ترجمات عبرية

معاريف: فلنتغلب على المخاوف: توجد منذ الان دولة فلسطينية، وهي الأردن

معاريف 01-7-2024،البروفيسور ابراهام فاوست: فلنتغلب على المخاوف: توجد منذ الان دولة فلسطينية، وهي الأردن

تفهم الغالبية الساحقة من الجمهور الإسرائيلي بانه لو بدأت الهجمة المفاجئة التي وقعت في فرحة التوراة من مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة أيضا، لمشكوك أن نجت دولة إسرائيل. بما يتناسب مع ذلك، فان قلة فقط من سكان إسرائيل مستعدة لان تنظر اليوم في إقامة دولة فلسطينية. للمفارقة، تدفع الإدارة الامريكية بقوة نحو إقامة مثل هذه الدولة، وتحظى بذلك بتأييد واسع في العالم. ان النتائج المحتمة لهذه الميول المتضاربة هي صدام جبهوي تنكشف بوادره بالتوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

في المدى الفوري لا مفر امام إسرائيل من ان تصد كل محاولة لاقامة دولة فلسطينية حتى بثمن مواجهة مع الأمريكيين. ولكن اذا ما اهملنا الساحة السياسية – الإعلامية، وبدون اسناد امريكي فسيفرض العالم إقامة دولة فلسطينية بالضبط مثلما فرض على تشيكوسلوفاكيا اتفاقات ميونخ وعمليا تفكيكها. وبالتالي، على إسرائيل أن تأخذ المبادرة السياسية، وفضلا عن تأكيد المخاطر التي في الدولة الفلسطينية، ان تعرض سياسة يمكنها أن توفر البديل، لاصدقاء إسرائيل في العالم على الأقل، عن المطلب المتزايد لاقامة دولة فلسطينية. لاجل عمل هذا على إسرائيل أن تعود الى الموقف الذي كان مقبولا من اقسام واسعة من الجمهور الإسرائيلي، لكنه اهمل لاسباب مختلفة وان تقول بصوت عال وواضح انه توجد منذ الان دولة فلسطينية، وهي الأردن. 

ان الفهم بانه توجد دولة فلسطينية، وان عرب يهودا والسامرة ليسوا شعبا بلا دولة، بل اقلية تعيش خارج دولتها، سيدفع قدما بالفهم بانه تحتمل حلول سياسية لا تتطلب إقامة دولة فلسطينية (إضافية) غربي نهر الأردن، مثلا حكم ذاتي للسكان العرب، يكونون مواطنين من المملكة الأردنية، وينالون حكما ذاتيا محدودا فيما تكون المسؤولية الأمنية الكاملة من غربي نهر الأردن في ايدي إسرائيل.

لقد هجر هذا الموقف كون حكام الأردن البدو، الذين لا يرون أنفسهم كفلسطينيين، لا يحبون ان يذكروا بان مملكتهم أقيمت على القسم الشرقي من فلسطين (بلاد إسرائيل) التاريخية (Eastern Palestine)، في اعقاب اتفاقات السلام مع الأردن تخلوا في إسرائيل أيضا عن طرح هذا الادعاء. 

ان سياسة “الأردن هو الدولة الفلسطينية” ستجر معارضة حتى في إسرائيل. أولا، ثمة نهج مثابة مسيحاني يرى في إقامة دولة فلسطينية رؤيا الآخرة. صحيح أن الحدث يدر عن نهج هامشي من ناحية جماهيرية، لكن يشارك فيه كثيرون في القيادة، وهؤلاء سيحاولون عرقلة سياسة تمنع تجسيد رؤياهم. كما ان قادة جهاز الامن سيعارضون تغيير السياسة سواء لان بعضهم يشاركون في الموقف آنف الذكر ام لانهم من ناحية اجتماعية سيعارضون كل موقف يعتبر كـ “يميني”، ام لانهم لا يزالون معنيين بكسب الهدوء بكل ثمن ويخافون من انهيار الأردن وتحوله الى دولة مواجهة. ولكن علمتنا احداث 7 أكتوبر بانه ليس فقط لا يجب الاعتماد على قادة جهاز الامن في فهم الواقع في الشرق الأوسط بل ان سياسة كسب الهدوء نهايتها أن تتفجر.

ان تحول الأردن الى دولة مواجهة سيزيد بالفعل المخاطر الفورية في حدودنا الشرقية، لكن الحكم في الأردن متعلق بنا اكثر مما نحن متعلقون به، وليس مؤكدا أنه سيسارع الى تحطيم الاواني. فضلا عن هذا يحتمل أن في نهاية الامر ستستولي الأغلبية الفلسطينية على الحكم في الأردن وعندها ستتتحول الحدود على أي حال الى “ساخنة” والاهم من كل شيء: مهما كانت المخاطر التي تنطوي على انكشاف الهوية الفلسطينية للاردن، فان المخاطر التي في إقامة دولة فلسطينية في مركز البلاد، فورية اكثر واكبر بلا قياس. 

على قيادة الدولة ان تتغلب على المخاوف وعلى معارضة كبار الموظفين، وان تبلور سياسة “المشكلة الفلسطينية” في سياق أوسع وتمنع إقامة دولة فلسطينية غربي نهر الأردن. 

عالم آثار في دائرة التاريخ العام في جامعة بار ايلان

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى