معاريف: لا يرون في العيون
معاريف – بن كسبيت – 7/8/2025 لا يرون في العيون
تعرفون الطفل الصغير إياه الذي لم يحصل على البوظة التي وعد بها ويبدأ بالعربدة والانبطاح على أرضية المجمع التجاري؟ يتعثر بالتراب، يصرخ حتى كبد السماء، يهين اسمه ويتواقح على ابيه ويقلب البسطات ويلقي بغضب كل ما يحاولان اعطاءه إياه كتعويض؟
إذن انسوا الولد الصغير وبدلا منه فكروا بولد كبير. جد جد كبير. بحجم الائتلاف الذي اختطف دولة إسرائيل. ائتلاف لا يحصل على ما يطلبه ويدخل في معمعان وحشي.
الائتلاف الحالي اصبح الازعر المعربد الذي يفكك ويدمر كل ما يقع في طريقه. غضب شديد يوقعه على كل المحيط. فما الذي طلبوه اجمالا؟ أرادوا تنحية المستشارة. المحكمة أوقفت هذا. اردوا سن قانون تملص الحريديم من الخدمة. أدلشتاين، حركات الاحتجاج والمحكمة العليا يوقفون هذا. أرادوا تغيير طريقة نظام الحكم في إسرائيل والسيطرة على السلطة القضائية. هذا كبح، حاليا.
وهكذا فانهم يعربدون. يطيحون بادلشتاين. يطيحون بشكل احتفالي وليس قانونيا بالمستشارة، يواصلون العربدة حول الانقلاب النظامي. عندما يكون هذا طفلا صغيرا، فانه يمكن أن يكون مضحكا. فهو سيهدأ، سننظف له مخاطه، نشترتي له البوظة ونواصل الى الامام. هذا الائتلاف ليس الولد الصغير في المجمع التجاري. انه المجمع التجاري. الولد الصغير هو نحن، وبهذه الوتيرة لن يكون لاولادنا الصغار ان يعيشوا كاسرائيليين احرار لدولة يهودية وديمقراطية. الرقم القياسي المؤقت تحطم امس، كما كان متوقعا. مجرد يدعى د. شلومو كرعي، الذي ابلغ موظفي وزارته بانه لا يجب من الان فصاعدا اطاعة تعليمات “المستشارة القانونية السابقة للحكومة”. إضافة الى تطلعه الأصلي للفوضى، في حالة كرعي توجد أسباب إضافية. فهو يوجد في حرب عالمية في الجهد للسيطرة والاخضاع لامرته السياسية وسائل الاعلام في إسرائيل. لهذا الغرض يحاول إعادة التعيينات والسيطرة من جديد على مجلس هيئة البث العام وعلى مجلس سلطة البث الثانية أيضا. غير أنه لا يفعل هذا دوما وفقا للقانون او القواعد الواجبة بل ببساطة يحاول ان يبدل كل المندوبين برجاله، دون صلة بالمهنة نفسها، دون صلة بالاعلام، دون صلة بحرية التعبير، دون صلو باستقلالية البث.
من يعرقله هو المستشارة القانونية. وكذا حضرة القاضي نوحاما مونتس، الذي عينها كرعي نفسه رئيسا للجنة التعيينات لمجلس الهيئة. وبالفعل، يتبين ان القاضية غير مستعدة لان تكون ختما بل تحرص على تعيينات مهنية، وليس سياسية ولا شخصية. كرعي غاضب، ويرفض التعيينات التي اقرتها القاضي إياها التي هو عينها. يوجد غير قليل من الالتماسات للعليا. القاضي سولبرغ، في قرار نهائي قضى بان على كرعي أن يقر التعيينات حتى 24 تموز. فخمنوا ما حصل؟ كرعي لم يقر التعيينات. المحكمة؟ صغيرة عليه.
وعليه، اليوم أو امس تلقت المستشارة القانونية لوزارة الاتصالات أمرا بتنفيذ قرار محكمة العدل العليا (سولبرغ) بخلاف رأي الوزير. ماذا يفعل الوزير؟ يبلغ ان المستشارة نحيت ولا حاجة لإطاحة اوامرها. بالمناسبة، بعد بيانه هذا أبلغت المستشارة القانونية لوزارة الاتصالات موظفي الوزارة ان يواصلوا كالمعتاد – تنفيذ قرارات المحكمة وتعليمات المستشارة القانونية للحكومة بهرب ميارا.
حتى هنا كرعي. لكن هذا ليس فقط المستشارة القانونية. هذا كل من لا يروق لعيون أي من هؤلاء المعربدين. لنقل رئيس الأركان، الفريق ايال زمير. ابن رئيس الوزراء، يئير نتنياهو يناور الان في ساحة رئيس الأركان، وهو يتهمه، لا اقل ولا اكثر، بـ “ليس اقل من تمرد وانقلاب عسكري يناسب جمهورية موز في وسط أمريكا في السبعينيات. ونعم، هذا جنائي تماما”.
نتنياهو، حسب المنشورات قال لزمير ان “ابني هو رجل بالغ ابن 33”. يجدر بأحد ما ان يقول لنتنياهو انه يمكن الجدال في الوصف آنف الذكر بانه رجل بالغ”، لكن هو ليس فقط بالغ بل يعيش على حساب الدولة بكلفة ملايين، حراسة، سفريات وكل هذا. عندما يبحر في قارة أمريكا، بينما أبناء جيله يسحقون ويقاتلون في غزة. يجدر بالمذكور أعلاه الذي يحرسه الشباك ان يتوقف عن إهانة الشباك ومن يقف على رأسه ويحكم على نفسه بالصمت في موضوع رئيس الأركان أيضا. آداب بالحدى الأدنى.
إذن ماذا كان لنا؟ المستشارة، رئيس الاركان وهذه فقط البداية. أدلشتاين أطاحوا به وكأنه لم يكن. سمحا روتمن غير الواضح اذا كان رجلا بشريا ام مناورة ذكاء اصطناعي فاشلة، اعلن بان من الأفضل عدم مشاهدة أشرطة المخطوفين. عبقري آخر ليس بعيدا عنك يدعي بان الحديث لا يدور على الاطلاق عن مخطوفين بل عن “اسرى” ولا ينبغي الاهتمام بالامر الا بعد انتهاء الحرب.
نعم، الطفل المكبر هذا يعربد ويحطم هنا كل شيء. الحياة، الموتى، الاواني، القيم، القواعد والقوانين. هم لا يرون في العيون ويخرجون الان الى حرب متجددة في غزة، بالضبط في الأماكن التي يوجد فيها حسب التقديرات، المخطوفون.
انت تنظر يمينا، تطل يسارا، ترفع النظر الى فوق، تحاول الى الأسفل. لا مخلص. سكرة القوة للائتلاف تتغلب وتصبح جنونا كلما تمترس في المستنقع الغزي المغرق، وفي الجهاد العابث الذي اعلنه على كل من ليس هو نفسه. في وقت ما سينتهي هذا بالبكاء مثلما كتب هنا مرات عديدة قبل 7 أكتوبر.
وعليه فالاستنتاج الواجب الوحيد هو أن المخلص هو نحن. نعم، الإسرائيليين الوسطاء. الخادمين، العاملين، دافعي الضرائب، المطيعين للقوانين، أولئك الذين يريدون أن يعيشوا في دولة طبيعية، حرة، يهودية، ديمقراطية وليبرالية. هذه فرصتنا الأخيرة في المعركة على روح هذه الدولة. محظور ان نفوتها



