ترجمات عبرية

معاريف – لبنان أولا

معاريف – بقلم  اسحق ليفانون  – 18/4/2021

” الكثيرون في بلاد الارز وخارجها يؤيدون ابعادها عن النزاعات الاقليمية وانقاذها من الانهيار. فلماذا يفضل بايدن مساعدة وكالة الغوث “الاونروا” بدلا من لبنان أولا “.

منذ انتخابه، وقبل أن تنتهي مئة يوم الرحمة، اتخذ الرئيس بايدن قرارات تتعلق بنا وبمنطقتنا أدت الى العجب. فهو يتخذ صورة السياس الذي يتطلع الى شطب ما فعله سلفه وليس كسياسي ذي خطة سياسية مرتبة. هكذا مثلا قرر استئناف المساعدة المالية لوكالة اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا”. وكأن به لا يعرف تفاصيل عن الوكالة. فبمجرد وجودها تخلد مشكلة بدلا من ان تحلها. وكأن بالرئيس لم يسمع عن ان الوكالة تسجل انسال اللاجئين من العام 1948 وكأنهم هم أنفسهم لاجئين. وكأن به لم يسمع عن اللاجئين اليهود الذين طردوا من الدول العربية، وأنا واحد منهم.

ان قرار الرئيس الامريكي يثير التساؤل. كيف حصل ان وكالة، رئيسها مشبوه بالفساد، وحان الوقت لضمها الى مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف، تتلقى معاملة مفضلة عن مسألة خطيرة من شأنها ان تشعل الشرق الاوسط؟  لبنان في عملية تفكك اقتصادي، اجتماعي وسياسي. في داخله يسكن وحش يعمل على استكمال السيطرة عليه في صالح سيده الايراني. والتفكك، اذا ما اكتمل، سيحدث أزمة خطيرة – ليس فقط محليا بل اقليمي، وعندها ستتدخل الولايات المتحدة رغم أنفها. فلماذا إذن لا تبذل الان الجهود لانقاذ لبنان بدلا من انقاذ وكالة حقها في الوجود موضع شك. من يمكن له ان ينقذ لبنان هو الولايات المتحدة. لا توجد لروسيا هذه القدرة. فما بالك انها توشك على أن تقر فتح ممثلية لحزب الله في موسكو.

التقى وزير الخارجية المصري ونائب امين عام الجامعة العربية على انفراد مؤخرا مع شخصيات لبنانية لاجل وقف التفكك المقلق. ومن المحادثات يفهم ان الجامعة العربية، وفي داخلها مصر، تؤيد ثلاثة عناصر هامة: عدم المساس باتفاق الطائفة، الذي وضع حدا للحرب الاهلية في العام 1975؛ الاعلان عن حياد لبنان كما يطلب رئيس الكنيسة المسيحية، وتشكيل حكومة تكنوقراط فورا. وتأتي هذه العناصر الثلاثة لمنع ايران من أن تحقق، عبر حزب  الله، غرضها في لبنان. ورئيس  الولايات  المتحدة يعطي الاولوية للوكالة.

على الولايات المتحدة أن تعمل بسرعة في لبنان، ولديها القدرة على عمل ذلك. يمكنها أن تقترح خطة طواريء اقتصادية مقابل وقف تطوير المشروع لانتاج السلاح الدقيق  من قبل حزب الله. يمكنها ان تجلب لبنان الى طاولة المباحثات مع اسرائيل لترسيم الحدود البحرية بينهما. وهذا سينتج مداخيل كبرى للصندوق اللبناني. يمكنه ان يعزز قوة المحافل المعارضة للنشاط الايراني عبر حزب الله والتي تتطلع لالغاء التكافؤية بين المسيحيين والمسلمين واستبدالها بتقسيم ثلاث للمسيحيين، ثلث للشيعة وثلث للسُنّة. يمكن للولايات المتحدة أن تهدد بالعقوبات اذا ما وافق لبنان على هذا.

فرنسا، الجامعة العربية، معظم دول الخليج، معظم الطوائف الاثنية في لبنان، باستثناء الشيعة يؤيدون ابعاد لبنان عن التعقيدات الاقليمية وانقاذ لبنان من الانهيار. فلماذا يفضل الرئيس بايدن إذن الوكالة اولا بدلا من لبنان أولا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى