ترجمات عبرية

معاريف: لعبة جديدة

معاريف – بن كسبيت – 14/12/2025 لعبة جديدة

طرح غادي آيزنكوت في برنامج “التقي الصحافة” إمكانية أن تشكل كتلة التغيير الديمقراطي بعد الانتخابات حكومة بأغلبية يهودية من 58 نائبا – والفرحة كبيرة. مبعوثو نتنياهو والناطقون بلسانه يسارعون الى الاحتفال: ها هو، قلنا وحذرنا، الانذال مرة أخرى سيقيمون حكومة مع العرب! نهاية الصهيونية حلت! النجدة. 

لا حاجة للانضباط ولا حاجة للفزع. فعلى الهراء الليبي يجب ان نرد بطرح الحقائق. ففي الأسبوع الماضي فقط حاولت حكومة نتنياهو، نتنياهو إياه، تمرير قانون التملص من الخدمة باصوات العرب، العرب إياهم. فقواعد اللعب حسب نتنياهو مرنة: من ناحيته يوجد 120 نائبا في الكنيست، 10 منهم عرب – وهم شاغرون لان يقادوا. فقد حاول أن يقيم معهم حكومة (نعم نعم، من حاول أن يقيم معهم حكومة مع منصور عباس كان نتنياهو. من اسقط معهم حكومة، هو عين معهم مراقب دولة، هو عقد صفقات لا نهاية لها معهم، إذ هو مسموح له. 

اما الطرف الاخر؟ فمعاذ الله. للطرف الاخر محظور. وعليه فعندما يقيم بينيت ولبيد حكومة مع منصور عباس فيكونون هم خونة، لكن عندما يقلب نتنياهو العوالم كي يقيم حكومة مع منصور عباس فهو زعيم ذو قامة يرى في عرب إسرائيل شريكا شرعيا. وبالفعل، ينبغي أن نعلن احتفاليا: هذا انتهى. 

غادي آيزنكوت لم يتحدث أمس عن حكومة مع العرب، ولا حتى عنن حكومة بدعم العرب. آه، وكذا ليس عن حكومة بامتناع العرب. هو تحدث عن حكومة. كما هو معروف حكومة يمكن أن تؤدي اليمين القانونية حتى بأغلبية اثنين ضد واحد. آيزنكوت يقول انه اذا اعلن نتنياهو بان العرب خارج اللعبة وخارج الإحصاء إذن فليتفضل. يوجد 110 نائب (بعد حسم عشرة النواب العرب)، نحن سنعرض حكومة يوجد لها 58 او 57 نائبا يهوديا، المعارضة ستجند 52 او 53 معارضا واذا بالحكومة تقوم. تجسد أحلام اليمين: اغلبية يهودية. وليس فقط اغلبية يهودية بل اغلبية يهودية صهيونية مطلقة، إذ في جانب المعارضين يوجد غير قليل من النواب غير الصهاينة، أي نواب حريديم. هذه حكومة شرعية بكل معنى الكلمة. اما العرب؟ هم سيفعلون ما هو خير لهم. لن يوقع معهم اتفاق ائتلافي وهم لن يكونوا مكبلين باي اتفاق. اذا رغبوا، فليعارضوا. اذا رغبوا، فليمتنعوا. اذا غربوا فليؤيدوا. وفقا للامر والشأن. اذا ما توصلوا الى استنتاج بان حكومة التغيير جيدة لهم، فليساعدوا. اذا لا فيسقطوها. من حقهم. 

نتنياهو يطلق أصوات فرح. ها هو نجح في أن يثبت نظريته. هؤلاء اليسرويون يريدون ان يجلسوا مع العرب. لكن لا تقعوا في الخطأ. نتنياهو ليس فرحا. نتنياهو قلق. هو يعرف ان حكومة كهذه يمكن أن تقوم، بدون اتفاقات مع العرب وبدون توافقات مع العرب. هو يعرف انه في اللحظة التي تقوم بها، فانها ستعين رئيس كنيست جديد، تستبدل الجرافة التي تسمى أيضا يريف لفين، ترسل عيديت سيلمان الى المكان الذي جاءت منه، ورئيس الوزراء سيكون اسمه نفتالي بينيت او افيغدور ليبرمان او يئير لبيد او غادي آيزنكوت. وهو، نتنياهو، سيكون رئيس المعارضة. الفعل الأول الذي ستقوم به هذه الحكومة هو إقامة لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في اخفاق 7 أكتوبر. حتى لو نجح في اسقاطها في موعد ما فانه لن يكون رئيس حكومة انتقالية كما يريد. وهو حقا لا يريد ان يرى هذا السيناريو.

وختاما: اذا كان نتنياهو يريد أن يلعب مع العرب، فان الجميع سيلعبون مع العرب. اذا كان نتنياهو يستبعد العرب، فان العرب خارج اللعبة ومسموح ترسيم حكومة بدونهم. هذا بالضبط ما يجب عمله. إذ ان الأهم، لكن حقا الأهم، هو أمر أول لاستبدال بنيامين نتنياهو. هذه حاجة وجودية، لان بنيامين نتنياهو اعلن حربا على دولة إسرائيل. في الجو، في البحر وفي البر. اذا استمرت هذه الحرب، فلن يكون هنا الكثير من الرسمية ومن القيم التي أقيمت عليها هذه الدولة.  كل ما تبقى، سيترتب بعد ذلك. 


مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى