ترجمات عبرية

معاريف: كفى جولات قتال: إبادة غزة أو تسوية طويلة الأمد

معاريف 2023-05-16، بقلم: افرايم غانور: كفى جولات قتال: إبادة غزة أو تسوية طويلة الأمد

في الأيام القريبة القادمة، سيحللون في الجيش وفي جهاز الأمن، ويفحصون وسيبحثون في كل واحدة من خطوات حملة “درع ورمح”.

أغلب الظن بانتظارنا عدد غير قليل من مثل هذه الجولات، لأن كل الحكومات في العشرين سنة الأخيرة لم تتمكن من وضع خطة تحل مشكلة غزة، وتقضي مرة واحدة وإلى الأبد على معاناة سكان الغلاف والجنوب.

بدلاً من هذا اختارت حكومات إسرائيل التحصن الكثيف، الذي كلف مليارات الشواكل، مثل “القبة الحديدية”، وسور تحت الأرض ضد حفر الأنفاق، وأجهزة رقابة وغيرها.

هكذا يحصل منذ عشرين سنة، إذ تملي منظمات “الإرهاب” على دولة إسرائيل جدول أعمالها، رغم أن هذه دولة يوجد لديها الجيش الأفضل في الشرق الأوسط، ومن الأفضل في العالم المزود بأفضل وسائل القتال الحديثة، ومنذ أكثر من عشرين سنة وهي لا تنجح في إعطاء جواب على منظمات “إرهاب”، وعملياً تركت سكان الغلاف لمصيرهم.

في أماكن عديدة في الغلاف لا يزال هناك أناس يعيشون دون تحصين مناسب.

هناك من يقول عندنا إنه يبدو مريحاً لحكومة نتنياهو أن تسيطر “حماس” في قطاع غزة؛ لأنه إذا كان هناك حكم أكثر اعتدالاً فإن موضوع الدولتين للشعبين سينال معنى عملياً.

هل هذا جزء من السبب الذي جعل إسرائيل تعفي “حماس” في الحملتين الأخيرتين بخلاف الهجوم على “الجهاد الإسلامي”، رغم أن “حماس” هي صاحبة السيادة في غزة وهي المسؤولة عن كل عملية “إرهابية تنفذ” من هناك؟ من المحظور علينا أن نتشوش: لأسباب استراتيجية وتكتيكية اختارت “حماس” في الأشهر الأخيرة أن تصدر “الإرهاب” إلى الضفة والى لبنان، لكنها في هذه الأثناء تتعزز في غزة وتستعد لليوم التالي لأبو مازن.

من حملة “درع ورمح” تعلمنا أن معظم الجمهور في إسرائيل يريد أن يرى صراعاً ضد منظمات “الإرهاب”. وذلك رغم أننا تعلمنا أنه على مدى السنين أن تصفية كبار القتلة وزعماء “الإرهاب” لا يقضي حقاً على “الإرهاب”، إذ إنه فور التصفية يطل هناك قائد جديد، مفعم بالكراهية ذاتها وبالحماسة ذاتها للثأر من إسرائيل، ما يجعل من الواجب أن نستخلص من هذه العملية أن على دولة إسرائيل أن تبادر فوراً إلى حل مشكلة غزة، سواء عن طريق تسوية طويلة المدى مع ضمانات ومخططات دولية لإعادة بناء غزة أو عن طريق حرب إبادة نهايتها القضاء التام على “إرهاب” “حماس” و”الجهاد الإسلامي”. أما الواقع الحالي فلا يمكنه أن يستمر.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى