ترجمات عبرية

معاريف: ليس هكذا يكون الحسم

معاريف – آفي أشكنازي – 20/7/2025 ليس هكذا يكون الحسم

653 يوما من الحرب بلا حسم، 50 مخطوفا إسرائيليا لدى حماس، 1928 مواطنا وجنديا قتلى، منهم 893 مقاتلا سقطوا في المعارك، والاف آخرون من الجرحى في الجسد وفي النفس. هكذا يبدو “غرق في الوحل الغزي”. لقد حان الوقت لان تقول ان إسرائيل تنجح في تحقيق إنجازات تكتيكية في الحرب في غزة لكنها ليست على مسافة خطوة عن النصر. ابعد من هذا. 

لكن النتائج القاسية هي ليست بسبب سلوك الجيش، بل في سلوك المستوى السياسي وفي سلوك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لا يعرف، لا يريد وعلى ما يبدو أيضا لا يستطيع اتخاذ القرارات. لكن هذا حقا لا يغير في الامر من شيء، لانه عندما يكتب التاريخ، الذي يتحقق تماما في هذه اللحظة، فان المذنبين في الوضع الذي وصلنا اليه هم: رئيسا الأركان اللذان لم يوفرا ويوفرا البضاعة – قائدا الجبهة الجنوبية السابق والحالي، قادة الفرق، المستشارة القانونية للحكومة والمدعية العامة العسكرية، رئيس الشباك ورئيس الموساد اللذان ادارا “إعطاء وإعطاء” (بدلا من الأخذ والعطاء او المفاوضات) – والقائمة لا تزال طويلة. 

وراء الاعداد القاسية يختبيء الاف وعشرات الاف قصص المخطوفين، الجنود في النظامي وفي الاحتياط، العائلات – الآباء والامهات، الأزواج والزوجات والأطفال. في الأسابيع الأخيرة، في كل زيارة لوحدة عسكرية – في غزة، في الشمال او في الضفة – الحديث مشابه. هذا يبدأ دوما بالحديث الإيجابي من قائد الكتيبة او قائد السرية عن كم هم الجنود مصممون على تنفيذ المهمة وحسب المعركة مع العدو. وكمن نحن الأفضل والأكثر تصميما.

الحقيقة هي أن هذا صحيح. الدوافع لا تزال عالية. لكن مع الدوافع فقط لا ننتصر في الحرب، لا نحسم المعركة مع العدو. هناك حاجة لهذا الغرض الى طريق، اهداف، وسائل وقدرات. لقد بنى الجيش الإسرائيلي نفسه لمعارك قصير وسريعة. الكثير من النار، قوة وقدرة مناورة قصيرة وفاعلة. في غزة هو فعل هذا عددا لا يحصى من المرات. من بيت حانون وجباليا من الشمال عبر مدينة غزة ومحور نتساريم في وسط القطاع وحتى خانيونس ورفح في الجنوب. 

لقد وصل الجيش الإسرائيلي الان الى مرحلة يوجد فيها في المكان الأكثر إشكالية من ناحيته – الصمود في ظروف ميدانية محددة يبدأ فيها تنفيذ معركة دفاعية وليس عبثا، بل في ملعب خارجي. بعد وقت، في كل زيارة لوحدات الجيش الإسرائيلي تبدأ تطلب القصص. عن المصاعب، الانهاك، التعب، تلبد الاحاسيس والفهم بانه لا توجد حقا إدارة ومخططات للمعركة. النموذج الأبرز كان المهزلة حول موضوع المدينة الإنسانية التي كان يفترض بها أن تقوم على خرائب رفح. في النهاية تبينت هذه كاحبولة من المستوى السياسي لمخادعة الجمهور في إسرائيل ومحاولة ممارسة الضغط على حماس. 

من المهم الإشارة الى أن رئيس الأركان وقيادة الجيش عارضوا الخطوة لانهم أناس جديون وفهموا بانه لاجل اخراج الاحبولة الى حيز التنفيذ هناك حاجة الى بين ثلاثة اشهر ونصف سنة لاجل التنظيم والبناء – وهناك حاجة لالاف الجنود للحراسة. وبالطبع في الجيش فهموا ان هذا يعني فتح جبهة إضافية من معركة دفاع وفرض حكم عسكري في جنوب القطاع. في هذه اللحظة مشاكل الجيش هي مقدمة حرجة لما سيأتي. هو بحاجة قبل كل شيء الى ان يتثبت على حدود ومهام محددة، هو بحاجة الى الإنعاش وملء الصفوف، هو بحاجة الى تأكيد الانضباط العسكري لعموم الوحدات والاطر، وهو بحاجة الى بناء قوة الانسان وقوة الاليات الحربية على حد سواء. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى