارة في واشنطن (التي تعارض هجوما على مواقع النووي او مخزونات النفط الإيرانية)، فان مجموعة الاهداف التي ستختارها يجب أن تكون متناسبة مع هذا الهدف. مهما يكن من امر، في ضوء التوقع بان ترد ايران على كل هجوم إسرائيلي ذي مغزى فان التصعيد لا يزال امامنا.
*باحث في برنامج ايران في معهد بحوث الامن القومي