ترجمات عبرية

معاريف: لن تقوم هنا دولة فلسطينية قريبا لكن الصفعة العالمية هي إشارة تحذير مقلقة

معاريف 26/9/2025، الون بن دافيد: لن تقوم هنا دولة فلسطينية قريبا لكن الصفعة العالمية هي إشارة تحذير مقلقة

وكأننا نستعد للايام الرهيبة، تلقينا في هذا العيد صفعة أليمة من 153 دولة اكثر من الإهانة التي تنطوي عليها هي إشارة تحذير مقلقة للمستقبل، ترسلنا لاجراء حساب للنفس. يتبين أن بنيامين “مصاف آخر” نتنياهو، الذي أثبت حتى الان انه ليس “سيد أمن” و “سيد اقتصاد” بل وبعيد عن أن يكون بطلا في الدعاية والسياسة كما ادعى أن يكون. فقد نجح هذا الأسبوع بالفعل في أن يحطم رقما قياسيا عالميا في القفز من اعلى سمو الى اسفل عمق. 

من كان حتى وقت غير بعيد يمكنه أن يحلم باستقبال ملكي في القصر في الرياض، اضطر الان لان يطير الى نيويورك في مسار ملتوٍ يتجاوز دولا محظور عليه الطيران فيها (تركيا)، ويتفادى دولا اذا ما هبط فيها فقد يعتقل. مسار الطيران المهين هذا يعكس بمرارة تحطم مكانتنا: كدولة، كاسرائيليين وكيهود العالم.

نتنياهو يرى عمق الحفرة التي يجرنا اليها. فهو لم يعد يحاول الوعد بالازدهار والنمو، و “خطاب اسبرطة” كان مخططا له وليس زلة لسان بالصدفة. عشية العيد، في لقاء مع هيئة الأركان كشف النقاب عن خططه البشعة للسنة الجديدة: “في السنة القادمة يتعين علينا ان نبيد المحور الإيراني”، قال للجنرالات.

يتبين ان اعلاناته عن النصر العظيم على حزب الله وعلى ايران كانت مبكرة جدا. يمكن التخمين بان نتنياهو يخطط لنا هذه السنة استئنافا للقتال في عدة جبهات. ليس واضحا ماذا تتضمن “إبادة المحور الإيراني”: هل دخول متجدد الى لبنان؟ استمرار تبادل الضربات مع ايران ام ربما فتح جبهة جديدة في العراق؟

لكن ما هو واضح اقل هو أي جيش هو يقصد أن يدير الحرب متعددة الجبهات، تلك التي يوشك على ان يقوم بها. فجيشنا آخذ في التآكل: بالاشخاص، بالطاقة والأكثر حرجا بالذخيرة وبقطع الغيار. اذا كانت إسرائيل تعتزم استئناف القتال في عدة جبهات، فلماذا يطلق الجيش الإسرائيلي ذخيرته بلا تمييز في غزة؟ احتياطات الجيش تتآكل امام حظر السلاح الأوروبي الذي يمنع عنا محركات دبابات، قطع غيار حرجة للمركبات وللطائرات وبالطبع الذخائر. عن مخزونات منظومات الدفاع لا يمكن التفصيل، لكن يمكن ان ننظر الى كمية صواريخ الاعتراض التي اطلقناها في السنة الماضية ضد صواريخ إيرانية وحوثية كي نفهم الوضع.

التآكل الأكثر ايلاما هو بالطبع للأشخاص. فقد بدأنا منذ الان ندفع اثمانا أليمة على العملية عديمة الجدوى في غزة، رغم جهد قادة الجيش للتقدم بحذر. هذا الثمن سيرتفع كلما عمقت القوات اعمالها في داخل المدينة. وحتى الأشخاص ليسوا مقدرا لا يبلى، ولا سيما حين لا تكون واضحة الغاية لتضحيتهم.

كل يوم قتال في غزة هو يوم خسارة لإسرائيل، بالاشخاص وبتآكل ما تبقى لنا من شرعية. “النصر المطلق” آخذ في الابتعاد عنا، وفي هذه الاثناء منحنا الفلسطينيين نصرهم السياسي الأكبر. يمكن ادعاء الضحية والشكوى من ان العالم لاسامي (ومعظمه هكذا بالفعل)، ويمكن أيضا الفهم بان سلوكنا الفاشل هو الذي صب للفلسطينيين طبقهم الذهبي. دولة برأيها ودون التشاور مع أحد بدأت مسيرة انسحاب طوعي من اسرة الشعوب الديمقراطية يقودها عمليا متطرفون مسيحانيون، قيادتها فاسدة وفوق رأس قسم كبير من وزرائها تحوم سحابة جنائية، لا يمكنها أن تتفاجأ في أن تكون نهايتها أن يلفظها العالم من داخله.

المعنى العملي من الإعلان صفري – لن تقوم هنا دولة فلسطينية في السنوات القريبة القادمة. لكن معناه الرمزي هائل. هذا ليس بعد بطاقة حمراء لإسرائيل، لكنه بطاقة صفراء لامعة تحذر من أن استمرار السياسة الحالية او تصعيدها بخطوات من طرف واحد ستستصدر الحمراء أيضا. في هذه الاثناء يجدر بنا أن نقرأ أيضا الاحرف الصغيرة التي أسفل الإعلان المدوي: الشروط للاعتراف بدولة فلسطينية هي تحرير المخطوفين وابعاد حماس من غزة – الشرطين اللذين يمكن لإسرائيل ان توقع عليهما.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى