ترجمات عبرية

معاريف: كي يوقف نصرالله النار على إسرائيل وأمريكا أن تتوصلا الى اتفاق بشأن القرار 1701

معاريف 4-7-2024، البروفيسور أماتسيا برعم*: كي يوقف نصرالله النار على إسرائيل وأمريكا أن تتوصلا الى اتفاق بشأن القرار 1701

في 19 حزيران هدد نصرالله بانه اذا ما بدأت إسرائيل حربا شاملة ضد حزب الله فانه سيحتل الجليل، يدمر باقي إسرائيل ويهاجم قبرص. في 29 حزيران هددت ايران بانه اذا ما صعدت إسرائيل الوضع فانه “ستتطور حرب إبادة”. هذه التهديدات لا تشهد على ثقة بالنفس بل على هستيريا. حتى بعد نحو تسعة اشهر من بداية الحرب، لا تزال طهران تقدر بانه في حرب شاملة ستوجه إسرائيل ضربة قاضية لحزب الله، حليفها الأهم. لكن ليس اقل أهمية من ذلك: منذ بضعة اشهر يلوح تغيير دراماتيكي في موقف ايران من حرب الاستنزاف، وكي نفهم اين توجد ايران وحزب الله اليوم يجب العودة الى نقطة البداية.

هجمة 7 أكتوبر بادر اليها يحيى السنوار دون تنسيق مع بيروت وطهران. خامينئي ونصرالله مولاه، درباه وسلحاه، ولكن في ذاك الصباح فوجئا بقدر لا يقل عما تفاجأت إسرائيل. فقد قرر السنوار ان يهاجم دون تنسيق لانه كان يعرف بانهم سيمنعون عنه ذلك. أولا، لان إسرائيل لا تزال قوية للغاية ومن شأنها أن تصفي حماس وحزب الله. ثانيا، طالما كانت إسرائيل لا تهاجم منشآت النووي الإيرانية فان طهران لا تتحمس للمخاطرة بحزب الله. السنوار هاجم مع ذلك انطلاقا من الفرضية بان الوعد للدعم العلني الذي تلقاه رجاله في اذار 2023 سيجبر نصرالله على الدخول الى الحدث بكل القوة. خاميئني ونصرالله احرجا والأخير انضم لانعدام البديل لكن فقط في صورة حرب استنزاف.

أثنت طهران على الطريق الوسط الذي اختاره نصرالله: مساعدة لحماس من خلال جذب قوات إسرائيلية ونفي الجليليين، لكن دون التورط في حرب شاملة. في خطاباته تعهد نصرالله بالفعل بالاستنزاف طالما استمرت الحرب في غزة. لكن النقد في العالم الإسلامي على كبح جماح ايران وحزب الله جعل كل الحدث اكثر احراجا. ولهذا طلبت طهران طلبا يائسا متكررا من العالم للضغط على الولايات المتحدة لفرض وقف للحرب. في الأشهر الأخيرة لم تعد طهران تطالب بذلك. بدلا من هذا، تثني ايران بفخر على مساهمة حزب الله والحوثيين على استنزاف إسرائيل وحسب فهمي فانهم يريدون استمرار حرب الاستنزاف. فهم يعتقدون بان إسرائيل تفقد تأييد الغرب، وان الجيش الإسرائيلي منهك والمجتمع الإسرائيلي يتفكك. ميناء ايلات مشلول والاقتصاد يتحطم. بالمقابل، من اجل نصرالله فان كل يوم قتال إضافي هو عبء هائل. وهو يتوقف لاتفاق وقف النار في غزة ويسعده أن يوقف النار حتى لو أعلنت إسرائيل عن وقف الحرب المكثفة وحتى لو بقيت في غزة الا ان ايران ستحاول اجباره على مواصلة الاستنزاف.

اذا كان اتفاق وقف نار عام، نصرالله سيوقف النار ويوجد احتمال أن يوافق على الانسحاب 15 كيلو متر وربما الى الليطاني دون حرب شاملة. لكن الامر لن يتحقق الا اذا تحقق موقف مشترك إسرائيلي – امريكي، إسرائيل تعلن انه اذا لم ينسحب فانها ستفتح حربا شاملة، والولايات المتحدة تتعهد بدعمها للسلاح، بالمعلومات الاستخبارية وفي مجلس الامن. سيتعين على إسرائيل أن تحشد قوات كبيرة جدا في الشمال كي تقنع نصرالله بصدق نواياها. اذا ما اقتنع واقتنعت طهران، معقول ان ينسحب انطلاقا من الفرضية بان رجاله يمكنهم ان يتسللوا عائدين في اقرب وقت ممكن، مثلما فعلوا في 2006 وبالتالي على إسرائيل والولايات المتحدة أن تتوصلا الى اتفاق مسبق يقضي بان تكون إسرائيل مخولة لان تكون المنفذة لقرار مجلس الامن 1701، بما في ذلك من خلال استخدام النار. الجليليون يعودون الى الجليل، هذه المرة مع قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي بشكل دائم على الحدود. لكن كل رئيس وزراء إسرائيلي سيكون مسؤولا شخصيا وقانونيا عن منع عودة حزب الله الى الحدود حتى لو أدى الامر الى حرب. هكذا فقط يعاد إحساس الامن الى الشمال.

* محاضر في جامعة حيفا

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى