معاريف: فلنأخذ المبادرة الى أيدينا
معاريف – آفي أشكنازي – 29/10/2025 فلنأخذ المبادرة الى أيدينا
الحدث امس في حي الجنينة خطير للغاية. فقد وقع في المنطقة إياها وفي المسار إياه الذي وقعت فيه الحادثة السابقة قبل عشرة أيام وقتل فيها الرقيب اول ينيف كولا والعريف أول ايتي يعبتس.
مثلما في حينه، أمس أيضا، اعلن الجيش الإسرائيلي بواسطة فرقة غزة 143 في الجانب الشرقي من الخط الأصفر في رفح كي يعالج مسارات نفق استراتيجي لحماس. في هذا النفق، حسب تقدير الجيش، يوجد مخربون، اغلب الظن بضع عشرات قلائل وهم مسلحون بصواريخ مضادة للدروع، بنادق وقنابل يدوية.
تعمل قوات الهندسة القتالية لفرقة غزة على كشف تفرعات النقب في المنطقة بهدف تدميرها. ويرافق قوات الهندسة مقاتلو لواء الناحل. بالضبط كما حصل قبل عشرة أيام، خرج المخربون على ما يبدو من عدة فوهات بالتوازي ونفذوا بداية نار مضادة للدروع نحو آليات هندسية عملت على تنفيذ حفريات للعثور على مسارات النفق. بعد ذلك اطلقوا نار قناصة نحو قوة الحراسة. رد الجيش الإسرائيلي بضربة نارية.
لاحقا، حسب ادعاء المستوى السياسي نفذ الجيش هجمات قوية ضد حماس. في الجيش قالوا ان الهجمات كانت مقنونة ووجهت نحو بضعة مباني.
لم تسارع إسرائيل الى تحطيم القواعد رغم أنه كانت لها أسباب وجيهة لذلك. في إسرائيل يعضون على الشفاه. والبطن تتقلب في ضوء السلوك المشين لحماس. لكن بيننا، ما الذي يمكن الان ان نتوقعه من خلقات البشر أولئك. فهم يتصرفون حسب رمزهم غير الأخلاقي. لا يمكن أن نتوقع من منظمة الإرهاب أي شيء آخر لا في المستوى الأخلاقي وبالتـأكيد لا عندما يدور الحديث عن الالتزام بالاتفاقات.
وعليه، فينبغي التصرف بحكمة واستخلاص الحد الأقصى من الخطوة. وحتى لو استغرق هذا زمنا، وحتى لو تطلب العض على الشفاه، حتى لو تطلب البكاء غضبا واحباطا امام سلوك العدو، امام الصور القاسية للتنكيل بجثة اوفير تسرفاتي.
فليكن واضحا: الجيش الإسرائيلي يوجد في نقطة بداية وبوسعه صباح غد أن ينظم نفسه وفي غضون أيام معدودة أن يخلي مرة أخرى السكان من المدينة، ينفذ توغلات ويضرب حماس نهائيا. الجيش الإسرائيلي يوجد في كل نقاط السيطرة على مدينة غزة، على خانيونس وعلى ما تبقى من رفح. لكنه أيضا يوجد على مسافة انقضاض سريع من مخيمات الوسط. ما يوقف الجيش في هذه اللحظة هم المراقبون الامريكيون الذين يوجدون في كريات جات. هم الذين يقررون في هذه اللحظة الخطوات في غزة. في هذه اللحظة، الكابنت السياسي الأمني هو مجرد مستوى توصية. الصلاحيات توجد في يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خيرا وشرا. هذا يعرفونه في حماس، في قطر وفي انقرة. وهم يلعبون في هذه اللحظة اللعبة حيال الأمريكيين.
إسرائيل ملزمة الان بان تقوم بعدة أعمال بالتوازي. أولا، المستوى السياسي ملزم بان يزود الجيش ببنك اهداف. هذا من أجل ان يكون للجيش اذا ما وقع سيناريو نار قاس آخر كما حصل امس وقبل نحو عشرة أيام بنك اهداف للضرب. والضربة التي ستتعرض لها حماس على ذلك ستكون سريعة بحيث أنهم حتى في كريات جات لن يفهموا ما الذي حصل.
ثانيا، الجيش الإسرائيلي ملزم بان يستخدم الى جانب الشباك خلايا تكتيكية تعمل في قلب الجبهة الداخلية لحماس في غزة وتنكل بها دون أن تترك أي بصمات. وكانت إسرائيل عرفت كيف تفعل هذا في طهران، على مسافة 2000 كيلو متر عن حدودها وهي يمكنها أن تفعل ذلك من مسافة 1.2 كيلو متر عن الخط الأصفر في غزة.
إسرائيل ملزمة بان تبدأ بأخذ المبادرة الى ايديها. الوضع الذي يقرر فيه الامريكيون هنا كل شيء نشأ بسبب جمود زعامي إسرائيلي. محظور ان يستمر هذا الوضع لزمن طويل، لان الثمن يدفعه جنود الجيش العاملين في غزة، عائلات الضحايا المخطوفين وعموم الجمهور في إسرائيل.



