ترجمات عبرية

معاريف: قبل خراب إسرائيل

معاريف 2023-08-28، بقلم: المحامي دافيد حوديك: قبل خراب إسرائيل

أحد الأسباب المركزية لسقوط الأمم وأفولها هو فشل الزعامة. دولة إسرائيل في خطر. خلاف سياسي يمزق الشعب إلى معسكرين.

تتفكك الوحدة الوطنية أمام ناظرينا. دوما كانت هناك خلافات، لكن الوحدة الوطنية تغلبت. هذه هي المرة الأولى التي يهدد فيها الخلاف بأن يتغلب على وجودنا القومي.

يثبت تاريخ شعبنا بأننا فشلنا مرات عديدة. ثمة من يسمون تاريخنا مسيرة السخافة اليهودية. الفشل الأخير شتتنا في منافي المعاناة على مدى ألفي سنة. وشارك في هذا الفشل رابي عكيفا، الزعيم الروحي، وبار كوخبا، الزعيم العسكري.

في حينه جرى الحديث عن تحدي الإمبراطورية الرومانية في ذروة قوتها، أما اليوم فإننا نتحدى مصيرنا المشترك كشعب.

في العام 1973 فشلت الزعامة القومية والعسكرية في فهم التهديد الخارجي من جانب أعدائنا. دفعنا ثمنا باهظا. أما اليوم فنحن نقف أمام تهديد أخطر، هذه المرة من الداخل. تقود الحكومة ائتلاف مصالح شخصية وفئوية يعتمد على أغلبية حد أدنى في الكنيست. تحاول الحكومة فرض تغيير نظامي، من الديمقراطية إلى نظام مطلق ذي مزايا دكتاتورية. يشجع التغيير احتجاجا واسعا لم يسبق له مثيل حتى الآن. لكن الحكومة والائتلاف يتجاهلانه.

أكثر من ذلك فإن مؤشرات تفكك المجتمع وجيش الشعب والضرر اللاحق بالاقتصاد، والأمن لموقفنا السياسي وللحصانة القومية تصطدم باللامبالاة. فهل توجد منفعة تستحق تدمير الشعب والدولة. هل منتخبو الجمهور من المعسكرين يغفون في حراستهم؟

الواقع يصرخ من أجل التغيير، قبل الدمار والخراب. نحن في ذروة أزمة سياسية وبدلا من حلول وسط مناسبة يتمترس كل طرف في موقفه. المشكلة التي يفترض أن تحل في الساحة السياسية يلقى بها إلى المحكمة العليا، إلى الجيش، إلى الشرطة، وإلى الشارع. أفليس حل وسط معقول أفضل من إلقاء حجارة حظ المصير للنصر أو للدمار؟

في أوساط الائتلاف يوجد بعض محبي إشعال النار، وهم غير مبالين بالخطر إذا حققوا هدفهم الفئوي أو الإكراهي. مثل هؤلاء كانوا أيضا في القدس المحاصرة في عهد البيت الثاني.

المتطرفون أنفسهم هم الذين حرقوا مخزونات الغذاء في المدينة المحاصرة لأجل إجبار السكان على القتال وكانت النهاية سيئة.

أنا واثق أنه يوجد في الائتلاف منتخبو جمهور مسؤولون ووطنيون مصلحة العموم أمام ناظريهم.

يولي إدلشتاين، هل الشرخ العميق وخطر التحطم ليسا واضحين له؟ يشهد وزير الدفاع، يوآف غالانت، تفكك جيش الشعب، فهل واجبه في وقف الخراب ليس أمرا مسلما به؟ يسير نير بركات وراء الائتلاف بشكل يعيبه ويعيب ادعاءه في أن يكون زعيما قوميا. ما الذي ينبغي أن يحصل أكثر من هذا ليستيقظ؟

كما أن زعماء المعارضة لابيد، غانتس، ساعر، وآيزنكوت ليسوا أبرياء من الذنب. فانعدام أغلبية في الكنيست ليس تفسيرا كافيا لعجزهم. مهمتهم هل أن يجدوا الحلول التي تقوم على أساس المساومات المناسبة. في المساومة يعطي الناس ويأخذون. يوجد إحساس بأن المعارضة تختبئ وراء الاحتجاج وتنتظر المعجزات.

الأزمة السياسية يفترض أن يحلها السياسيون. يجب أن يخفف المعتدلون في الائتلاف حدة الزعامة والحكومة، وأن يطالبوا بإجراء حوار مع المعارضة. والمعارضة يفترض ان تتصدر البحث عن الحلول والمساومات. وعلى الاحتجاج أن يفهم أنه في النهاية لا يوجد انتصار مطلق بل حلول وسط معقولة.

هذا هو الزمن ليكون المرء إبداعيا وجريئا. هذا هو الوقت للجلوس معا في الغرفة ذاتها إلى أن يخرج دخان أبيض.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى