ترجمات عبرية

معاريف: ما هو الهدف الاستراتيجي من جولات القتال المتكررة في قطاع غزة؟

معاريف 25-5-2023، بقلم شبتاي شابيط: ما هو الهدف الاستراتيجي من جولات القتال المتكررة في قطاع غزة؟

كان لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطاب في “بار إيلان” 14 حزيران 2009 عرض فيه مفاوضات إسرائيلية – فلسطينية لحل الدولتين. ظاهراً، خطابه يتناقض وأيديولوجيته على مر السنين. إذا كان كذلك، فمن أين ولد الخطاب؟

الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي دخل البيت الأبيض في 2009، كان ديمقراطياً أسود ذا آراء ليبرالية. في زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط، تجاوز إسرائيل وهبط في مصر. كان خطابه الأول في جامعة الأزهر بالقاهرة، في 4 حزيران 2009، وقال إنه يؤيد حل الدولتين للشعبين لإنهاء النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. شدد أوباما على أن الوضع الذي لا يكون فيه للشعب الفلسطيني دولة هو وضع لا يطاق، وأن تطلعات الفلسطينيين للدولة وللكرامة شرعية.

قرب الموعدين بين خطاب أوباما في القاهرة في 4 حزيران 2009 وخطاب “بار إيلان” لبيبي بعد أسبوع ونصف من ذلك، يشرح لماذا تناول نتنياهو علناً حل الدولتين. كما أن اختيار جامعة “بار إيلان” لم يكن صدفة، بل كي يخلق تماثلاً مع خطاب أوباما. لقد فهم نتنياهو بأنه سيحتاج ليتعايش مع أوباما لولاية واحدة على الأقل. ولاحقاً، تبين بأنه عاش مع أوباما ولايتين حتى 2017. في مسألة النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، فهم بيبي بأنه محظور عليه تحطيم الأواني منذ بداية ولاية الرئيس الأمريكي. لا، أبدى استعداداً للبحث في حل الدولتين، مع العلم مسبقاً بأنه لا بد في سياق الطريق أن يجد “الابتكار” لقتل الموضوع، مثلما حصل أيضاً.

وما هو “الابتكار” الذي وجده بيبي لقتل فكرة الدولتين؟ في عقله اللامع، وضع ميزان قوة جديداً في أوساط الشعب الفلسطيني. جفف السلطة الفلسطينية ببطء وبالتدريج، وبالتوازي عزز قوة حماس، التي لا يعترف بها كدولة وبالتأكيد ليست شرعية. بهذا الشكل، حاول أن يتحكم بشدة النزاع وبمستوى اللهيب في قطاع غزة. ولما كانت حماس ليست أكثر من منظمة إرهابية، فإن العالم لا يمكنه أن يضغط علينا لنتقدم في المسار الفلسطيني، طالما غزة تشتعل. مفكر عسكري تاريخي واجتماعي حقاً بمستوى الجنرال الباروسي كارل فون كلاوزفتس.

الحائط الحديدي لبيبي

كانت 18 جولة قتال في القطاع في العشرين سنة الأخيرة. إحصائياً، جولة قتال في السنة تقريباً. فما هو الهدف الاستراتيجي لكلاوزفتسي هذا؟ لا دليل أفضل على تأكيد النظرية من أقوال بيبي نفسه، في جلسة الليكود في الكنيست عندما شرح بأن نقل المال القطري إلى حماس هو جزء من استراتيجية الفصل بين الفلسطينيين في غزة والضفة، إذ هكذا سنحبط إقامة دولة فلسطينية. في هذه اللحظة يستيقظ كلاوزفتس من قبره ويسأل: حسناً، لكن ما هي نهاية اللعبة End Game ؟ بيبي لا يجيب، لكنه على أي حال يفكر بينه وبين نفسه: بعدنا الطوفان.

وما هي الأثمان التي تدفعها إسرائيل على استراتيجية كلها وكليلها ليست أكثر من صيانة دون أي أمل أو غاية لمستقبل أفضل؟

الأول- سكان غلاف غزة هو “الحائط الحديدي” لبيبي، وهم الذين يتكبدون الخسائر في الأرواح والأضرار والخسائر في الممتلكات، وصدمات لحياة الأطفال وضياع جودة الحياة للأجيال.

الثاني- بيبي يبني بكلتا يديه حماس باعتبارها وريثة لأبو مازن؛ كان يمكن الحديث عن السلام مع أبو مازن، ولكن الأولى ستأكل الحراب إلى الأبد.

الثالث- ضياع ردع الجيش الإسرائيلي، كون الجيش ليس له إلا تكتيك واحد: جولة قتال لعدة أيام والعودة إلى وقف النار.

الرابع- خلق ائتلاف مخيف من الأعداء، وثبت الآن لغة جديدة ومهددة: “سيناريو متعدد الساحات”، يبدأ في إيران بالشرق ويغطي كل الأراضي الإقليمية حتى البحر المتوسط.

لقد جرب بيبي استراتيجيته بالتجفيف في ساحة أخرى – الأردن. السلام بين الأردن وإسرائيل الذي بني على مدى عشرات السنين، إنما يعني بيبي كما يعنيه ثلج العام الماضي. ولشرح منطقه الأشوه، ثمة حاجة لمقال منفصل. على أي حال، خير أنه لم ينجح في تحقيق هذه الخطوة.

إذن، كيف نخرج من المستنقع الغزي؟ باختصار شديد، يجب أن نختار واحدة من الإمكانيتين التاليتين:

الأولى، انتظار عودة أمريكية إلى ساحة الشرق الأوسط وإقامة محور إقليمي جديد من الدول السنية المعتدلة، بما فيها إسرائيل. وسيكون دور هذا المحور إعادة الاستقرار إلى المنطقة، وصد إيران والدفع قدماً لإنهاء النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.

الثانية، انتظار اللحظة المناسبة لتصفية حماس في غزة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى