ترجمات عبرية

معاريف – قبل التقارب مع أردوغان

معاريف  2022-02-17 – بقلم: إسحق ليفانون*

وفقاً لكل المؤشرات تبدو زيارة رئيس الدولة الإسرائيلية، اسحق هرتسوغ، إلى تركيا آخذة في التبلور، ويظهر أنها ستجري في وقت قريب. أنا من ناحيتي أعتقد أنه يجب تأجيل مثل هذه الزيارة بهذا المستوى الرفيع في المرحلة الحالية، وتفضيل القيام بخطوات مدروسة أكثر بغية الوقوف على جوهر أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مسألة التقارب مع إسرائيل.
لا أعتقد أن ثمة مشكلة لإسرائيل مع الدولة التي تسمى تركيا، فوزنها الاستراتيجي ودورها الإقليمي واضحان. لكن لدى إسرائيل مشكلة مع من يقف على رأس هذه الدولة، الرئيس أردوغان. ومن الأفضل أن تكون لإسرائيل علاقات ودية وشفافة مع أنقرة. غير أن السؤال المطروح هو: هل يعتزم الرئيس التركي بمغازلاته العلنية لإسرائيل تغيير سياسته وتصريحاته أيضاً؟ فالأصوات التي تصل إلينا من تركيا على لسان مسؤولين كبار على غرار وزير الخارجية التركي تفيد بأن أردوغان لا يعتزم تغيير سياسته في منطقة الشرق الأوسط. وتكمن الصعوبة في أن أردوغان غير متوقع، كما أنه عندما يوجه انتقاداً لنا فإنه يفعل هذا بتطرف كبير ترافقه أكاذيب وإهانات. هذا ما كان في الماضي ولا توجد أي مؤشرات إلى أنه لن يكرر هذا حتى بعد تطبيع العلاقات بين الدولتين.
رأينا كيف تصرف أردوغان في مؤتمر دافوس الاقتصادي سنة 2009 بحضور رئيس الدولة الإسرائيلية في حينه شمعون بيرس، ورأيناه في “قضية السفينة مرمرة” سنة 2010، وكذا في جولات القتال ضد حركة “حماس”.
وقبل أكثر من 10 أعوام وفي إطار المنتدى الاقتصادي العالمي المعروف باسم مؤتمر دافوس في سويسرا، التقيت أردوغان حين رافقت وزير خارجيتنا في حينه، سيلفان شالوم. في ذلك الوقت كان الرجل فظاً وصعباً ولم يوفر سوطه عنا. وخرجنا من اللقاء وسألنا أنفسنا: ماذا سيحدث عندما يصبح هذا الرجل رئيساً لتركيا؟ وفعلاً أصبح الرئيس ولم يتغير عنده شيء. فأي ضمانة اليوم بأن يغير أردوغان موقفه من إسرائيل والصهيونية واليهود.
إن أردوغان يغازل أيضاً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. غير أن هذا الأخير طرح شروطاً لم يقبلها الرئيس التركي، وبناء على ذلك لم يقع السيسي في سحر مغازلات أردوغان. نحن أيضاً يلزمنا الحذر الشديد. فبالإضافة إلى تأييده للمسألة الفلسطينية أعلن أردوغان أنه معني باتفاق مع إسرائيل لتسيير غازها إلى أوروبا عبر أنبوب يمر في تركيا. وإسرائيل جزء من منظمة الغاز الشرق أوسطية التي تضم اليونان وقبرص ومصر وبيننا تعاون استراتيجي مهم للغاية، فأي منطق يكمن في التضحية بعلاقات ممتازة مع اليونان وقبرص أثبتت نفسها لمصلحة أفكار أردوغان؟
    بدلاً من القيام بزيارة رسمية على أعلى مستوى من المجدي البدء بخطوات صغيرة ومدروسة كإعادة السفيرين، أو وقف تآمر أردوغان في الشرق الأوسط، أو الدفع قدماً بفكرة إيجاد كتلة من الدول الإسلامية في آسيا تضم تركيا. هذه تعتبر خطوات لبناء الثقة. وبدلاً من البدء بتسخين العلاقات بزيارة لرئيسنا لنبدأ من القاعدة ونبني الأساسات اللازمة لزيارة مستقبلية يقوم بها الرئيس وتتوج بالنجاح المطلوب.

* سفير إسرائيلي سابق.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى