معاريف: على الجيش الإسرائيلي أن يعرف بان مواضع خلل القيادة العليا

معاريف – 9/7/2025، آفي أشكنازي: على الجيش الإسرائيلي أن يعرف بان مواضع خلل القيادة العليا
استيقظت إسرائيل أمس على يوم صعب على نحو خاص. فالنبأ عن سقوط خمسة مقاتلين واصابة 14 آخرين في معركة وجه صفعة للجمهور الإسرائيلي. اليأس في إسرائيل هو ليس فقط بسبب الألم الهائل على سقوط أفضل أبنائنا، بل بسبب حقيقة انه لا يبدو افق للعيان. التخوف هو متى مرة أخرى ستفتح نشرات الاخبار مع عبارة “سمح بالنشر”.
تحقيق حدث المعركة في بيت حانون هو قصة أليمة لكن فيه أيضا الكثير من الفخر. فالمقاتلون الذين سقطوا ورفاقهم الذين أصيبوا اظهروا لنا جميعا ما هو بأس الروح، الرفاقية والتمسك بالمهمة. رغم الخطر، النار الثقيلة وحقيقة انهم يسيرون في حقل من العبوات الناسفة، أراد المقاتلون المرة تلو الأخرى، موجة إثر أخرى، انقاذ رفاقهم المصابين. رغم الجحيم واللظى الذي لا يتوقف. مقاتلو نيتسح يهودا اعادوا لشعب إسرائيل تعريف ما هي البطولة! ما هي الرفاقية!. الى جانب هذا ينبغي النظر الى الحدث بعين واعية وطرح بضعة أسئلة قاسية على القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي. مجازيا، بيت حانون هي نوع من حي لمدينة سديروت – على مسافة كيلو متر فقط عن الحدود. من نافذة في بيت حانون يمكن ان يطل المرء على نوافذ بيوت الاحياء الشمالية لسديروت، نير عام وايرز.
بيت حانون توجد مجازيا على تل وتحتها نوع من “الحمام”. بحيث ان لها تحكما في الرصد والنار بالمجال الشرقي والشمالي. بيت حانون تقع على ارض رمال البحر. في المرات السابقة أيضا التي عملها فيها الجيش الإسرائيلي هناك، تحدى هذا الموقع القوات. عبوات ناسفة، نار قناصة وصواريخ مضادة للدروع استخدمت عليهم.
لقد بنى المخربون في المجال انفاقا وهم يتحركون فيها كالخلدان – يخرجون من الفوهات ومن أنقاض المباني، يحفرون بالأيدي في رمال البحر، يزرعون عبوات ناسفة ويعودون ركضا الى أنقاض مبنى او فوهة نفق وينتظرون وصول قوة من الجيش الإسرائيلي. عندما يقترب المقاتلون من فخ الموت، يشغلون العبوات. المشكلة هي ليس في السلوك التكتيكي لمقاتلي الجيش الإسرائيلي بل في سلوك مستويات القيادة. أولا، الجيش الإسرائيلي ملزم أن يتأكد الا تبقى هياكل مباني واقفة في كل مجال يدخله لاحقا، في نصف قطر بمسافة 400 متر على الأقل.
أول أمس فقط روى وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس عن طلبه من الجيش عشية الحرب في ايران تخريب شوارع طهران كي يهز استقرار النظام الإيراني. الامر لهذه المهمة الذي صدر لسلاح الجو يسمى “تورنادو”.
الان، يا إسرائيل كاتس، حان الوقت لان يتحرك التورنادو كعامود النار قبل قوات الجيش الإسرائيلي في غزة. ان تسقط البيوت وتنهار بلا حساب قبل وصول المقاتلين. يمكن عمل هذا بمعونة سلاح الجو، بمعونة سلاح البحرية، دبابات ومدافع.
كما لا يوجد أي مانع قضائي. حقيقة أن المباني وهياكل البيوت تستخدم مآوي للمخربين هي فخ موت للمقاتلين. اللوائح يجب أن تكون واضحة: بداية ننزل المباني ونهيرها – بعد ذلك نتقدم.
ثانيا، ليس واضحا لماذا اختاروا في الجيش الإسرائيلي ان يدخلوا قوة سرية نيتسح يهودا في محور طوبغرافي دون يمكن التحكم به من الغرب ومن الجنوب. اين أفعال الاحابيل؟ احد مباديء الحرب وتخطيط المعركة. قادة الجيش ملزمون بان يفهموا بان الجمهور الإسرائيلي قلق. هو قلق من فكرة أن الجيش آخذ في الغرق في الوحل الغزي. ان ثمن الشهداء المتزايد لا يطاق. المجتمع الإسرائيلي لا يمكنه أن يسمح لنفسه بكوارث جسيمة بهذا القدر مثل كارثة بيت حانون، او مثل كارثة مقاتلي كتيبة 605 للهندسة القتالية قبل ثلاثة أسابيع، حين سقط سبعة مقاتلين ارسلوا لمناورة في خانيونس مع آلية من الحرب العالمية الثانية غير مناسبة لميدان المعركة الحالي.
على الجيش الإسرائيلي أن يعرف بان مواضع خلل القيادة العليا – التي تكلف شعب إسرائيل ثمنا باهظا للغاية من حيث الإصابة للمقاتلين، من أفضل أبنائنا وبناتنا – لم يعد ممكنا قبولها في الجمهور الإسرائيلي.