ترجمات عبرية

معاريف: عودة الردع

معاريف 23/10/2024، آفي اشكنازي: عودة الردع

7 أكتوبر، هو أحد الأيام الظلماء في دولة إسرائيل، حين غزت منظمة إرهاب إجرامية أراضيها، احتلت اقليما، قتلت مئات عديدة من المواطنين، الشرطة والجنود، واختطفت مئات من المواطنين والجنود الى أراضيها. الجيش والشباك فشلا في إدارة معركة الدفاع حين لم ينجحا في إعطاء اخطار للغزو، وساعات طويلة جدا مرت الى أن وصلت قوات الاحتياط الى المنطقة.

في قيادة المنطقة الشمالية سبقوا حزب الله في ذاك الصباح، حين جندوا عشرات الاف جنود الاحتياط، الذين بنوا على الفور خطوط دفاع في الجبهة الشمالية، وخلقوا فاصل امان منعا لغزو في الشمال.

بسرعة نسبية انتقل الجيش الإسرائيلي في جبهة الجنوب من الدفاع الى الهجوم. وفي ختام يومين من المعارك نجح الجيش في تطهير منطقة جنوب البلاد من اكثر من 2000 مخرب. ولاحقا دخلت أربع فرق عسكرية للهجوم في داخل أراضي القطاع، لكن بسبب نقص مرتب في الإدارة السياسية نفذ الجيش الاعمال في جنوب القطاع بتأخير اشهر طويلة ما سمح لحماس بالاعداد للهجوم منذ البداية.

بالتوازي مع الخطوات في الجنوب حافظ الجيش على حجوم كبيرة من القوات على حدود الشمال، والتي وقفت في وجه محاولات حزب الله خوض قتال قوي في الشمال من خلال استخدام نار مضادات الدروع نحو البدلات وقوات الجيش ونار الصواريخ الى عمق الشمال. هناك الحقت المنظمة ضررا شديدا في بلدات عديدة الى جانب مصابين في أوساط المدنيين والجنود.

الجيش من جهته ادار حربا منظمة. استغل الحدث كي ينزع قدرات جوهرية من حزب الله، استهدف مئات القادة والمسؤولين الخاصين في المنظمة، جمع معلومات استخبارية عن كل واحد منهم، وبشكل منهاجي نفذ تصفيات لاولئك القادة والمسؤولين. في غضون سنة نجح الجيش في تفكيك كل منظومة القيادة والتحكم لحزب الله. من رئيس اركان المنظمة فؤاد شكر، عبر قادة الفرق، قادة أجهزة الاستخبارات، قادة قوة الرضوان وقادة ميدانيين من مستوى قادة سرايا وقادة كتائب.

كما ضرب الجيش الإسرائيلي منظومة النقليات في المنظمة في ظل ضرب مخازن الذخيرة، محاور النقل والتموين وحتى القواعد ومناطق الاحتشاد للمنظمة.

وجاءت الذروة في هجمة البيجر، وبعد يوم من ذلك لأجهزة الاتصال ما أدى الى شلل المنظمة على مدى أيام، الخطوة التي سمحت للجيش بتدمير منظومة صواريخ “بر بحر” هددت استراتيجيا على إسرائيل وحرية الملاحة. بالتوازي، أدت الهجمة الى تصفية حسن نصرالله، الى جانب ضرب مخازن الذخيرة الدقيقة والصواريخ الاستراتيجية وإعطاء الإشارة للمناورة البرية للجيش الإسرائيلي.

خطط حزب الله بنار مكثفة من الصواريخ والمُسيرات في اثناء المناورة، اما عمليا فلم يطلق الا بشكل محدود. المقاومة في خطوط دفاعه كانت طفيفة. في بضعة أماكن قليلة خاض المخربون معارك دفاع موضعية لم تنجح في صد قوة الجيش الإسرائيلي.

في اثناء السنة الأخيرة تتصدى إسرائيل لاربع جبهات أخرى: جبهة الضفة بخاصة في شمال السامرة. هنا يعمل الجيش بقوة مع فرقة المناطق، بعد سنوات من الامتناع عن اعمال فاعلة عنيفة، يعمل الجيش بشكل مختلف مع اقتحامات يومية الى معاقل الإرهاب في جنين، بلاطة، قصبة نابلس، طولكرم، كما عاد الجيش لاستخدام سلاح الجو في الساحة، صفى مئات المخربين وفكك بنى تحتية للارهاب.

بالتوازي تفتح إسرائيل عينا على الأردن، بسبب محاولة ايران إقامة بنية تحتية إرهابية في المملكة. الساحات الابعد هي اليمن، سوريا والعراق. هناك تفعل ايران ميليشيات تعمل على اطلاق الصواريخ والمُسيرات. تعمل إسرائيل بشكل علني وخفي في هذه المناطق. وحاليا تمتنع عن جباية ثمن مباشر من الرئيس السوري بشار الأسد.

التحدي المركزي هو كما اسلفنا محدثة الإرهاب في المنطقة: ايران. في السنة الأخيرة عملت ايران ضد إسرائيل في مناسبتين مختلفتين وبشكل علني على الهجمة الأولى ردت إسرائيل بشكل محدود، وبالنسبة للهجمة التالية، صحيح حتى كتابة هذه السطور لم يرد الجيش ما من شأنه أن يفسر حاليا كضعف للجيش ولدولة إسرائيل.

بعد هزيمة 7 اكتوبر نجح الجيش في الوصول الى إنجازات لكنه لم يحقق بعد اهداف الحرب: إعادة المخطوفين، التفكيك العسكري والسلطوي لحماس وإعادة سكان الشمال بامان الى منازلهم. لم ينجح الجيش في ردع ايران ودولة إسرائيل لم تتمكن من بلورة تحالف إقليمي ضد ايران او استراتيجية لانهاء المعركة.

يوجد جيش الدفاع الإسرائيلي في هذه الأيام في مفترق طرق. فقد سجل إنجازات تكتيكية لم تترجم الى خطوات سياسية، والجيش يبقي على مئات الاف جنود الاحتياط على مدى نحو سنة كاملة والتآكل عظيم. كما أن إسرائيل توجد في عزلة سياسية جزئية في ما تحوم فوق رأسها تحقيقات المحكمة في لاهاي.

لقد فقدت إسرائيل من قوة ردعها في المنطقة ويحتمل أن تستغرقها سنوات الى أن تعيد التفوق الردعي. لكن الامر ذا الأهمية الأعلى هو ان دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي ملزمان بان يشكلا لجنة تحقيق رسمية في احداث أكتوبر. دون التعلم والبحث سنجد انفسنا مرة أخرى نتصدى للكارثة التالية. 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى