ترجمات عبرية

معاريف: لا يوجد حتى الآن تمرد في الليكود، لكن هذه بداية انشقاق

معاريف 3-8-2023، بقلم افرايم غانور: لا يوجد حتى الآن تمرد في الليكود، لكن هذه بداية انشقاق

بدأت تنطلق في الأيام الأخيرة صافرات إنذار حقيقية في الليكود تعكس الواقع الأليم والمقلق الذي نشأ هنا بعد إقرار الائتلاف لتقليص علة المعقولية. هذه الإنذارات تعكس الانكسار الأهم الذي نشأ في الليكود بقيادة نتنياهو. تنطلق من داخله أصوات تمرد لوزراء ونواب مثل يوآف غالنت، غيلا غملئيل، يوآف كيش، آفي ديختر، أوفير اكونس، دافيد بيتان، يولي أدلشتاين وآخرين.

يتجه الغضب في أساسه ضد وزير العدل ياريف لفين الذي يقود الثورة القضائية، برعاية كاملة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعطى لفين يداً حرة لإدارة الثورة كما يراه مناسباً لسببين واضحين: انصباب همّ نتنياهو على تخليص نفسه من محاكمته بهذه الطريقة أو تلك، وإضافة إلى ذلك يعرف أن لفين عديم الكاريزما والقيادة، ولا يمكن ميلاد ثوري جديد منه قد يعرض مكانته، التي لا جدال فيها، للخطر.

بالمقابل، استغل لفين جيداً القوة التي أودعها إياه نتنياهو كي يموضع نفسه في مركز الثورة. فنجح بذلك في تعزيز مكانته في الليكود. بمعاونة الشركاء الائتلافيين، أخذ منصب الثوري بجدية كبيرة وبدأ يتصرف كمن يقود معسكر اليمين عن كثب، الحقيقة التي أثارت الكثير من الغضب في أوساط وزراء ونواب في الليكود. وهناك أيضاً من لم يكن بوسعهم قبول سيطرة لفين على الليكود والائتلاف، ولا الطريقة التي ركض فيها لفين بهذه الثورة، دون أن يتشاور معهم.

غير قليل من أعضاء الليكود لا بد أنهم تساءلوا: “كيف حصل أن صعد شخص كهذا إلى الأعلى؟”، هكذا سألت الزبونة من تلك الأغنية التي غنتها رباعية نادي المسرح. كانت الأغنية تقصد في حينه شمعون بيرس الراحل، الذي بمعونة رئيس الوزراء في حينه دافيد بن غوريون، أقلع كالصاروخ إلى مكانة ذات تأثير كبير في “مباي” والدولة، مما لم يعجب الكثير من أعضاء “مباي”.

بعد أن أقر تقليص علة المعقولية وأحدث انكساراً وطنياً بدأت آثاره تعطي مؤشراتها وتلقى معنى في حياتنا والأمن والاقتصاد، وفي المجتمع وفي علاقات إسرائيل مع صديقتها الأكبر الولايات المتحدة وبعامة مع العالم، وحين ظهر لليكود أن نتنياهو يصب تركيزه على مستقبل محاكمته ويستمر في إعطاء لفين التفويض لإدارة الثورة – بدأوا في الليكود يرفعون أعلام التمرد ويطلقون النقد الشديد على لفين وسلوك الحكومة.

صحيح، لم يصل إلى درجة التمرد الحقيقي، لكنه بداية صدع. وكلما تفاقم الوضع الاقتصادي والأمني والاجتماعي والدولي، سيتسع الصدع ويلقى معنى أكبر. إنها مسألة وقت فقط إلى أن يضطر لفين إلى دفع ثمن باهظ على قيادة هذه الثورة: ثورة أضعفت الليكود ومعسكر اليمين، وكشف عري الحكومة وسلوكها.

 

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى