ترجمات عبرية

معاريف: ليست هناك معركة أخيرة: على الجيش الإسرائيلي أن يقدم خطة لإنهاء الحرب

معاريف 27/3/2024، بقلم غور ليش: ليست هناك معركة أخيرة: على الجيش الإسرائيلي أن يقدم خطة لإنهاء الحرب

مفهوم الأمن الإسرائيلي حتى 6 أكتوبر 2023 كان يقوم على المبدأ الذي ثبته بن غوريون، وبموجبه لا يمكن أن تكون لإسرائيل معركة أخيرة. فإسرائيل أصغر من أن تفرض إنهاء النزاع على أعدائها بالقوة. انطلاقاً من هذا الفهم، تطور نهج جولات الحرب، وبموجبه تحاول إسرائيل تأجيل الحروب قدر الإمكان، واستغلال الفترة الانتقالية كي تتعزز وتتطوع.

كل الحروب والحملات العسكرية لم تنجح في إحداث تغيير أساسي في وضع العداء ضدنا. نشأ تغيير أساسي في الوضع عقب اتفاقات السلام. جاءت الهجمة المفاجئة في 7 أكتوبر، وسارع كثيرون لنسيان الحقيقة البسيطة التي عبر عنها بن غوريون. على حد قولهم، نبع الإخفاق الأمني من سماحنا لحماس بالتعاظم، وأننا لو صفينا السنوار لما تفاجأنا. بزعمهم وقعنا في مفهوم مغلوط، في إدمان الهدوء، وفي ضعف عسكري ومدني. لو خرجنا إلى المعركة الأخيرة على غزة قبل الأوان.

لو كان ممكناً تصفية حماس قبل الأوان، فكيف وصلنا إذن إلى الوضع الحالي؟ فإسرائيل حكمت قطاع غزة منذ 1967، وقبل وقت طويل من قيام حماس. لعل الخطأ كان الخروج من غزة في فك الارتباط؟ لكن في واقع الأمر، حدثت قبله أيضاً قبل نار صواريخ القسام عمليات من غزة. ربما يكون اتفاق أوسلو مصدر الخطأ، وكان محظوراً إعطاء غزة لـ م.ت.ف. لكن في واقع الأمر، كان أوسلو رد على الانتفاضة الأولى التي تضمنت اضطرابات وإرهاباً في غزة. فلماذا لم ننجح في قمع الغزيين قبل ذلك؟

السبب، كما يبدو، كان واضحاً لبن غوريون مع قيام الدولة. لا تستطيع إسرائيل فرض إنهاء النزاع بالقوة على أعدائها. ومثلما لم ننجح في الحروب في ردع مصر إلى أن اختار السادات السلام، ومثلما لم ننجح في منع الإرهاب وتطور منظمات معادية في لبنان، لم ننجح في تصفية الإرهاب في الضفة وغزة. ليس هناك ما يسمى “مرة واحدة وإلى الأبد”. ما كان واضحاً في 1950، نسي في 2024.

لكن حتى من نسي، يرى الوضع الحالي بعد نصف سنة من الحرب. لن تكون للجيش الإسرائيلي ظروف مريحة لخطوة عسكرية. الشرعية الخارجية والداخلية أتاحت إنجازات استثنائية من ناحية تفكيك بنى حماس، لكن هل اقتربنا من تصفية نهائية للتهديد من غزة؟

الادعاء في هذه اللحظة أنه لا ينقصنا إلا عملية رفح. أحقاً؟ عادت قوات الجيش الإسرائيلي إلى مدينة غزة وإلى مستشفى الشفاء كي تجدهما غارقين بالمخربين. فهل ستختفي حماس بعد تفكيك كتائب رفح كما اختفت من شمال القطاع؟

هل ينبع الوضع الذي وصلنا إليه إلا من نقص التصميم العسكري والسياسي، أم أنه وليد مبدأ أساسي أكثر؟ هل تعرضنا إلى ضربة أليمة كهذه في 7 أكتوبر تزيد قوتنا بحيث نتمكن من إخفاء العدو في غزة مرة واحدة وإلى الأبد؟

الجيش الإسرائيلي يشارك في التظاهر بأننا في الطريق إلى تحقيق المستحيل، وأن الخطوة العسكرية ستلغي التهديد من غزة. هل يملك رئيس الأركان خطة عملية لإخفاء التهديد من غزة؟ هل يملك القوات، العتاد، الإسناد الدولي لتحقيق مثل هذا الهدف؟ وإذا تعذرت تصفية التهديد بشكل مطلق، فما الذي يمكن تحقيقه، وكيف يحول هذا الإنجاز إلى واقع مرض لبلدات الغلاف؟ رئيس الأركان ملزم بالإجابة عن هذه الأسئلة. حتى لو لم يكن دافعنا أعلى مما هو عليه، فلن يكون ممكناً قبول أقوال غامضة عن سند قتال بعد اليوم. الجيش الإسرائيلي ملزم بعرض خطة عملية لإنهاء الحرب تحت اضطرارات الواقع الإسرائيلي والدولي. حتى لو كان المعنى أنه لا ولن يكون “مرة واحدة وإلى الأبد”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى