معاريف: كيف سترد الحكومة على تعيين “مندوب سامي” في غزة يؤيد إقامة دولة فلسطينية؟
معاريف 24/10/2025، ران أدليست: كيف سترد الحكومة على تعيين “مندوب سامي” في غزة يؤيد إقامة دولة فلسطينية؟
بتأخير غير أنيق ينزف ضحايا عابثة، فهمَ مخصيو بنيامين نتنياهو أنه في حرب “الانبعاث” حيال حماس هُزمنا بشدة، والطريق الى تدويل النزاع الذي تتمته في دولة فلسطينية يشق في هذه الأيام تماما. الطريق الوحيد المتبقي لنتنياهو وشركائه ليوقف او يعيق مسيرة شرم الشيخ هو أن يصرخوا “حماس تخرق”، كي يخرقوا هم انفسهم اتفاق وقف النار ويأمروا رئيس الأركان بان يهاجم. الامريكيون، أي جارد كوشنير وستيف ويتكوف، يرون حملة “ادعاء الضحية” عن تأخير إعادة الجثامين كتذمر ممن يتجاهل صورتهم الكبرى.
يبحث نتنياهو عن حرب وهم يعرفون بالضبط لماذا: كي يتملص من المحاكمة يخرب على خطة السلام التي حولت وستحول كليهما الى اغنياء اكثر، الى جانب علاوة سياسية لادارة دونالد ترامب. وبحسم بادرات تأثر دامع، يستهدف تليين وعي الجمهور في إسرائيل، جاء الاثنان الى البلاد في بداية الأسبوع، ومثل رسل دون كورليونا في دكان الخضار الرافض لدفع الخاوة – وقفا في مكتب نتنياهو كي “يقنعاه” بانهما جديان.
وما أن يخرجا حتى يأتي لتأكيد الطاعة جيدي فانس، نائب ترامب وماركو روبيو، وزير الخارجية. يرفض نتنياهو وشركاؤه ان يفهموا بان بنود الاتفاق في شرم الشيخ ماتت في اليوم الذي ولدت فيه، وبدلا منها تتدحرج في الميدان حقائق تنشأ من مجرد عمل القيادة الامريكية التي تعمل بمحاذاة الجيش الإسرائيلي. واهداف الجيش الإسرائيلي لمن لا يزال لا يفهم اين يعيش ليست اهداف الحكومة.
من زاوية نظر سياسية إسرائيلية – داخلية يمكن القول ان مؤتمر شرم الشيخ كان بداية المحاولة العالمية لإزاحة بيبي وشركائه عن التدخل في الإجراءات للتسوية في الشرق الأوسط. اخونا ترامب؟ ابونا الذي في السماء؟ الرجل هذا هو Loose Cannon، الذي احدث في المنطقة فوضى ليس واضحا كيف تنتهي وعاد ليحدث عاصفة اضرار في الولايات المتحدة وفي العالم. مع كل الاحترام لامكانية انطلاقاته منفلتة العقال، فان هذا الأشقر فعل فعله، ويمكن لهذا الأشقر أن يرحل. الدفة في الميدان اخذتها الان أوروبا ودول الخليج بما فيها قطر، تركيا ومصر – برقابة الجيش الأمريكي وبمساعدة الجيش الإسرائيلي. لا يمكنني أن أقول من جملة التقارير كم تتعزز حماس في الميدان، لكن ليس صعبا أن أفهم الحاجة للقوات الأجنبية في طريقها الى القطاع للوصول الى تسوية مع حماس كجزء من تدويل النزاع.
اذا كنت فهمت الوضعية على نحو صائب فان أي جندي في القوات التي يفترض أن تدخل الى غزة لن يقاتل حماس بل أساسا ان يشرف على الا تقوم إسرائيل باي هجوم. مسألة السيطرة في القطاع ستنتقل الى “حكومة خبراء” تعنى بالاعمار، وعنصر هام، وان كان قابل للتفجر، يتدحرج الى الامام هو تعيين طوني بلير كـ “منسق”.
السؤال هو كيف سترد حكومة سموتريتش على تعيين مندوب سام في غزة، يؤيد ويعمل منذ سنين على إقامة دولة فلسطينية. سؤال المتفائل القلق هو ما الذي يمكن أن يخرب والجواب هو: كل شيء. في هوامش المؤتمر في شرخ الشيخ يختبيء المجهول الأكبر الذي هو الفيل في الغرفة. كلاريسا وورد، مراسلة ومحللة دولة في السي.ان.ان، تقول ان هدف المؤتمر هو “شق الطريق لدولة فلسطينية” هكذا أيضا اهود باراك الذي يقول “في وثيقة ترامب يوجد زخم لدولة فلسطينية”. السؤال هو الى اين وكيف تتدحرج هذه الخطوة.
مراسلة سي.ان.أن في شرم الشيخ سألت السيسي ما الذي يتوقعه لاحقا “ان يتواصل الزخم”، أجاب الرئيس المصري. القياس لتواصل وجدية الاعمال في غزة سيكون التقارير عن انتشار القوات الأجنبية في القطاع. هذه الخطوات يفترض أن تمنع إسرائيل من العودة الى غزة والاقوال عن عودة الى قتال (قوي!) هي هراء متبجح عادي وبلا أساس.
كما أن جنودا يطلقون النار على “حماسيين مسلحين يهددونهم”، ليسوا سببا لهجمات سلاح الجو، حتى لو كان فيها علاوة سد أنفاق. وهي ليست اكثر من معاذير لمواصلة القتال، الذي على أي حال ستمنعه عودة الغزيين الى خرائبهم.



